وقفة تأمل
يمكن تعريف المراهقة بأنها انتقالية حرجة من مراحل حياة الإنسان وهي تربط بين مرحلة الطفولة والبلوغ، وتتميز هذه المرحلة بالنمو السريع غير المنتظم والتغير والتطور الجسماني والنفسي والاجتماعي ومرحلة من الانطلاق قد يصعب السيطرة احياناً على مدى انطلاقها وطموحها وحماسها ونوعية سلوكها.إن انخفاض سن بدء البلوغ والاتجاه المتزايد نحو تأخير سن الزواج والتحول الحضاري والتنقل والتمدن والتعرض المتزايد لوسائل الاعلام المختلفة جميعها تشكل مجموعة عوامل تؤدي إلى إحداث تغييرات كبرى في السلوكيات الاجتماعية والصحية والجنسية للمراهقين وما قد ينجم عن ذلك من مشكلات قد تؤدي إلى فقد المجتمع الكثير من الطاقة والعطاء والابتكار التي يتميز بها الشباب..وعندما يكون الشباب في سن المراهقة ينبغي على الأهل أن يكونوا قريبين من أبنائهم المراهقين وأن يعرفوا كيف ينبغي عليهم أن يعدوا أولادهم للتغيرات التي تحدث في الجسم والعقل في هذا السن الحرج والتعامل مع هذه التغيرات الناشئة بكل حكمة لأن هذه المرحلة هي المرحلة التي يبتدأ فيها النضج الجنسي والعقلي والجسمي.ويمكن القول أن من أهم مهام التطور في سن المراهقة هو تحقيق التحكم في السلوك بما يتلاءم مع القيم والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع، والفشل في تحقيق هذا النوع من التحكم قد يؤدي إلى اكتساب المراهق لسلوكيات وعادات منبوذة قد يصعب التخلص منها في المستقبل كما أن هذه السلوكيات غير السوية قد لاتعود عليه وحده بالضرر بل سيعم ضررها ليشمل أسرته والمجتمع.وبما أن الشباب هم الأساس المتين الذي تبني عليه المجتمعات قواعد رقيها وتقدمها بما يشكلونه من مستقبل واعد وأمل مرتجي لكل أمة فأن من المهم جداً أن يعمل الجميع على ادماج الشباب في هذا السن الحرج في مختلف الأنشطة المفيدة التي من شأنها أن تشغل فراغهم وتنمي من قدراتهم ومعارفهم وإبداعاتهم والتي يأتي في طليعتها الأنشطة الرياضية والثقافية والتطوعية وغيرها من الفعاليات المفيدة التي يمكن أن تتبنى تنظيمها المدارس والجامعات والنوادي والمنتديات وغيرها من المؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية والتي تتوافر فيها عناصر الإشراف والتوجيه، وهذا سيؤدي دون أدنى شك إلى حماية الشباب وتحقيق فائدة حقيقية للشباب وأسرهم ومجتمعهم.