السياسة الإسرائيلية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لم تتغير ولن تتغير ما دامت مشكلة اللاجئين جوهر الصراع مع الكيان الصهيوني قائمة، وسيبقى العدوان الصهيوني قائم على مخيمات اللاجئين ومواقع المقاومة وستبقى ملاحقة الكوادر القيادية واغتيالها هدفاً للموساد الصهيوني.وهنا يأتي الجواب على سؤال لماذا الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982م؟لقد أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي رافاييل آيتان قبيل نشوب هذه الحرب بثلاثة اسابيع في مقابلة نشرت معه في (يديعوت احرنوت) في 1982/5/14م، "ان كل شاب في سن السابعة عشر في مخيمات اللاجئين في لبنان هو طاقة للفدائيين".انطلاقاً من هذه الرؤية قام الجيش الإسرائيلي بحربه المخططة لتدمير المخيمات بشرياً وعمرانياً فعلى الصعيد العمراني أدى العدوان والقصف الشديد من البر والبحر والجو إلى تدمير الجزء الأكبر منها وحصل ذلك قبل دخول الجيش الإسرائيلي، وبعد دخوله قام بعملية "تطهير" واسعة للسكان واعتقل الآلاف من الرجال والشبان والزج بهم في معسكرات الاعتقال، وابرزها معسكر أنصار.لقد كان هدف إسرائيل اقتلاع المخيمات، ودفع سكانها للرحيل عن المنطقة بعيداً عن حدودها وهذا ما اعترف به المسؤولون الإسرائيليون صراحة، إلا أن إسرائيل لم تستطع أن تحقق هدفها بالكامل، فرغم رحيل عدد من اللاجئين وخروج الكم الكبير من المقاتلين من فصائل الثورة الفلسطينية، فقد فضل عدد كبير منهم البقاء والعودة إلى المخيمات بعد توقف القتال.لقد استهدفت حرب 1982م فيما استهدفته ضرب التحالف الثلاثي الفلسطيني ـ اللبناني الوطني ـ السوري، لقد كان هدفاً مباشراً للسياسة الأمريكية وللعدوانية الصهيونية وكان من الطبيعي أن تكون لبنان ساحة التنفيذ لهذا المخطط نظراً لوجود الجسم السياسي والعسكري الأساسي للثورة الفلسطينية.الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى امتداد الفترة التي سبقت الحرب وصلت إلى قناعة أن وسائل الحل السياسي قد استنفذت خاصة بعد فشل قمة فاس الأولى، وبالتالي فان الحل العسكري هو الخيار البديل لكل الخيارات التي كانت مطروحة في السابق، لابد من حرب تفرض على أطراف المجابهة العربية الأمامية المتمثلة في سوريا والثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية القبول بالحلول الأمريكية المطروحة.أنتهت الحرب ولم تتمكن أمريكا ان تحقق لها ولإسرائيل ما تريده وتتصوره، وبقيت المقاومة حية في لبنان، وجاء حزب الله ليلحق هزيمة كبيرة بجيش الاحتلال، ويجبره على الاندحار ويحرر الجنوب ويصبح قوة تشكل خطراً حقيقياً على إسرائيل والمعسكر الأمريكي في المنطقة، وكانت الانتفاضة في فلسطين المحتلة بعد فشل أوسلو صنيعة الأمريكان، وإجبار إسرائيل على الانسحاب من جانب واحد من غزة بفعل هذه الانتفاضة والمقاومة الشرسة للشعب الفلسطيني في الداخل.لقد وجدت أمريكا وإسرائيل نفسهما منذ عدوان 1982م على لبنان حتى اليوم وبالرغم من كل حروبها وعدوانها وتآمر البعض معها لم تنجح، لذلك عادت إلى الساحة اللبنانية من جديد ومعها إسرائيل في جعل ساحة لبنان ساحة توتر، فكان اغتيال الحريري مقدمة لهذا التوتر، وما يجري اليوم يؤكد أنه من صنع الموساد الصهيوني، فكان قرار 1559 الذي استصدرته من مجلس الأمن والقاضي بسحب القوات السورية من أجل إضعاف القوى الوطنية في لبنان والانقضاض عليها لاحقاً بأشكال مختلفة، وبعد ان حققت هذا عملت على شق الصف الوطني اللبناني ونجحت إلى حد كبير، ثم طرحت شعارات لمزيد من عزل الوطنيين اللبنانيين شعار سحب سلاح حزب الله، وطرحت شعار سحب سلاح المقاومة الفلسطينية اللبنانية لتحقق الهدف نفسه، وعندما وجدت انه ليس من السهل الاستجابة لمثل هذه الشعارات في الساحة اللبنانية عملت على التصعيد العسكري الصهيوني، ومن جديد تصعيد وعدوان عسكري صهيوني واغتيال للمناضلين سيترك تساؤلات يتسلح بها أعداء المقاومة الوطنية اللبنانية، وحلفاء إسرائيل وأمريكا في لبنان وأعداء سوريا ليقولوا أن سبب هذا العدوان هو سلاح حزب الله والمقاومة ويجب ان نتخلص منهم، هذا هو حاصل اليوم وللأسف.يبقى السؤال كيف سنواجه هذه المؤامرة الجديدة؟ ومسؤولية من؟.
ماذا وراء التصعيد ضد الفلسطينيين في لبنان
أخبار متعلقة