قال تعالى : «واللاتي يئسن من المحيض» فماذا يعني « اليأس من المحيض» ؟ المحيض فترة من حياة المرأة تتسم بانقطاع الطمث (الدورة الشهرية) وعدم مقدرة المرأة على الإنجاب وعادة ما تسبق بفترة عدم انتظام للدورة الشهرية قبل الانقطاع الكامل وتتراوح هذه الفترة مابين سنتين إلى 6 سنوات .. أي أن انقطاع الطمث عملية تدريجية. [c1] سبب انقطاع الدورة الشهرية [/c] هناك مواد تفرز في جسم المرأة عن طريق المبيضين تسمى الهرمونات الأنثوية وهي نوعان الايستروجين والبروجستيرون، و بعد نقص عدد البويضات في المبيض يقل إفراز هذين الهرمونين ما يسبب انقطاع الدورة الشهرية. [c1]انقطاع الطمث[/c] يبلغ متوسط سن انقطاع الدورة الشهرية 50 سنة و يمكن أن يحدث ما بين 41 إلى 59 سنة، وعادة ما يكون سن الانقطاع عند المرأة قريباً من سن الانقطاع لدى والدتها ، ولكن إذا أجريت للمرأة عملية جراحية أزيل فيها المبيض سيؤدي ذلك إلى انقطاع الدورة في سن مبكرة. أما إذا أزيل الرحم فقط وترك المبيضان فإن الدورة تنقطع ولكن بدون أعراض اليأس من المحيض الأخرى لأن الهرمونات لا تزال تفرز من المبيضان وتبدأ الأعراض الأخرى بمجرد توقف المبيضين عن إفراز الهرمونات .. و لكن إذا انقطعت الدورة الشهرية من دون جراحة قبل سن الأربعين فيجب على السيدة مراجعة الطبيبة لإجراء فحوص مخبرية لها . [c1]أعراض «اليأس من المحيض» [/c] بعض السيدات ينقطع عنهن الطمث من دون أي أعراض أخرى و البعض الآخر قد تعاني من الأعراض التي يمكن أن تبدأ قبل انقطاع الدورة بفترة ربما تصل إلى 6 سنوات (كحد أقصى) . - تغيرات في الدورة الشهرية : تنقطع الدورة الشهرية عن بعض السيدات فجأة ، و لكن في الغالب يكون الأمر تدريجياً ، فتتقدم أو تتأخر الدورة عن موعدها,كذلك تزداد أو تقل غزارتها عن المعتاد. - موجات الحرارة (البوخ) : هذا هو أكثر عرض مصاحب «لليأس من المحيض». قد تشعرالمرأة بدفء أو حرارة في الصدر و الرقبة والوجه. و تستمر الموجة ما بين بضع ثوان إلى عدة دقائق وقد تأتي عدة مرات في اليوم. و يمكن أن تكون مصحوبة باحمرار في الجلد أو تعرق أو غثيان أو صداع أو اضطراب في النوم. موجات الحرارة لا خطورة منها إلا أنها قد تسبب بعض الإحراج لها . [c1] للتخفيف من الأعراض[/c] - الجلوس و النوم في مكان بارد مكيف . - ارتداء ملابس من القطن الخالص ، و استعمال أغطية سرير أيضا مصنوعة من القطن الخالص . - شرب ماء أو عصير بارد إذا جاءت موجة الحرارة. - مشاكل المهبل: يصبح الجلد داخل وحول المهبل رقيقاً وجافاً و قليل المرونة ، وبسبب قلة الإفرازات الطبيعية المرطبة قد يصبح الجماع مؤلماً. و إذا حدث هذا بالإمكان استخدام مرهم موضعي (حول و داخل المهبل) قبل الجماع مثل كي-واي جلي ( K-Y Jelly) ) أو أستروجلايد (Astroglide ) ، كما يمكن أن يصف الطبيب كريم هرمون الايستروجين. - مشاكل الجهاز البولي : تصبح المثانة و مجرى البول أكثر جفافاً و أقل مرونة، فقد تشعرالمرأة بالحاجة المتكررة للتبول و حرقان في البول. كما يزداد احتمال حدوث التهابات البول. - الضغوط و المشكلات النفسية و العاطفية : تشكو بعض السيدات في مرحلة «اليأس من المحيض» من قلة النشاط العام و القدرة على التركيز مع تعب عام ، ونقص الرغبة الجنسية ، كما قد تشعر بالقلق و الحزن أو الاكتئاب. و هذه الأعراض تحدث نتيجة عدة أمور منها نقص الهرمونات و كذلك التغييرات الأخرى التي تطرأ على السيدة في هذه المرحلة كزواج الأبناء واستقلالهم بعيداً عن منزل العائلة وخلو المنزل. وهن العظم (هشاشة العظم): إن نقص هرمون الايستروجين يتسبب في فقدان الكالسيوم من العظم ما يؤدي إلى ترقق العظم و هشاشته (وهن العظم) ، فتكون النتيجة هي نقص قوة العظم و بالتالي سهولة حدوث الكسور. و هذه هي إحدى أهم و أخطر المشكلات في مرحلة «اليأس من المحيض». الحل أولاً : يجب تذكر أن مرحلة «اليأس من المحيض » هي مرحلة طبيعية من مراحل حياة كل سيدة، وفي حال واجهتك أي مشكلة خلال هذه الفترة يمكنك مراجعة طبيب العائلة. ثانياً : من المهم جداً في هذه المرحلة اتباع نظام حياة صحي ، بمعنى الاهتمام بما يلي : - الغذاء الصحي الغني بالكالسيوم و الألياف (موجودة بكثرة في الخضروات و الفواكه و الخبز البر) ، المحتوي على القليل من الدهون . - الحرص على مزاولة الرياضة (و لو المشي فقط) على الأقل 3 مرات في الأسبوع ، و كذلك الاسترخاء. - تجنب تدخين السجائر و المعسل. - التقليل من الأطعمة والأشربة المحتوية على الكافيين مثل الشاي و القهوة و الشوكولاته. - الاستمرار في العلاقة الزوجية الحميمة هو أمر طبيعي و صحي . [c1] العلاج بالهرمونات البديلة [/c] الهرمونات البديلة هي علاج يشبه الهرمونات الأنثوية الطبيعية الايستروجين و البروجستيرون, و تستخدم لعلاج المشكلات الناجمة عن نقص الهرمونات في مرحلة «اليأس من المحيض» و لكن أهم فائدة لها هي الوقاية من وهن العظم. و تؤخذ على شكل حبوب أو لصقات على الجلد أو شرائح تزرع تحت الجلد أو مرهم موضعي. و يمكن أن تعود في البداية ولكن هذا أمر مؤقت حيث تتوقف عند معظم السيدات خلال سنة تقريباً. [c1]مخاطر استخدام الهرمونات البديلة [/c]أحدث الدراسات التي أجريت على السيدات اللاتي يستعملن الهرمونات البديلة أظهرت وجود بعض مخاطر لدى استخدامها مثل الجلطات. ولذا فهي توصف عند وجود أعراض بعد أن يوازن الطبيب مع المرأة مدى الخطورة مع مدى الفائدة منها. وبناءً على المعلومات التي استجدت والتي أظهرت مخاطرها فإن تحديد مناسبتها لك لا يتم إلا عن طريق الطبيب وهناك علاجات أخرى عديدة مثل الرلوكسيفين (إيفيستا) لوهن العظم و مراهم هرمون الايستروجين الموضعي وغيرها. و يمكن للطبيب تحديد النوع المناسب بحسب الأعراض التي تشتكي منها المرأة .