مع الآخرين
حسب وعدي للقارئ العزيز بمواصلة الكتابة حول الأسعار الجنونية للأسماك حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الاسود، هذا هو العمود الثاني حول نفس الموضوع.أستغرب الأخ رأفت المدرس المصري بمدرسة خالد بن الوليد في صنعاء ارتفاع أسعار الاسماك في العاصمة وقال للأخ عبدالواحد البحري الصحفي في صحيفة الثورة.. أنتم بلد الأسماك وبحاركم مليئة بها ويفترض أن يكون أسعارها أرخص من أسعار اللحوم.الصحفي النشيط الذي نشر تحقيقاً في ملحق الأسرة في الصحيفة ليوم 18 مارس حول جنون أسعار السمك قام بإعداده وتصويره بنفسه وهذه من دلائل المهنية في العمل حيث يستنكف بعض الصحفيين القيام بعملية التصوير لانها ليست من (اختصاصه) مع ان الصحفي ابن المهنة لا يترك شاردة ولا واردة في عمله الصحفي فتجده بعد إعداده مادة عمله في قسم المراجعة والتصحيح مع المصححين ليتأكد من نشر موضوعه بدون أخطاء تذكر.يقول الصحفي عبدالواحد انه رداً على حديث المدرس المصري برر الأخ محمد السكران ـ احد بائعي الأسماك في سوق قريش بمنطقة الصافية في أمانة العاصمة ـ ارتفاع السمك بقيام الصيادين العاملين في الحديدة وحضرموت برفعها بدعوى ارتفاع البترول والديزل والنقل بصفة عامة ويقول الصحفي في تحقيقه ان عدداً من المواطنين أكدوا له ان خوف البعض من انفلونزا الطيور وتحولهم إلى شراء الأسماك جعل أسعار السمك ترتفع.ويستعرض لنا الصحفي اسعار تلك الأسماك بقوله أن كيلو سمك الثمد ارتفع من 200 إلى 700 ريال وسمك الديرك من 500 إلى 1400 ريال والجمبري من 1000 إلى 2200 ريال والجحش بأنواعه من 200 إلى 500 ريال والهداس من 250 إلى 400 ريال والببغاء (الدرة) من 350 إلى 600 ريال والسخلة من 400 إلى 800 ريال وكذلك الهامور والعربي والكبوريا وأبو مقص الخ .. الخ.ما شاء الله.. عشرات الأصناف من السمك معروضة في سوق قريش بصنعاء وسوق البلدية بعدن لا يعرض لنا إلا سمك (الباغة والثمد) وقليل من (الديرك والسخلة) أما (الجحش) أو غيره من الأصناف الأخرى فإذا ظهرت في السوق فإنها كالفاكهة المحرمة وتصل إلى السوق عن طريق بعض (المجالبة) وكمياتها ضئيلة وأسعار كافة الأصناف نار مولعة وجهنم الحمراء، اليس غريباً ان تعرض تلك الأصناف المختلفة من السمك في سوق قريش في صنعاء وهي مجلوبة من حضرموت على بعد مئات الكيلومترات وسوق البلدية في كريتر قد نفض يديه من تلك الأصناف ولا يبعد عن البحر إلا بضعة كيلومترات، ولكن الأغرب من ذلك أن أسعار السمك في صنعاء تقل عن أسعار السمك في عدن رغم إضافة أجور النقل إلى تلك الأسعار وفي عدن لا نقل ولا يحزنون خاصة إذا عرفنا أن عدد الصيادين في م/ عدن يقدر بـ (2700) صياد في إطار 6 جمعيات سمكية.وبالطبع فان أسعار السمك في صنعاء ليست رخيصة ولكنها في عدن فاحشة، فلماذا هذا الغلاء في أسعار الأسماك سواء في صنعاء أو غيرها من محافظات الجمهورية.هل يمكن لنا وضع أيدينا على أسبابه، وهل يمكن لنا وضع حد لذلك الغلاء الذي يظهر انه مفتعل.ذلك ما سنحاول الحديث عنه في العمود القادم.* WAMS10@Hotmail .Comتيليفاكس :241317