الذي يدعي أنه لا يخطئ ، لا يمكن إلا أن يكون كذابا من الطراز المضحك، ذلك أن الإنسان مخلوق ضعيف، عرضة للنسيان، وعرضة للوعكات والمرض، وربما حل حتفه بلمسة، وانتهى أمره بريح، أو قبلة، أو لقمة، أو شربة ماء باردة.ولذلك؛ فإن على الزوجة ، مثلما هو على الزوج؛ استشعار مثل هذه الحقيقة، والإعداد المادي والمعنوي لمترتباتها ، فلا تعتقد أن زوجها - على سبيل المثال - ملك طاهر، حتى وإن ظهرت عليه سمات الملائكة في الأخلاق والأسوة الحسنة.ولا تعتقد أن زوجها جبل من الجبال، حتى وإن بدا لها أنه يحمل الجبال، ويحقق المعجزات والمحال، فمحصلة ما بين يديها رجل تجوز عليه الغفلات والهفوات والسقطات والعلل، وكل أمر مرقد يقع على رأس الآدمي.إن الاغترار بصفات الرجل الزوج ، من جمال ، أو قوة، أو نبل، أو غير ذلك من صفات الإيجاب من وفاء وصدق وغيرهما هو في الواقع خطأ جسيم، وليس ذلك فحسب؛ بل قد يكون كذلك سببا لنتائج كارثية على بيت الزوجية والأولاد.ومن هنا تأتي أهمية ما ذكرنا آنفـا من ضرورة الإعداد، وتصور مثل هذه المحتملات، فالوفي قد تقع منه السقطة ، والقوي قد تقع منه الكبوة، ولهذا كان احتمال عثرات الكرام فضيلة من الفضائل.فالمرأة الحكيمة، هي في الواقع ثوب ساتر لزوجها، تستر عورته، وتحجب عثرته، وتداري هفوته، فإذا زلت قدمه سترته، وغضت طرفها عن ضعفه.إنها بذلك لا تضعف، ولا تعبر عن ضعف.. بل هي في الواقع تبني مجدها على نياط قلبه ، فتصير هي هي، وإن لعبت الهواء، وتصير اختياره ، وإن هبت العواصف.. غنها سكنه.. إنها ستره.. إنها حصنه الذي يحتمي به وبدفئه كلما حلقت الخاطر أو زمجرت الرياح المدمرة.
|
ومجتمع
الوعي المطلوب
أخبار متعلقة