مقديشو/14 أكتوبر/ عبدي شيخ وعبدي محمد: قال شهود عيان أمس الأربعاء إن متمردين هاجموا قوات حفظ السلام الإفريقية في مقديشو مما أدى إلى اندلاع معركة أسفرت عن مقتل 11 مدنيا وتسببت في فرار الكثيرين من المدينة وسط تصاعد التمرد في الصومال. وقالت فطومة قاسم وهي أم لسبعة أطفال وهي تنضم لمجموعة السكان الذين يفرون من العاصمة الساحلية «ليس لدينا أمل الآن وأعتقد أن هذه هي نهاية مقديشو.» وحول المتمردون الشهر الحالي بشكل متزايد أسلحتهم صوب القوات التابعة للاتحاد الإفريقي فيما يعتبره محللون تكتيكا لمنع المزيد من التدخل الأجنبي في البلاد الواقعة في منطقة القرن الإفريقي التي تعاني من صراع مدني منذ عام 1991 . وهز قصف من مختلف الجوانب لقاعدة تابعة للاتحاد الإفريقي مقديشو مساء أمس الأول الثلاثاء وأثار القصف ردا بإطلاق النيران كما توغلت الدبابات في منطقة سوق ينظر إليها بشكل كبير على أنها معقل للمتمردين. وقال الاتحاد الإفريقي إنه لم يسقط قتلى أو جرحى بين قواته. ولم تبذل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي وقوامها 2200 جندي من أوغندا وبوروندي جهدا يذكر لكبح الحرب في الصومال. ويريد الاتحاد الإفريقي تسليم المهمة للأمم المتحدة إلا أن المنظمة الدولية تشعر بالقلق من الدخول في مستنقع يصفه البعض «بعراق إفريقيا» خاصة مع وضع في الاعتبار محاولتها المشئومة السابقة لإحلال السلام في البلاد في أوائل التسعينات. وقال دبلوماسي غربي يرصد الأوضاع في الصومال «قرر المتمردون ضرب الاتحاد الإفريقي بقوة لترويع إفريقيا حتى لا ترسل المزيد من الجنود ولإبعاد إمكانية تدخل الأمم المتحدة.» ومن جديد كان سكان مقديشو هم من يقومون بإحصاء قتلاهم أمس الأربعاء. ومنذ اندلاع التمرد ببداية عام 2007 قتل نحو عشرة آلاف مدني. وقال شاهد عيان يدعى عثمان فارح «قتلت قذيفة كبيرة خمسة أشخاص بعد أن سقطت عليهم وهم يجرون بحثا عن مأوى... لقد جمعنا جثثهم لتونا.»، وأضاف ساكن آخر يدعى ادن إسماعيل إن صاروخا سقط على مجموعة من النازحين في كلية سابقة مدمرة ما أسفر عن سقوط قتيلين، وتابع «ثم سقطت قذيفة مورتر أخرى وأصابت سبعة أشخاص. لم نتمكن من نقلهم للمستشفى إذ كان هناك إطلاق للنيران في كل مكان... حملنا ثلاثة أطفال مصابين على أكتافنا وثلاثة رجال على عربات تجر باليد صباح أمس.» وصرح عبد الرحيم عيسى أدو المتحدث باسم المتمردين مساء أمس الاول الثلاثاء بأن الهجوم رد على قصف سوق في وقت سابق من الأسبوع الحالي والذي ألقى باللوم فيه على قوات حفظ السلام. ولقي 30 مدنيا حتفهم في سوق البكارة يوم الإثنين في الوقت الذي تلقي فيه كل الأطراف باللوم على بعضها البعض في قصف منطقة مزدحمة بالناس. ويقيم نحو مليون صومالي كنازحين داخل البلاد فيما وصفتها وكالات الإغاثة بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفاقم الجفاف وارتفاع أسعار الغذاء من أثر الصراع على السكان. ومع تزايد جرائم الخطف والاغتيالات التي يتعرض لها عمال الإنقاذ تواجه وكالات الإغاثة مهمة خطيرة لمساعدة الصوماليين. وقال جون برندرجاست الخبير الأمريكي في شؤون الصومال إن المتمردين يعتقدون الآن أن اللاعبين من الخارج - من الاتحاد الإفريقي إلى وكالات الإغاثة - يساعدون الحكومة، واستطرد «ينظرون إلى معظم هؤلاء اللاعبين الخارجيين على أنهم يتعاطفون على الأرجح مع الحكومة الاتحادية الانتقالية أو على الأقل يسهلون أهداف هذه الحكومة ومن ثم فان إغلاق الباب في وجه أكبر عدد ممكن من هؤلاء الناس سواء كانوا منظمات غير حكومية أو تابعين للأمم المتحدة سيساعد فقط المتمردين.»