الأطعمة الداكنة تحمي من السرطان
بعد أن تفشت الأمراض السرطانية فى عدة أنحاء من العالم، عكف الباحثون على إجراء العديد من الأبحاث بهدف التوصل إلى الأسباب المؤدية إلى هذه الأمراض وإيجاد الطرق المناسبة للوقاية منها.وقد أفاد باحث بريطاني بأن تغيير العادات الغذائية يمكن أن يخفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم الذي يتفشى خصوصاً بين الرجال في المملكة المتحدة.وحث الباحث دونالد ماكسويل باركينج من مركز أبحاث السرطان وعلم الأوبئة في بريطانيا، الأطباء على تشجيع المرضى على تغيير عاداتهم الغذائية والإكثار من الخضار والفاكهة من أجل خفض معدل الإصابات بالمرض خلال السنوات الأربع والعشرين المقبلة.كما دعا ماكسويل إلى الاكتفاء بتناول ما بين 80 و90 جراماً من اللحوم الحمراء أو المصنعة يومياً، وأكل ما لا يقل عن خمس حصص غذائية من الفاكهة والخضار في الفترة نفسها، وممارسة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة على الأقل يومياً لمدة خمسة أيام أو أكثر في الأسبوع، وعدم تناول أكثر منن 21 وحدة من الكحول للرجال و15 وحدة للنساء أسبوعياً، وكذلك تجنب البدانة بسبب ارتباطها بالكثير من الأمراض.وبحسب الدراسة فإن اتباع هذه النصائح قد يخفض خطر الإصابة بمرض السرطان والقولون بنسبة 26 بالمائة.وقد أكد فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث بالتعاون مع المعهد القومي للأورام إلي وجود علاقة وثيقة بين نمط الاستهلاك الغذائي للمصريين وبين الإصابة بالأورام السرطانية خاصة سرطانات القولون والمعدة والكلي والبروستاتا والثدي والرحم، حيث أشارت احصائيات إلى أن 20% من حالات الإصابة بالسرطان في مصر ترجع إلي عادات غذائية خاطئة تتمثل فى كثرة الدهون الحيوانية ونقص كمية الخضراوات والكالسيوم.وأوضح الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث ورئيس الفريق البحثي بأن هذه النتائج جاءت من خلال إجراء فحوصات علي مجموعة كبيرة من مرضى بأنواع مختلفة من السرطانات في أعمار تتراوح مابين15 و40 عاماً، كما تم عمل استقصاء غذائي لهم بهدف التعرف علي نوعية وكمية الأطعمة الغذائية التي يعتمدون عليها في وجباتهم الأساسية.وأكد الشوبكى أن الفحوصات قد أظهرت أن غالبية المرضي يستهلكون كميات من الدهن الحيواني، كما أنهم يعتمدون بمعدلات كبيرة علي الأطعمة القليلة، في حين أنهم لا يتناولون كميات كافية من الفواكه والخضراوات ولا يحصلون علي قدر كاف من الكالسيوم، مشيراً إلى أن تأثير الدهون يسبب تغيراً في تركيب غلاف الخلية مما يغير من وظيفتها ونشاطها، كما أنها تؤدي دوراً كبيراً في زيادة إفراز هرمون «البروستاجلاندين» الذي تتسبب زيادته عن الحد الطبيعي في استثارة خلايا الجسم وتحفيز الخلايا السرطانية.وتقوم الدهون أيضاً خاصةً الأحماض الدهنية غير المشبعة بالتحول إلي فوق أكسيد الدهون عن طريق تفاعل الشوارد الحرة الذي يحدث للخلايا بشكل تلقائي نتيجة التعرض لظروف بيئية معينة، أو عند التعرض لأشعة معينة مثل الميكرويف أو أشعة المحمول.وأضاف الباحثون أن فوق أكسيد الدهون يسبب تغيرات كبيرة في الحامض النووي دي ان ايه في صورة طفرة تؤدي إلي بداية ظهور الأورام السرطانية. وقد أكدت دراسة طبية حديثة أن القيمة الغذائية العالية للخضراوات ذات اللون الأسود تحمي الإنسان من أمراض القلب والسرطانات, وذلك لأن الصبغة الملونة التي تمنح العنصر الغذائي النباتي اللون الغامق, لها القدرة علي مقاومة التأكسد.وأشارت الدراسة إلى أن الخس الأخضر الغامق وليس الفاتح والتوت والأرز الاسود أو الأحمر والباذنجان, وحبوب الفاصوليا السوداء والفطر الاسود والجزر الأحمر القاني وليس البرتقالي وأيضاً والشاي والبن, جميعها تنطوي علي منافع أكيدة علي مستهلكها، فالشاي الأسود وهو مستخلص من نفس النبتة المكونة للشاي الأخضر يوفر حماية للقلب وله خصائص مقاومة للسرطان, أما الفاصوليا السوداء فهي حبوب مشبعة بالألياف المقاومة للتأكسد ومن ثم الأمراض، لذلك فهي أكثر فائدة من نظيرتها البيضاء.