مريم محمد حيدرة :في موعد يتوهج فيه الوطن اليمني وتشع سماؤه وأرضه نوراً وفرحاً وإبتهاجاً بالعيد الثامن والأربعين لقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م المجيدة ليزداد الوطن إشراقاً وتوهجاً وعزة وكرامة وشموخاً وعنفواناً فشعبنا اليمني يعتز بهذه الثورة التي غيرت مجرى الحياة في اليمن ونقلته من عهد التخلف والجهل إلى عهد التطور والعلم والمعرفة.ففي الـ (26) من سبتمبر الميمون قبل ثمانية وأربعين عاماً كان لليمنيين موعد مع الحياة، حينما نفض الشعب عن نفسه الظلم والاضطهاد والاستبداد بعد أن رضخ لقهر التسلط والجبروت عقوداً طويلة لايملك إلا الأنين والتطلع في انتظار اللحظة المناسبة لوضع حد لما يمارس ضده من أساليب الكهنوت المتجبر للحكم الأمامي البغيض. غير أن اللحظة الحاسمة لم تمهله فقذفت به حينها كقشة عصفت بها الرياح العاتية من قمة جبل شاهق إلى واد سحيق وسرعان ما تهاوت أركانه الهشة ليبدأ الشعب حياة جديدة ومجداً موزراً ما كان ليدور بخلد أحد أن تتسارع خطاه الواثقة بهذه الصورة التي رسمها ونالت إعجاب وإحترام العالم. فلم يكن قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر مفروشاً بالورود أوحدثاً عابراً بل جاء عبر نضال وكفاح كبيرين خاضهما شعبنا اليمني بكل فئاته في مختلف المناطق اليمنية. فثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م بعد قيامها وتثبيت أركانها في الجزء الشمالي من الوطن كانت السند القوي واللبنة الأولى لقيام ثورة (14) أكتوبر 1963م في الجزء الجنوبي من الوطن المحتل من قبل الاستعمار البريطاني ما يؤكد واحدية الثورة وارتباط أحداثها التي تهدف في مضمونها إلى نيل التحرر والاستقلال وهو أحد أهداف الثورة اليمنية الستة. ثمانية وأربعون عاماً مضت مليئة بالذكريات والانتصارات والإنجازات والتطورات المتلاحقة وتجاوز الشعب مخلفات الماضي ومحنة التشطير وتحقيق أحلامه وتطلعاته في الوحدة والديمقراطية في 22 مايو 1990م التي رسخ مداميكها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية، على قاعدة إعادة الاعتبار لليمن بما فيه أمجاده وآفاق إشراقته. أنها الثورة التي تعتبر بحق واحدة من أبرز الثورات في التاريخ الإنساني وأكثرها تأثيراً على المستوى الوطني والقومي والإقليمي. إن احتفاءنا بذكرى ثورة (26) سبتمبر وبما شملته من تطور تاريخي وحضاري للإنسان اليمني يسجل تاريخ أمة ومصير وطن، لأن 26 سبتمبر تاريخ لن ينسى مادام هناك وطن فخور بأبنائه.. وشعب انتصر لحاضره ومستقبله. وحري بنا اليوم ونحن نتحدث عن الذكرى الثامنة والأربعين لثورة (26) سبتمبر والذكرى السابعة والأربعين لثورة 14 أكتوبر المجيدتين أن نقف وقفه تعظيم ونهدي الأوسمة لأولئك الأبطال الذين عشقوا الحياة الكريمة فوهبوا أرواحهم رخيصة في سبيل الانتصار للثورة وتحقيق أهدافها ليرووا بدمائهم الزكية تربة الوطن الطاهر من أجل أن يقطف الأجيال ثمارها ويجنوا خيراتها في ظل الوحدة اليمنية المباركة. [c1]* إذاعة عدن[/c]
ثورة السادس والعشرين من سبتمبر موعد مع التاريخ والتحول
أخبار متعلقة