أعلام من اليمن
إعداد / عماد محمد عبداللهمن هو الصحابي / المقداد ( رضى الله عنه ) هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة البهراني الكندي ، وتعود أصوله إلى اليمن من حضروموت .حيث فر إلى مكة المكرمة وعند وصوله إلى مكة تبناه الاسود بن عبد يغوث ، فصار يسمى بأسمه اي المقداد بن الاسود.فلما نزل قوله تعالى ادعوهم لابائهم ، قيل له المقداد بن عمرو نسبة إلى ابيه ، ولكن تسمية ( الاسود ) ظلت ملتصقة به واشتهر بها . وفي غزوة ( بدر ) أتى ، المقداد ( رضى الله عنه ) ووجد النبى ( صلى الله عليه وسلم ) يدعو على المشركين فقال : والله يارسول الله لانقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى (اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون ) ولكن نقاتل عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك وقال راوي الحديث فرايت النبى ( صلى الله عليه وسلم ) اشرق وجهه وسره ذلك ( رواه البخاري واحمد وغيرهما ) . حيث قيل للمقداد لموقفه العظيم .. لله درك يامقداد ( ورضى الله عنك وارضاك ) فانت بهذا الموقف العظيم تختم بخاتم ايماني فريد على صفحة عظيمة من صفحات امجاد اهل اليمن الفريدة والتي فيها قائمة جليلة من قوائم اعمال اهل اليمن في محيط الاسلام والايمان والاحسان والحق والخير والصدق والفلاح والطاعة والولاء والفداء والتضحية ، وكل ذلك عبرت عنه أنت يامقداد بتلك الكلمات القليلة العدد الكثيرة المعاني ، بين يدي حبيب الله تعالى وسيد الخلق اجمعين ( صلى الله عليه وسلم ) فاشرق وجهه وسره ذلك ، واثلج ذلك صدور المؤمنين جميعاً من بعده وإلى يوم القيام عندما يقرأون تلك الكلمات ويسمعون بها واي مؤمن لايسره مايسر المصطفى الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ بل كيف لايسر مؤمن بذلك ونحوه ؟ والرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقول ( لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعاً لم جئت به ) . وكأنى بالمقداد ( رضى الله عنه ) في هذا الموقف هو الناطق الرسمي بمواقف اهل اليمن مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومعبر عنها .وفي حديث قال : رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ان الله امرني بحب اربعة واخبرني انه يحبهم علي والمقداد وابو ذر وسلمان ( اخرجه الترمذي وابن ماجه وسنده حسن كما قال ابن حجر في الاصابة ) . وفي احدى القصص للصحابي الجليل / المقداد ( رضى الله عنه ) التي كانت مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) .. حيث دعا النبى ( صلى الله عليه وسلم ) .. اللهم اسق من سقاني واطعم من اطعمني ، وكان هو صاحبها اذ قال المقداد في آخر القصة ( اصابتني دعوته ) ثم قال النبى ( صالى الله عليه وسلم ) بعد ان شرب اللبن الذي قدمه له المقداد ثم شرب المقداد منه بعده ( رضى الله عنه ) ما كانت هذه الا رحمة الله .. وفي رواية ( هذه بركة منزلة من السماء ) .. رواه مسلم واحمد والترمذي والنسائي .. وفي حديث آخر روى البيهقي ان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) دعا له بالبركة . ويعتبر الصحابي الجليل / المقداد بن عمرو بن ثعلبة البهراني الكندي احد السبعة المسلمين الذي اظهروا الاسلام في مكة المكرمة في بداية الدعوة الاسلامية .. وفي رواية آخرى فقد روى ابن ماجة وابن حبان ان أول من اظهر اسلامه هم سبعة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وابوبكر وعمار وامه سمية وصهيب وبلال والمقداد ( رواه الطبراني مرسلاً واسناده حسن ) . وقد عاش مع الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) منذ بداية الدعوة الاسلامية حتى ممات الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حيث شهد جميع المشاهد مع الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) .وتؤكد الروايات أن الصحابي المقداد هو الفارس المسلم الوحيد الذي كان له فرس في معركة ( بدر ) ، ولم يثبت انه كان على فرس غيره ولهذا فهو أول من قاتل الكفار على فرس في سبيل الله تعالى .وقد تزوج ( ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب ) بنت عم النبى (صلى الله عليه وسلم ) وقبل مماته اوصى المقداد ( رضى الله عنه) للحسن والحسين ابني علي رضي الله عنهم لكل واحد منهما بثمانية عشر الف درهم ، واوصى لنساء النبى ( صلى الله عليه وسلم ) سبعة الاف درهم لكل امرأة منهن فقبلوا وصيته ، ( رواه البخاري ) .وتشير الروايات إلى أن الصحابي الجليل / المقداد ( رضى الله عنه ) كان ممن خدموا النبى ( صلى الله عليه وسلم ) .المرجع / اليمن ومكانتها في الكتاب والسنة - عبدالملك الشيباني