القاهرة / 14 أكتوبر / رويترز:قالت مصر يوم أمس الجمعة إنها لم تتلق أي طلبات بتجديد الهدنة التي توسطت فيها هذا العام بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة.وانتهت التهدئة التي يبلغ أجلها ستة أشهر اليوم الجمعة مما أثار احتمالات بتجدد القتال عبر الحدود بين إسرائيل وغزة.وقال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية «لم يطلب منا حتى الآن بذل جهود (للتهدئة) كما فعلنا في السابق.»ودافع زكي كذلك عن سياسة مصر المتمثلة في تقييد حركة الأفراد والبضائع عبر معبر رفح الحدودي المنفذ الوحيد لغزة الذي لا يخضع بالكامل للسيطرة الإسرائيلية.وقال إن فتح الحدود بالكامل كما يطالب العديد من المصريين ومنهم جماعة المعارضة الإسلامية الرئيسية في البلاد سيخدم مصالح إسرائيل بإعطاء الإسرائيليين ذريعة لينفضوا أيديهم من مأزق القطاع الفقير.وتبقي إسرائيل على حصار غزة من جانبها قائلة إنها لا تريد أن تحصل حماس على سلاح وان سكان غزة يجب أن يكفوا عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل.وقال زكي «إن التجاوب مع الطرح القائل بأن القطاع يعد أرضا محررة يمثل تجاوبا مع المخطط الرامي لإلقاء عبء إدارة القطاع على الجار المتاخم له وهو مصر. وهو ما لا يمكن قبوله لاسيما وأنه يعد مخرجا مثاليا لإسرائيل من مأزق الاحتلال وإلقاء تبعاته على مصر الأمر الذي ينتج عنه تصفية القضية الفلسطينية.»وقال «بالإضافة إلى ذلك فانه منذ يوليو عام 2007 وفي أعقاب طرد أفراد السلطة الوطنية الفلسطينية من معابر القطاع وانسحاب المراقبين الأوروبيين لم يعد الطرف الفلسطيني. وهو ما يحتم على مصر الانتظار لحين عودة الطرف الفلسطيني الشرعي ذو الصلاحية القانونية لإدارة المعبر.»وتقول مصر والأمم المتحدة إن قطاع غزة يظل أرضا محتلة حتى بعد الانسحاب الإسرائيلي منه بسبب سيطرة إسرائيل على المجالين الجوي والبحري وعلى أغلب الحدود البرية.وقالت وزارة الخارجية في بيان انه على مدى الأشهر العشرة الماضية سمحت الحكومة المصرية لنحو 20 ألف فلسطيني بعبور الحدود في رفح أغلبهم لاعتبارات انسانية.لكن المعبر يكون مغلقا في أغلب الأيام ويكون على الفلسطينيين الراغبين في العبور إقناع السلطات بأنهم حالات خاصة. وتقول الحكومة المصرية إن حماس يجب أن تسمح لممثلين عن السلطة الفلسطينية برئاسة عباس استئناف دورهم في حراسة الحدود كما هو منصوص عليه في اتفاق وقع عام 2005.لكن مسؤولا مصريا طلب عدم نشر اسمه قال إن حماس قوضت جهود مصر للإبقاء على التهدئة وترتيب حوار وطني فلسطيني للمصالحة.وأضاف المسؤول «أنهم (حماس) قادونا إلى هذا الوضع. كنا نبذل ما في وسعنا على الجبهتين... التهدئة والحوار. لكنهم أفسدوا الأمر.»وتابع انه إذا فتحت مصر الحدود لن تشعر حماس أنها تحت أي ضغط لطلب المصالحة مع فتح.وسياسة الحكومة المصرية تجاه غزة لا تحظى بشعبية في داخل البلاد خاصة بين جماعة الأخوان المسلمين المعارضة التي تربطها صلات تاريخية وفكرية بحماس.وتحتجز الشرطة نحو 240 من أعضاء الجماعة أغلبهم اعتقلوا في حملات في الفترة الأخيرة يقول الإسلاميون إنها استهدفت النشطاء في حملة الجماعة ضد حصار غزة.