شارون غادر المستشفى
لقدس / اف ب: غادر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أمس الثلاثاء مستشفى هداسا عين كارم في القدس الذي نقل اليه مساء الاحد اثر اصابته ب"جلطة طفيفة في الدماغ".وقال شارون الذي بدا متعبا بالرغم من ابتسامته مخاطبا الصحافيين لدى مغادرته قسم الطب الداخلي في المستشفى حيث خضع لسلسلة من الفحوصات الطبية أمس الثلاثاء "علي ان اسرع في معاودة العمل للمضي قدما" في اشارة الى اسم حزبه "كاديما" الذي يعني بالعبرية "الى الامام".وقال ان هذا العارض الصحي "لم يؤثر على قدراتي". واضاف شاكرا الفريق الطبي الذي اعتنى به "امضيت يومين جميلين هنا".وقال بسخرية للصحافيين الذين كانوا ينتظرونه عند خروجه "ارى انكم اشتقتم لي". وتابع "اشكر كل المواطنين الاسرائيليين الذين ابدوا اهتماما بي وقلقا على وضعي الصحي".وافاد الاطباء انهم استأصلوا تخثرا في الدم كان يعيق الدورة الدموية مؤكدين انه "لن يكون هناك اي تأثير على صحة" شارون الذي سيخضع لفحوصات جديدة "بعد بضعة اسابيع".وكان لخبر نقل شارون الى المستشفى قبل 99 يوما من الانتخابات التشريعية المبكرة وقع الصاعقة في اسرائيل في وقت تتوقع كل استطلاعات الرأي فوز حزبه كاديما الذي تقوم شعبيته برمتها على شخصه حصرا.ووصل شارون الى السلطة بعد فوزه الكبير في السادس من فبراير 2001 واعيد انتخابه في 28 يناير 2003. على صعيد اخر اصبح بنيامين نتانياهيو مرشح الليكود لمنصب رئيس الوزراء في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية المقبلة اثر انسحاب ارييل شارون الزعيم التاريخي لهذا التكتل الرئيسي لليمين القومي من هذا الحزب.واعلن فوز نتانياهو رسميا وسط تصفيق انصاره في المقر العام لتكتل الليكود في تل ابيب المدير العام للحزب اريك برامي حتى قبل الاعلان عن النتائج الرسمية.واستقال نتانياياهو (56 عاما) وسط ضجة كبيرة مطلع اغسطس من وزارة المال في حكومة شارون احتجاجا على الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة واربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية الذي انجز في 12 سبتمبر.واتهم منافسه على زعامة الحزب وزير الخارجية سيلفان شالوم بمحاولة تحويل الليكود الى "فرع" لحزب "كاديما" الوسطي الجديد الذي اسسه شارون في 21 نوفمبر لانه دعم الانسحاب من غزة.ويعتبر "بيبي" كما يعرف نتانياهو من "الصقور" المتمسكين باقامة اسرائيل الكبرى (وفق الحدود التوراتية التي تضم الضفة الغربية).واحتمال ان يتحالف نتانياهو مع حزب كاديما (الى الامام) الذي تشير استطلاعات الرأي الى انه سيكون الفائز الاكبر في الانتخابات المبكرة في 28 مارس المقبل مستبعد كليا مما يؤكد لا محال انحراف الليكود الى اوساط اليمين المتطرف.وعلق نتانياهو مرارا وتكرارا على خيارات رئيس الوزراء بقوله "هذا ليس طريقنا. ثمة طريق اخر الطريق الذي يعزز الامن ويقرب السلام. انه طريق الليكود: حماية القدس والوطن". فبعد اسبوعين على انجاز الانسحاب من غزة وضع نتايناهو محصلة متشائمة جدا بهذه المبادرة.فهو يعتبر على حد زعمة ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) "تسيطر على قطاع غزة وتمت تصفية السلطة الفلسطينية وطريق الارهاب السريع يسمح بتدفق اسلحة وارهابيين الى القطاع" بالتنسيق مع حزب الله الشيعي اللبناني وشبكة القاعدة.ويقدم نتانياهو وهو في سن الخامسة والخمسين نفسه على انه "زعيم قوي" قادر على توحيد صفوف الليكود وقيادته الى الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة. ويمكن لنتانياهو الذي اعتبر لفترة طويل "الولد المشاغب" في اليمين القومي الاسرائيلي ان يفتخر بانه اصبح العام 1996 اصغر رؤساء الوزراء سنا في تاريخ اسرائيل.ويتحدر من نخبة اليهود الاشكيناز التي اسست دولة اسرائيل وقد امضى مرحلة شبابه في الولايات المتحدة. ويتمتع نتانياهو بمواهب خطابية ويتحدث الانكليزية بطلاقة كما انه "خبير" في التعامل مع وسائل الاعلام. وقد جمع خبرة في بداية حياته السياسة دبلوماسيا في الامم المتحدة قبل ان ينتخب عضوا في الكنيست العام 1988 ويعرف بعدها صعودا سريعا جدا.هو من انصار "اسرائيل الكبرى" وعمل على مدى ثلاث سنوات امضاها في الحكم جاهدا على تعطيل عملية السلام الناجمة عن اتفاقات اوسلو بين الفلسطينيين والاسرائيليين (1993).لكن ذلك لم يمنعه من الرضوخ للضغوط الاميركية وابرام اتفاقين مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات مما دفع منتقديه في اليمين الاسرائيلي الى وصفه بانه "انتهازي". بعد هزيمته الانتخابيةالكبيرة العام 1999 امام الزعيم العمالي ايهود باراك اشتبه بضلوعه في عمليات "فساد" بيد ان القضاء تخلى في النهاية عن ملاحقته "لعدم توافر الادلة".ويؤكد نتانياهو بفخر انه تمكن خلال توليه حقيبة المال من تصحيح مسار الاقتصاد الاسرائيلي المتعثر بسبب الانتفاضة الفلسطينية. بيد ان هذا النجاح الذي اتى عبر اعتماد نهج لبيرالي مطلق تدعمه اوساط الاعمال لم يترك صدى ايجابيا لدى الطبقات الشعبية.فقد تأثرت هذه الطبقات كثيرا من الاقتطاع الكبير في ميزانيات الخدمات الاجتماعية. وللمفارقة ان هذه الطبقات الشعبية تشكل القاعدة الانتخابية لحزب الليكود.