الرئيس اللبناني يستقبل كلينتون أمس
بيروت/14 أكتوبر/ارشد محمد: تعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الأحد بأن بلادها لن تتخلى أبدا عن لبنان وحثت اللبنانيين على إجراء انتخابات شفافة ونزيهة في يونيو. وذكرت كلينتون للصحفيين بعد محادثات مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان في بيروت “لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفعل شيئا يقوض سيادة لبنان. لن تبرم الولايات المتحدة أي اتفاق مع سوريا من شأنه التخلي عن لبنان والشعب اللبناني.” وأضافت “أنتم (اللبنانيين) مررتم بالكثير ومن الصحيح أن تحصلوا على فرصة لاتخاذ القرارات الخاصة بكم.” وجاءت زيارة كلينتون إلى لبنان والتي استمرت ثلاث ساعات قبل ستة أسابيع من إجراء انتخابات عامة يتنافس فيها ائتلاف يدعمه الغرب مع تحالف يضم جماعة حزب الله وحلفاءها وتدعمه سوريا وإيران وأشارت وزيرة الخارجية الأمريكية “نؤمن بشدة بأن شعب لبنان يجب أن يتمكن من اختيار ممثليه في انتخابات منفتحة ونزيهة دون أعمال عنف أو ترويع ودون أي تدخل خارجي بالتأكيد.” وأضافت “سنظل ندعم أصوات الاعتدال في لبنان والمؤسسات المسئولة للدولة اللبنانية التي تعمل بجد من أجل البناء.”، ولم تدل كلينتون بأي تكهنات حول نتيجة الانتخابات لكنها قالت “ الاعتدال مهم في شؤون الدول.”، وبدأت واشنطن في الآونة الأخيرة التعامل مع سوريا وإيران بعد سنوات من التوتر الحاد في العلاقات معهما. وتساند الولايات المتحدة بقوة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وائتلافا يقوده السنة ويتمتع بأغلبية في البرلمان. ولا يتمتع أي من الجانبين بتقدم واضح في استطلاعات الرأي ومن المتوقع أن تشهد انتخابات يونيو منافسة محتدمة. وانتقد حزب الله زيارة كلينتون واعتبرها تدخلا خارجيا في شؤون لبنان وقال إبراهيم الموسوي المتحدث باسم الجماعة لتلفزيون المنار “سياسة الولايات المتحدة الأمريكية هي سياسة التدخل. “ و أضاف “هذا التدخل لا يكون لصالح الدول التي يتدخلون فيها إنما خدمة للمصالح الأمريكية في المنطقة.” وتراجعت المخاوف من احتمال أن تثير الانتخابات أعمال عنف طائفية واسعة النطاق في الأسابيع الأخيرة بعد الحوار بين سوريا والسعودية بالإضافة إلى جهود واشنطن للتقارب مع دمشق وطهران. ومر موكب كلينتون من المطار إلى القصر الرئاسي والذي كان يسير وسط حراسة مشددة بسلسلة من الملصقات الانتخابية الدعائية خاصة ملصقات حزب الله الصفراء التي يوجد عليها شعار الحزب وهو يد تمسك ببندقية، وتزامنت زيارة كلينتون الأولى للبنان أيضا مع الذكرى السنوية الرابعة لانسحاب القوات السورية من لبنان. وساندت كلينتون محكمة خاصة شكلها مجلس الأمن الدولي لمحاكمة المشتبه بتورطهم في اغتيال الحريري. وزارت كلينتون قبر الحريري في وسط بيروت والتقت ابنه سعد الحريري الذي يتزعم الأغلبية النيابية في لبنان. وبينما يتجنب المسئولون الأمريكيون التدخل في شأن الانتخابات اللبنانية فإن قرار كلينتون زيارة قبر الحريري ولقاء سعد الحريري يظهران الجهة التي تفضلها. وقالت كلينتون بعد محادثاتها مع سليمان “دعمنا المستمر للقوات المسلحة اللبنانية لا يزال أحد دعائم تعاوننا الثنائي.” لكنها قالت إن هذا الأمر يجب ألا يعتبر ضمانا على أن تستمر الولايات المتحدة في تقديم المساعدات العسكرية التي كانت تقدمها في الماضي. وأضافت أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ستنظر إلى تشكيلة الحكومة اللبنانية المقبلة ثم تتخذ قرارات تتعلق بالمساعدات التي تقدمها في ضوء ذلك.