أجرى اللقاء/ أحمد علي عوض تحتل ثانوية الوحدة للبنين الكائنة في قلب معسكر بدر بمديرية خور مكسر موقعاً مهماً بالنسبة للأحياء السكنية بتلك المديرية مقارنة لثانوية عبده غانم التي تقع في طرف المديرية بمحاذاة ساحل أبين، وملتقى لجميع الطرقات باتجاهاتها المختلفة.حيث أوكلت مهامها لمكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن في عام 1994م، بعد أن كانت تابعة لتأهيل جنود أفراد القوات المسلحة تربوياً وتعليمياً، من ثم تطورت الفكرة وبدأت تستوعب طلاب المدارس الحكومية، وثم تخصيصها لطلاب الثانوية القسم الأدبي بمراحله الدراسية الثلاثة، تضم بين جوانبها اليوم حوالي (350) طالباً و (25) جندياً يدرسون في (6) شعب دراسية، أي بمعدل (62) طالباً في الشعبة.ويعمل بداخلها طاقم تعليمي مكون من (20) معلماً، ويديرها الأستاذ/ وهيب قاسم فارع لمدة عامين دراسيين علماً بأنه قد سبق أن عمل وكيلاً فنياً في ثانوية جرادة للبنين الواقعة في مديرية التواهي طيلة (3) سنوات متوالية تمكن خلالها من تعلم طرق فن الإدارة حيث اكتسب خبرة أهلته باستحقاق تقليده منصب مدير المدرسة، وأثناء أداءه لمهام المدير لم تمنعه الأسوار المحاطة بالمبنى المدرسي من كافة جوانبه من الإبقاء على المظاهر العامة للعملية التربوية والتعليمية والحفاظ على سيرها بشكل طبيعي وممارسة المهمة الموكلة إليه كما هو مطلوب منه وعلى أكمل وجه، ومزاولة الأنشطة، والتواصل مع العالم الخارجي بموجب ما تسمح به الظروف.كما أن هيئة المدرسة الإدارية والتعليمية لم تئن تحت وطأة قلة ما في اليد وشح الإمكانات والموارد المالية التشغيلية ولم تستسلم أمام المعوقات المحدقة بأفرادها، بل ظلت واقفة على رجليها مستفيدة بما لديها من كفاءات وبما تبقى لها من فئات تستنهض الهمم وتشحذها للإرتقاء بمستوى تحصيل الطلاب العلمي وتطوير وظائف الحصة الدراسية، ولمعرفة أهم التفاصيل المتعلقة بآلية العمل وكيفية تعاملها مع كافة الظروف المحيطة بالمدرسة التقينا بالأخ/ وهيب قاسم فارع مدير المدرسة وكان معه هذا الحوار.[c1]- ما هي أبرز الصعوبات والمعوقات التي ترتب عنها وجود مدرستكم بداخل معسكر؟ وماذا نجم عنها؟[/c]
خلال زياراة ثانوية الوحدة
- في البداية أود أن أوضح بأن الظروف المحيطة بنا كانت وراء تصعيد بعض الأزمات المعيقة لأداء مهامنا وإبراز أنشطتنا كجهد المقل، والملفت للنظر أنها لم تكن وليدة اليوم بل مثلت إمتداداً منذ إنتماء المدرسة للمؤسسة التربوية أي منذ ما يقارب (11) عاماً، ومع هذا فقد أسهم وجود مدرسة بهذا الموقع في استطباب جراح الأهالي التي لا تراها العين وخففت من معاناتهم وشهدت حياة أبناءهم استقراراً نوعياً مقارنة للفترات الماضية التي سبقت العام 94م. ومن تلك الصعوبات على سبيل الذكر وليس للحصر :1- حاجة المدرسة لسور يمنع ظاهرة تسرب الطلاب المستمر ويوقف من حدة المطاردة اليومية للطلاب، حيث نجم عن ذلك إرباك التعليم.2- خلو المدرسة من الحمامات وبوفيه وثلاجات لحفظ الماء بارداً دفع بالطلاب وبعض أعضاء الهيئة الإدارية والتعليمية لاستخدام حمامات المعسكر الذي يقع في مكان بعيد عن موقع المبنى المدرسي مما تسبب في إحياء حالة من القلق خصوصاً أثناء مزاولة الأنشطة الرياضية، كما ترتب عنه بعض الإحراجات التي توقعنا مع الآخرين.3- وجود المدرسة في وسط معسكر أدى إلى حرمانها من التواصل بقوة وفاعلية وبصورة دائمة مع الجهات المعنية والاستفادة من تنفيذ بعض الخطط والبرامج الدراسية مثل تناول الخبرات مع الأطراف المعنية للمدارس الأخرى واكتساب مزيد من الخبرة، كذلك منع تقادم وفود أعضاء التوجيه الفني إلى المدرسة وخاصة العنصر النسائي لتعقيم وتقويم سير العملية التعليمية والحصول على التوجيهات الجديدة التي ستفيد بالتالي المعلمين العاملين لدينا، وأخيراً عقد الندوات والمحاضرات للطلاب بالتعاون مع الجهات المهتمة بهذا الجانب التوعوي واستحالة إقامة دورات تدريبية وتأهيلية على غرار بقية المدارس الأخرى.4- إفتقارنا إلى غرف للوسيلة التعليمية ومشرف خاص لها مما نتج عنه قيام بعض المعلمين بمساندة بعض الطلاب وبجهد شخصي وفردي من إعداد الوسيلة بامكانيات متواضعة، كذلك إفتقارنا لغرفة تخص المختبر العلمي أدى إلى اقتصار طلابنا على تحصيل المعلومة بصيغة نظرية خالية عن المجال العلمي والتطبيقي خصوصاً طلاب سنة أولى ثانوي، عدم وجود غرفة للمكتبة حرم الطلاب من شغل أوقات فراغهم والإطلاع على المعارف والثقافات الأخرى لتوسيع مداركهم العقلية وتطوير أذهانهم وسبل تفكيرهم. علماً بأن استخدام الوسيلة التعليمية والمختبر العلمي والمكتبة وفق التوصيات الأخيرة لمكتب التربية بالمحافظة باتت جزءاً أساسياً من تكوينات الحصة الدراسية.5- صعوبة الإتصال والتواصل مع المؤسسات الحكومية والمنظمات الجماهيرية وبعض مؤسسات المجتمع المدني ترتب عنه خلق حالة من العزلة ووقف تدفق المساعدات المساهمة في إنتشال بعض الأوضاع المتردية، كما أنه عرقل مساعينا في إنشاء مجلس أباء للمدرسة يعضد من مواقفنا ويشد من أزرنا.في ظل ذلك الجو والإختناقات المالية المطبقة عليكم.. [c1]- كيف تمكنتم من التعاطي مع تلك الأجواء لمزاولة وتفعيل كافة الأنشطة؟[/c]- نظراً للأهمية القصوى التي تتمتع بها الأنشطة فقد دأبنا منذ اللحظات الأولى على الإعتماد على أنفسنا في تسيير أمورنا وعزمنا على تفعيل الأنشطة باعتبارها إحدى مظاهر التعليم وبما يعود من نفع في تجديد حيوية وطاقة الطلاب وإحساسهم بالإنتماء الحقيقي للمؤسسة التربوية التي يدرسون فيها وعليه فقد قمنا بالعديد من الفعاليات في الإطار الداخلي للمدرسة وأجرينا عدة بطولات بين الشعب الدراسية ومع منتخب اللواء(39) مدرع بمعسكر بدر في لعبة كرة القدم وزعت في ختام البطولة جوائز وهدايا للفائزين.كما تم تشكيل فرق رياضية من الطلاب في العاب تتناسب مع بنيتهم الجسدية وبحسب ما لدينا من أدوات ووسائل وخضعوا للتدريبات المستمرة والتي أثمر عنها فوز طالبين من مدرستنا بالمركز الأول والثاني في بطولة الجمهورية لألعاب القوى. كذلك شاركنا في العديد من البطولات والمنافسات على مستوى المديرية والمحافظة والجمهورية في ألعاب أخرى وحصلنا خلالها على مراكز مشرفة. وفي يوم تدشين فعاليات اليوم المدرسي في العام الدراسي المنصرم 2004 - 2005م الذي تحتفل فيه إدارة التربية والتعليم بالمديرية من كل عام شاركت مدرستنا بفعالية كبيرة وبرزت اسهامات طلابنا بقوة نالت استحسان ورضى القائمين على هذه الفعالية كما قمن خلالها باصدار نشرات توعوية ثقافية وتربوية، كما نقوم مع بداية كل يوم دراسي بتقديم النصح للطلاب بمقتضى الحاجة.[c1]- أين تكمن أهم المنجزات التي تحققت للمدرسة؟[/c]- مع كل ما سلف ذكره من ظروف صعبة وقاسية التي رافقت مسار عملنا وحجم المعاناة المترتبة عنها، إلا أننا استطعنا أن نتخطى معظمها، وتكمن المنجزات المتحققة للمدرسة في انتظام سير العملية التربوية والتعليمية منذ الأيام الأولى للعام الدراسي الحالي 2005 - 2006م، كذلك نجاح الغالبية العظمى من طلابنا خلال اعام الدراسي المنصرم 2004 - 2005م مما حفزنا إلى إقامة حفل تكريمي للطلاب الأوائل والمثاليين ثم منحهم الجوائز والهدايا، إحياء العديد من الفعاليات ضمن إطار المدرية حضرها الأخ/ د. عبدالله النهاري مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، والأخ/ صالح منصور مدير إدارة التربية والتعليم بالمديرية وعدد من قيادات المجلس المحلي والمؤسسة التربوية، وبعض ضباط القوات المسلحة.[c1]- هل لكم من كلمة أخيرة؟[/c]- نود أن نحيط الجميع علماً بأن المدرسة تم في ضائقة مالية بسبب قلة الأموال التشغيلية الناتجة عن مساهمات المجتمع نظراً لقلة أعداد الطلاب وأعفاء بعضهم حرماننا من أية معونات أو مساعدات تسهم في تنشيط فعالياتنا أو استكمال وتغطية النواقص من الغرف وحمامات وثلاجات، كما أهيب بالمكتب الفني للمكتبات يراعي مدرستنا إلى حال الطلاب لمدنا جميعاً بالكتب الثقافية والعلمية والفكرية والأجهزة الإعلامية أسوة ببقية المدارس الثقافية والعلمية والفكرية والأجهزة الإعلامية أسوة ببقية المدارس الأخرى لإغناءهم بالمعرفة وإثراء عقولهم ببعض الجوانب الأدبية والثقافية.