مقتل صحفيين بإذاعة صومالية مستقلة في هجومين بمقديشو
نيروبي/14 أكتوبر/ كاتي نجوين: بعيدا عن الأضواء الإعلامية المسلطة على محادثات المصالحة في مقديشو تجري مفاوضات أخرى رفيعة المستوى في العاصمة أيضا يشارك فيها مسؤولون تنفيذيون في قطاع النفط ومحامون وساسة للانتهاء من تفاصيل قانون النفط والغاز المقترح وهو من أخر العقبات أمام احتياطيات الطاقة غير المستغلة في البلاد.ويقود جهود إعداد مشروع القانون رئيس الوزراء علي محمد جيدي. ويقول خبراء إن الجدل يتعلق بالصراع السياسي بينه وبين الرئيس عبد الله يوسف كما هو معني بالنفط في بلد لم تكتشف بها احتياطيات تصلح للاستغلال التجاري بعد.ولا يزال الصومال أفضل مكان تراهن عليه شركات النفط الغربية الكبرى رغم انعدام مزمن للأمن فيما لا تزال الحكومة المؤقتة تكافح لترسيخ أقدامها.وتقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انه لا يوجد احتياطيات مؤكدة من النفط وهناك فقط احتياطي غاز طبيعي مؤكد حجمه 200 مليار قدم مكعبة.وأوردت صحيفة فاينانشال تايمز أن هذا لم يمنع يوسف من توقيع اتفاق مشاركة في الإنتاج مع شركة سي.ان.او.او.سي الصينية اكبر منتج للنفط من المنصات البحرية في الصين.ونأى جيدي بنفسه عن الاتفاق وصرح بأنه لا يمكن توقيع اتفاقات سارية قبل صدور قانون النفط الجديد. ويحث الشركات الأجنبية على التفاوض مع الحكومة المؤقتة.ويمكن ان يكون النفط حيويا للصومال وهو بلد يعاني من الفقر والعنف منذ سقوطه في براثن حرب أهلية حين أطاح زعماء ميليشيات بالدكتاتور محمد سياد بري 1991.كما صور جامع علي جامع الرئيس السابق لبلاد بنط وعضو البرلمان المعارض الخلاف في إطار الصراع على السلطة بين الرئيس ورئيس وزرائه.وصرح من اريتريا حيث يقيم "لا يحق للرئيس التدخل في السلطات التنفيذية لرئيس الوزراء ورئيس الوزراء لم يعد القوانين والقوانين الفرعية الخاصة بهذه الموارد."وقال "يحاول الاثنان تنفيذ لوائح غير موجودة في الوقت الحالي."ولم يتسن الاتصال بمسؤولين حكوميين بارزين للتعليق على مايتردد عن خلاف بشان قضية النفط.وإذا أقر البرلمان مشروع القانون فان ذلك يمثل نصرا شخصيا لجيدي الذي يبدو انه ابرم اتفاقا مع شركة بي.تي ميدكو انيرجي انترناسيونال والشركة الكويتية للطاقة لشراء حصة 49 في المائة في شركة بترول تؤسسها البلاد فيما بعد.وتفيد وثائق حكومية ان سارة أكبر الرئيسة التنفيذي للشركة الكويتية للطاقة وهي صديقة لجيدي ضمن مستشاري حكومته.وحتى إن أقر القانون النفط الوطني من المرجح ان تعترض عليه منطقتا ارض الصومال وبلاد بنط في الشمال وهما من أكثر المناطق الواعدة من الناحية الجيولوجية.وما يقلق جيدي أن المنطقتين لا تخضعان كليا للحكومة الصومالية فقد أعلنت ارض الصومال الاستقلال عن الجنوب رغم أنها لم تنل اعترافا دوليا.وأعلنت بلاط بنط مسقط رأس يوسف شبه حكم ذاتي على ان تصبح جزءا من اتحاد فيدرالي صومالي حين ينتهي الصراع القائم على أساس قبلي في البلاد.وقال بيتر لاندو المدير التنفيذي لشركة رنج ريسورسيز ان التشريع المقترح لن يوقف نشاطها.وصرح "أعلنت بلاد بنط أنها لن تؤيد قانون النفط مالم يعترف بالحقوق القائمة."وأضاف "لازلنا نهدف لبدء الحفر بحلول نهاية العام. ما يحدث لن يوقفه. حتى ان اقر قانون النفط فسنواصل العمل حتى تطلب منا بلاد بنط عكس ذلك."ولا تزال هناك مشكلة ما إذا أصحاب امتيازات سابقة سيطلبون استعادة مناطق منحت لهم في الثمانينات.وحين اندلعت الحرب الأهلية أعلنت كونوكو فيليبس وشيفرون وتوتال وشركات أخرى إجراءات قسرية.وبالنسبة للمواطن الصومالي العادي لا يزال استغلال النفط حلما بعيد المنال ربما يقود لسيطرة أجنبية أو مزيد من عدم الاستقرار.وتقول راحو عثمان وهي تحرس عبوات وقود تكتسب من بيعها في مقديشو "إذا بدأت شركات النفط التنقيب في الصومال.. اعتقد ان الصراع سيتفاقم لان من يعارضون الحكومة سيهاجمون العمال."وتابعت "اعتقد انه في حالة اكتشاف نفط في الصومال فان الدول الأجنبية ستسيطر على البلاد بكل تأكيد. لم يحصل المواطنون على شيء.. مثلما حدث في دول افريقية فقيرة أخرى." ميدانياً قُتل صحفيان بإحدى محطات الإذاعة في الصومال أمس السبت، في هجومين مختلفين بالعاصمة مقديشو، بفارق ساعات قليلة، فيما أكد زملاء ومقربون لهما، بأنهما تعرضا لعمليتي اغتيال مدبرتين، قد تكونان لهما صلة بعملهما في المحطة الإذاعية المستقلة.الصحفي الأول، ويدعى مهد أحمد علمي، يبلغ من العمر 30 عاماً، قُتل نتيجة إطلاق مسلحين النار عليه، أثناء توجهه إلى مكتبه بمحطة "هورن أفريك" الإذاعية، صباح أمس السبت، حسبما أكدت مصادر رسمية صومالية.وبعد مشاركته في جنازة علمي، تعرض صحفي ثان، وهو علي إيمان شارماركي، مالك المحطة الإذاعية، لانفجار لغم أرضي، يبدو أنه تم تفجيره بواسطة جهاز تحكم عن بعد، مما أودى بحياته هو الآخر على الفور.وقال مسؤول بمحطة "هورن افريك"، يدعى فرح بري: "أعتقد أنها (مقتل شارماركي) عملية اغتيال مدبرة، كما أعتقد أن هناك صلة بين هذه العملية ومقتل علمي هذا الصباح (أمس)"،.وقبل ساعات من انفجار اللغم الذي أودى بحياته، تحدث شارماركي عن مقتل علمي، قائلاً إن "منفذي هذه الجريمة إنما يسعون إلى إسكات أحد الأصوات الحقيقية التي كانت طالما تعبر عن المعاناة في مقديشو لكل الصوماليين وللعالم أيضاً."ودأب علمي، وهو متزوج لديه ولد وبنت، على مهاجمة الحكومة الصومالية وميليشيات اتحاد المحاكم الإسلامية، التي وصفها بأنها تسعى للسيطرة على السلطة من خلال إراقة مزيد من دماء أبناء الشعب الصومالي.من جانبه، أدان وزير الإعلام بالحكومة الصومالية المؤقتة، مادوب مناو محمد، جريمة قتل الصحفيين، واصفاً إياها بـ"الجريمة الخسيسة"، وأضاف قوله: "إن من لا يدركون أهمية الإعلام قد يكونون وراء مثل هذه الأعمال المروعة."وشهدت العاصمة الصومالية مؤخراً، مواجهات هي الأعنف منذ التسعينات، بين مسلحين موالين لاتحاد المحاكم الإسلامية، والقوات الحكومية التي يدعمها الجيش الإثيوبي، خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين.