من فترة ليست قصيرة ، نشرت أحدى الصحف المصرية عنواناً مثيرًا على صدر صفحاتها الأولى خبرًا مفاده « العثور على جسم فرعون موسى « . وتذكر الصحيفة أنّ الملك منفتاح ابن رمسيس الثاني يعود إلى الأسرة الفرعونية التاسعة عشرة . و في إبان حكمه خرج بني إسرائيل من مصر في أواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد . وتضيف الصحيفة ، قائلاً : « ووصفت المرويات الفرعونية بأنّ الملك منفتاح ، كان ملكًا طاغيًا ، جبارًا ، قاسيًا ، متعطشاً للدماء ، وأعلن نفسه أنه من سلالة الآلهة . وتذكر المصادر أيضاً أنّ في عصره ، كانت مصر تعيش في أوج قوتها حيث تمكن الملك منفتاح أنّ يوسع رقعة مملكته ، وأنّ يقهر أعداءه ، وأنّ يجعل مصر مرهوبة الجانب « .[c1]وغرق في البحر[/c] والحقيقة ذكرت الروايات التاريخية بأنّ النبي موسى ـــ عليه السلام ـــ ظهر في إبان حكمه على مصر ودعا الملك منفتاح أنّ يعبد الله الواحد القهار الذي له ملك السموات والأرض وما بينهما ، وأنّ ينشر العدل ، والرحمة بين بني إسرائيل ولا يستعبدهم . ولكن فرعون موسى أبى وأستكبر في الأرض دون حق ، وكان من الظالمين. وتذكر الروايات أنّ الملك منفتاح أذاق الذين آمنوا برسالة موسى التوحيدية العذاب الغليظ ، وأكثر فيهم القتل . وعلى أية حال، فقد انتهت حياة الملك الفرعوني منفتاح حياة مأساوية حيث غرق في البحر ، وقد لفظته الأمواج إلى الشاطئ . وهذا ما ذكره القرآن الكريم في سورة يونس آية ( 92 ) حيث ، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آيته « فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آيةً وإنّ كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون «. ويشرح تفسير المنتخب تلك الآية الكريمة ، كالآتي : « يظهر أنّ الآية الكريمة تشير إلى أنّ جسم فرعون سيبقى محفوظاً ليراه الناس ، ويعتبروا برؤية ذلك الحطام الرميم لمن كان يعتبر نفسه إلها ، ويقول لقومه الخانعين ليس لكم من إله غيري « .[c1]البعثة العلمية الفرنسية[/c] وكيفما كان الأمر ، فقد عثر على جسد أو مومياء الملك منفتاح بن رمسيس الثاني الراقد في المتحف المصري الفرعوني في ميدان التحرير في القاهرة على يد بعثة فرنسية قامت بدراسة جسم الملك منفتاح دراسة علمية دقيقة ودرست أيضًا الفترة التاريخية الذي عاشها والأحداث الهامة التي وقعت بها . ولقد كتبت البعثة العلمية الفرنسية تقريرًا بما معناه : « بأنّ الملك منفتاح أبن رمسيس الثاني ، لم يمت موتاً طبيعيًا وإنما مات غرقاً ، ودليل ذلك أنّ أنسجة جسمه الزرقاء تدل بأنه مات مخنوقاً من جراء غرقه في البحر. و أشارت البعثة الفرنسية في تقريرها العلمي بأنّ الدلائل التاريخية تذكر بأنه في عهد حكم الملك منفتاح ، ظهر في مصر الفرعونية نبياً يدعو إلى دين جديد لم يسمع عنه من قبل في مصر وهي رسالة التوحيد . وعلى أية حال ، وجد بنو إسرائيل ا في ذلك النبي المخلص والمنقذ من طغيان فرعون مصر الذي أكثر الفساد في البلاد ، وأكثر القتل في الناس ، ونشر الخوف ، والهلع في كل مكان من البلاد « .[c1]الأسرار المثيرة. . ويستطرد :[/c]وعلى أية حال ، لقد خشي الملك منفتاح على حكمه من أنّ يتسلل من قبضته ، فعمل على مطاردة أتباع النبي موسى ، فقتلهم ، وعذبهم ، وشردهم وألقاهم في غياهب السجون المظلمة الموحشة وعلى الرغم من أساليب الملك ( منفتاح ) الرهيبة في ترهيب وتخويف أتباع النبي موسى ، فقد ، كان عددهم يزداد مع مرور الوقت مما كان يهدد خطورة حقيقية على صولجانه ، وعرشه ، ونفوذه « . ويمضي ، قائلاً : « وكان من الطبيعي أنّ يفر بنى إسرائيل من مصر إلى سيناء ـــ كما تذكر المرويات الفرعونية ـــ ، ومن جراء ذلك وجد الملك منفتاح فرعون مصر أنّ خروجهم يعنى تهديد صريح وخطير على كيان مملكته ــ كما قلنا سابقاً ــ ، فعمل على ملاحقتهم, وكاد الملك منفتاح أنّ يقضي عليهم , وتروي المصادر أنّ الملك فرعون منفتاح بن رمسيس الثاني ، قد غرق في اليم ، كما ذكر القرآن الكريم . وعلى أية حال، فإنّ العثور على جسم أو مومياء فرعون موسى يعد من الإنجازات الرائعة الذي يحققها العلم يومًا بعد يوم للكشف عن قضايا ، كان من الصعوبة أو من المستحيل الحصول على معلومات عنها . وكيفما كان الأمر ، فإنّ الأبحاث التاريخية العلمية أماطة اللثام عن الكثير والكثير جدًا من الأسرار المثيرة والجديدة والقيمة على سبيل المثال اكتشفت ــ مؤخرًا ــ أن الملك أخناتون أعظم ملوك مصر القدماء ـــ حينذاك ـــ الذي نادى بإله آمون الذي كان يدعو إلى عبادة إله واحد ، قد قتل مسمومًا ، ولم يمت موتاً طبيعيًا ، ولقد أثبتت الأبحاث التاريخية أنّ كهنة المعبد تآمروا مع زوجته على قتله وذلك للحفاظ على مكانتهم وهيبتهم الدينية بين الناس « بعد أنّ كانوا في طريقهم أنّ يفقدوا امتيازاتهم الروحية في عهد حكم أخناتون الملك الشاب».
|
تاريخ
العثور على فرعون موسى
أخبار متعلقة