قراءة متأنية في بعض الأخطاء والأفكار المغلوطة عن الانتخابات
[c1]* ليس من أخلاق المسلمين في شيء من يعمل على ترويعهم وبث الفتنة في أوساطهم[/c] صنعاء/ فريد محسن علي:ما أحوجنا ونحن نخوض مرحلة التوعية الانتخابية إلى بذل المزيد من الجهود لتوسيع قاعدة المشاركة في العملية الانتخابية، وتصفية المُناخات المناسبة من أولئك المتحذلقين الذين يحاولون تزييف الواقع وكذا إطلاق فتاوى لا تغني ولا تسمن من جوع، فبعضٌ ينبري واعظاً ويضع نفسه وصياً على هذه الأمة وبعقلية متخلفة مفتياً بأنّ الانتخابات حرام، وينفث سمومه بين الناس ويحاول خلق حالة من الإحباط والتذمر في صفوف المجتمع ... ولتوضيح الأمر أكثر، سألنا الشيخ/ محمد حسن الفقيه عن هؤلاء النفر الذين لا مكان لهم أساساً بين أوساطنا حيث أجاب :ونحن نقترب من المرحلة الحاسمة في حياة شعبنا اليمني وهي الانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية فإنّ الرسالة وقدسية الواجب الوطني والديني تتطلب من كل يمني مسلم السن القانوني أن يمارس حقه الدستوري دون وصاية من أحد، ووفق ما نص عليه قانون الانتخابات. ولترسيخ قواعد الشورى عبر صناديق الاقتراع الحر، فإنّ المواطن تقع عليه مسؤولية أخلاقية ليقول كلمته لإنجاح هذا الاستحقاق ويختار من يمثله ويترجم مصالحه في التنمية والبناء، ومن أجل تطوير العملية الديمقراطية وأيضاً تقوية عود الأمن والاستقرار في بلده، وحتى يعيش بسعادة ورخاء.إنّ نعم الله عز وجل على عباده في الدنيا كثيرة ولا نستطيع إحصائها، ولكن هذه النعم الدنيوية نعزيها إلى أصلين جليلين وأن نجمعها في نعمتين عظيمتين وهما نعمة الأمن ونعمة الرخاء.. وهما مطلبان أساسيان للحياة المطمئنة وللعمل المثمر الذي يساعد الإنسان على الصعود في مدارج الكمال الإنساني، والأمن ينبع من الإيمان الصحيح، وكلما قوي الإيمان وصح اليقين ازداد القلب طمأنينة، وإنّ الرخاء يبسط جناحيه الرحيمتين على الجماعة إذا عرفت قدر النعمة.[c1]كونوا إخوانا[/c]وقد أمر الله عز وجل عباده الموحدين بلزوم أمره والاعتصام بدينه والسير في طريق نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، لأنّ في ذلك صيانة لهم من الاختلاف والتفرق لتعدد الأهواء وكثرة الشبهات وتعارض الأفكار والمقاصد والله عز وجل يقول لعباده الموحدين :إنّما المؤمنون إخوة ومن حق الأخ أن يُعان وأن ينصح وأن يحترم ولا يُخذل، ودعا الله عباده أن يكونوا في اجتماع الكلمة كالبنيان المرصوص.إن الأمة التي يتبدد شملها وتتناقض مذاهب أبنائها وتتفرق كلمتها، تذهب ريحها وتضعف أمام الأعداء المتكالبين على خيراتها، فإنّ كل من بدل أو غير أو ابتدع في دين الله ما لا يرضاه الله، ولم يأذن به الله فهو من الأشقياء التعساء المطرودين عن حوض الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم. وكل من خالف جماعة المسلمين وفارق سُبلهم وخرج من الدنيا على عقائد تناقض التوحيد الخالص فهو مرفوض قطعاً. والحمد لله التوعية الانتخابية تسير بوتيرة جيدة وطيبة وشعبنا اليمني استفاد كثيراً من الدروس السابقة وتعلم ونضج وعيه وأصبح يفرق بين الغث والسمين.[c1]حمل السلاح لترويع الناس[/c]وتوجيهنا إلى أحد الفقهاء بسؤال يتعلق بحاملي الأسلحة ومستخدميه أثناء العملية الانتخابية وترويع الناخبين، وإرغامهم على تنفيذ رغباتهم؟، فقد كانت الإجابة على النحو التالي :في الحديث الذي أخرجه الشيخان والترمذي عن أبي موسى وابن عمر قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : "من حمل السلاح فليس منا" أي إذا حمله على المسلم لكونه مسلماً فليس بمسلم، فأما إذا حمله لغير هذا المعنى فمعناه : أنّه ليس مثلنا، وليس متخلقاً بأخلاقنا وأفعالنا، - والله أعلم - وفي هذا تقبيح لعمل من يُروع المسلمين ويسعى لبث الفتنة وإيقاد نار القتال بينهم.إن الإسلام يدعو المسلمين إلى أن يكونوا في دين الله إخوانا وألا يتفرقوا متابعين للهوى والأغراض المختلفة وأن يجتنبوا أسباب التقاطع والتدابُر والخصام. وعن أبي عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا ترجِعُوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رَقاب بعض" أي لا تصيروا فرقاً مختلفة متعادية يتقل بعضكم بعضاً بسبب العداوة وتناقض الاتجاهات والأغراض.. والمعاونة على تحيق الأمن والاستقرار والطمأنينة لكل الناس أمر يوجبه الدين على كل فرد. وقد بصر الإسلام أهله بكل ما يجنبهم أسباب الهلكة، ودعاهم إلى الاحتماء من كل منا يؤديهم إلى التنازع والفشل، ويدفع بهم إلى الشرور وتفريق القلوب، وأن يبادروا إلى رأب الصدع وسد كل باب للتنازع والخلاف.لذلك الأمل لدينا كبير في نجاح الانتخابات وفهم الديمقراطية وممارستها بشكل سليم ومتطور ويحتم المضي في اتجاه القواعد والأسس المتينة الضرورية للبناء والتشييد.