ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي يبتسم أثناء مؤتمر في جنوب انجلترا
غزة /14 أكتوبر/ رويترز:قالت إسرائيل يوم أمس أنها غير مستعدة للموافقة على كل المطالب التي طرحتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في اتفاق تتوسط فيه ألمانيا لإطلاق سراح جندي إسرائيلي أسير مقابل الإفراج عن مئات من السجناء الفلسطينيين.وكان مسئول من الحركة قد قال في وقت سابق إن الوسيط وصل إلى قطاع غزة يوم أمس حاملا رد إسرائيل على اتفاق مقترح لكن حماس قالت في وقت لاحق إن الوسيط أرجأ زيارته للقطاع.وصرح مسئول آخر مقرب من المفاوضات إن الوسيط سيصل غزة اليوم الأربعاء لان إسرائيل أرادت تعديل ردها على مطالب حماس وطلبت منه إرجاء اجتماعاته.وصرح أيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي بان عودة جلعاد شليط هي أولوية بالنسبة لإسرائيل. لكنه قال للصحفيين إن إسرائيل غير مستعدة لان تدفع «إي ثمن» مقابل إطلاق سراحه.وتجري وساطة لمبادلة سجناء يقول مسئولون أنها ستشمل تحرير الجندي الإسرائيلي مقابل الإفراج عن نحو 1000 فلسطيني من بين 11 ألفا تحتجزهم إسرائيل في سجونها.وأضاف مسئولون مطلعون على المحادثات إن إسرائيل مصممة على منع الأشخاص الذين ادينوا بالقتل من العودة إلى ديارهم في الضفة الغربية المحتلة والأراضي الواقعة قرب مدن إسرائيلية وإنهم قد يعادون إلى قطاع غزة أو دول أجنبية.وذكر المسئولون إن حماس وافقت على نفي بعض السجناء المفرج عنهم لكنها تريد أن تترك لهم حرية اختيار الجهة التي يرحلون لها.ولم يتضح ما إذا كانت إسرائيل قد تخلت عن معارضتها للإفراج عن 20 نشطا بارزا من حماس طالبت الحركة الإسلامية بالإفراج عنهم بينما تحملهم إسرائيل مسؤولية هجمات قتل فيها عشرات الاسرئيليين.وأجرى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي محادثات مطولة مع وزراء بحكومته يوم الاثنين بشأن اتفاق المبادلة.وأسر شليط (23 عاما الآن) عام 2006 في هجوم لنشطين فلسطينيين عبر نفق أسفل الحدود.واكتفى بيان مقتضب أصدره مكتب نتنياهو بعد محادثات ليل الاثنين بالقول إن رئيس الوزراء أعطى تعليمات لفريقه التفاوضي لمواصلة الجهود لإعادة الجندي الأسير إلى الوطن وهو ما يشير فيما يبدو إلى أن إسرائيل لم تقبل حتى الآن شروط حماس لإبرام اتفاق مبادلة.وبالنسبة لنتنياهو وهو يميني شكلت المعاملة القاسية مع الناشطين الفلسطينيين محور تاريخه السياسي يمثل الإفراج عن سجناء ممن يقول إن أياديهم ملطخة بدماء إسرائيلية ورطة حقيقية.كما يتعرض نتنياهو أيضا لضغوط من اسر إسرائيليين قتلوا في هجمات شنها نشطاء فلسطينيون حتى لا يوافق على الإفراج عنهم.وقد تتزامن مبادلة للسجناء في الأيام المقبلة مع الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة في 27 ديسمبر من العام الماضي. وقتل 1400 فلسطيني على الأقل من بينهم عدد كبير من المدنيين و13 إسرائيليا في الحرب التي استمرت ثلاثة أسابيع.وتأمل الأمم المتحدة والقوى الغربية في مبادلة ناجحة تفتح الطريق أمام تخفيف الحصار الإسرائيلي للقطاع الذي يعيش فيه 1.5 مليون فلسطيني يعتمدون على المساعدات الغذائية وتهريب السلع يوميا من اجل البقاء.ولم يعط نتنياهو ما يشير إلى انه سيخفف القيود بعد التوصل إلى اتفاق مع حماس التي ترفض الاعتراف بإسرائيل وإلقاء السلاح.