عمان/ رانيا الصرايرة :أوصت دراسة صدرت الاسبوع الماضي عن صندوق الامم المتحدة الانمائي للمرأة ، بتعزيز مشاركة المرأة العربية في الاحزاب والنقابات والمنظمات النسائية، معتبرة ان مشاركة المرأة في الحياة السياسية “لا يمكن فصله عن التطور السياسي في الدول العربية”. وأوردت الدراسة عدة ظواهر تحكم علاقة المرأة في الاحزاب وتؤثر سلبا على تعزيز مشاركتها مثل الاشارة الى معظم النساء العاملات في الاحزاب انهن من المتعلمات والنخب الثقافية مؤكدة ان “الالتزام الحزبي لهن حدث طارئ في حياتهن” حيث يلاحظ ان الطالبات “غالبا” ما ينفصلن عن العمل الحزبي بعد التخرج او الزواج. وتشير الدراسة الى ان معظم النساء اللواتي يواصلن العمل الحزبي “هن ممن يتزوجن من حزبيين وبحال ترك الزوج الحزب تنتهي علاقتهن مع الحزب”. بيد ان الدراسة تعتبر ان للاحزاب دورا مهما في تمكين المرأة من الانخراط في الاحزاب ومشاركتها في الحياة السياسية، فضلا عن اعدادها للترشيح في الانتخابات التشريعية واختيار مرشحات او مرشحين ممن يشجعون مشاركة المرأة في الحياة السياسية. وتكاد تجمع الدراسة على عدم تفريق النقابات المهنية العربية بين المرأة والرجل من ناحية تنظيم المهنة (الحصانة، والحماية لأعضائها)، بنفس الوقت تشيد بالدور الذي تلعبه النقابات في عميلة تمكين المرأة سياسيا معتبرة ان العمل النقابي يضمن حقوق المرأة الاقتصادية والاجتماعية “خاصة المرتبطة منها بالعمل”، ويرفع قدرتها التنظيمية والقيادية ويكسبها قدرات واهتمامات اكبر “تثبت حقها الديمقراطي في ابداء الرأي وطرح قضاياها من موقع مصلحتها الطبقية والاجتماعية”. ولم تغفل الدراسة الاشارة الى عدم وصول المرأة العربية الى المواقع القيادية النقابية مرجعة اسباب ذلك الى ترددهن في الترشيح لهذه المراكز لشعورهن “بصعوبة المواءمة بين الالتزمات المهنية والقيود الاجتماعية والاسرية”. وترى ان ما يمنع المرأة من الوصول الى المواقع القيادية النقابية موقف “زميلها النقابي” الذي تعتبره الدراسة انه “يتسم بالرفض الضمني” دون الاعلان عنه الا على ورقة الترشيح الراجع الى عدم ثقته بقدراتها وامكانياتها. وتؤكد الدراسة أن ضعف التضامن بين النقابيات فضلا عن نظرة بعض المهنيات الى انفسهن “تتشابه مع عقلية الرجل في النظر الى مكانة المرأة في المواقع القيادية” من ناحية عدم الثقة بقدراتهن. ولتجاوز ما اعتبرته الدراسة امرا واقعا يخص النقابيات دعت الى العمل على تعزيز القيادات النسائية في النقابات المهنية من خلال دعمهن للوصول الى مجالس النقباء، وزيادة فعالية المرأة بتشكيل قوى ضاغطة في الانتخابات مع الاهتمام بالعمل على ازالة العوائق الاجتماعية التي تمنع مشاركة المرأة في النشاطات النقابية المهمة. ووجدت ان المنظمات النسائية العربية تلعب دورا مهما في تدريب المرأة على العمل السياسي “عبر ترسيخ شعورها بالانتماء لمجتمعها المحلي كمقدمة لتوسيع دائرة ولائها للوطن”. وتشير الى ابرز الوظائف التي تقوم بها المنظمات وتكمن في الانطلاق من الوقائع المباشرة في المجتمع والتعاطي مع القضايا المطلبية اليومية يرافقه سعيها للربط بين مشاكل المرأة وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ،اذ ان الهدف من ذلك جعل المنظمات “قادرة على تعبئة فئات واسعة من النساء غبر برامجها وتحالفاتها”. وكما فعلت مع الاحزاب والنقابات بينت الدراسة مواطن الضعف بالمنظمات التي يعكسها اتسام قياداتها بالطابع النخبوي “وضعف في الممارسة الديمقراطية”، فضلا عن ان المشاركة في المنظمات “تقتصر على الميسورات وفئات عمرية متقدمة بالسن”.
|
ومجتمع
دراسة تدعو لتعزيز مشاركة المرأة العربية في الحياة السياسية
أخبار متعلقة