مسقط / العمانية:أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد أن «لقاءات قادة دول مجلس التعاون تحقق كل مرة إضافة جديدة إلى صرح البناء الخليجي المتماسك وبما ينسجم مع المعطيات والمستجدات الدولية»، معتبرا أن «نجاح المجلس وصموده في مواجهة التحديات والأحداث التي شهدتها منطقة الخليج في العقدين الماضيين دليل واضح على عزيمة وإصرار الدول الست للحفاظ على هذا التجمع والتصدي لكل ما من شأنه الإخلال بهذا الترابط الذي تمليه المصالح العليا ووحدة المصير».وقال آل سعيد أمس الاول ان السلطان قابوس «يحرص دائما على تسخير كل الجهود والإمكانات لإنجاح مسيرة التعاون التي تتعزز بانعقاد هذه القمة على أرض السلطنة»، مثمّنا «الخطوات التي يبذلها المسؤولون في دول المجلس لتفعيل مجالات التعاون وصولاً إلى التكامل المنشود في العديد من الأمور التي تتطلبها كل مرحلة من مراحل العمل الجماعي المشترك».واعتبر أن «المواقف الموحدة لدول المجلس تجاه القضايا والمتغيرات العالمية كافة خير دليل على تماسك وقوة المجلس في المضي قدما لتعزيز مسيرته في كل المجالات بتوفر الإرادة والعزيمة، مشيرا إلى أن تطبيق بعض الأمور يحتاج إلى فترات أطول تخضع للتقييم والتطوير المستمرين».وقال المسؤول العماني في رد على سؤال حول أهمية القمم الخليجية التي استضافتها السلطنة واعتبرت مفصلية، أن بلاده لا تفضل «إعطاء أوصاف للقمم الخليجية فليس هناك قمم مفصلية، وإنما لكل قمة أهميتها للمرحلة التي تعقد فيها حيث يلتقي القادة من اجل تهيئة المزيد من الفرص لدعم وتطوير مسيرة التعاون القائم، إضافة إلى التعاطي مع المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية»، وزاد «نحن جزء من هذا العالم، نؤثر ونتأثر بما يدور حولنا، ولا بد لنا من مراجعة أمورنا وتقويمها بين الحين والآخر».وأشار إلى «قدرة القمة الخليجية التاسعة والعشرين على التجاوب مع آمال المواطن الخليجي على الأقل في حل المعوقات التي تراكمت على طريق تحقيق المواطنة الخليجية والسوق المشتركة وبعض مجالات التعاون والتكامل الأخرى»، وقال إن «كل التجمعات الإقليمية في العالم تصادف في مسيرتها العديد من الأمور التي تقف حائلا في استكمال بعض مجالات التعاون المستهدف، وذلك لظروف قد تكون خارجية وأخرى داخلية تتعلق بكل دولة، وإنما هذا لا يعني قبول الأمر الواقع، فالتعاون في إطاره المتكامل يعتبر هدفا لا بد من الوصول إليه أخذاً في الاعتبار الكيفية التي تتناسب وقدرات الدول الأعضاء في تذليل أي صعاب، وهذا هو النهج الذي يسير عليه مجلس التعاون منذ تأسيسه».واكد أن المجلس «وُجد لإسعاد أبناء المنطقة وتحقيق الاستقرار والازدهار والرخاء لهم حاضرا ومستقبلا، فالمستقبل لدول مجلس التعاون مليء بالتفاؤل ويبشر بالخير العميم على رغم بعض الظروف غير المواتية التي تفرض نفسها من حين لآخر، كما أن المواطن في أي دولة من دول المجلس أصبح لديه إطار جغرافي أكبر يتمثل في هذا المجلس الذي جمع شعوبه كافة وحقق لهم الترابط المنشود في العديد من المجالات، وهذا في حد ذاته ما كان مستهدفا من مسيرة المجلس».واعتبر فهد آل سعيد ان «السلطنة ودول المجلس تعي تماما أهمية الاستقرار والحفاظ على الأمن كأساس للتآخي بين دول المنطقة كافة من أجل تطوير قدراتها على النهوض بمجالات التنمية والتطوير اللذين تنعكس آثارهما الايجابية على شعوبها، ولكن هناك عوامل ومؤثرات داخلية وخارجية دفعت بعدد من دول المنطقة الى حروب عدة والى فقدان عامل الثقة، والحديث هنا عن المنطقة ككل».وأعرب عن تفاؤله «بالخير على رغم ما هو ماثل امامنا على ساحة الواقع من شواهد»، مشيرا إلى ان دول المجلس تدعم كل الجهود الرامية الى احلال السلام والتفاهم بين أطراف أي نزاع وذلك لقناعتها التامة بأن الحوار البناء هو الوسيلة الوحيدة للوصول الى نتائج تخدم مصلحة الجميع.ودان المسئول العماني «العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والاستخدام المفرط للقوة في معالجة القضايا العالقة»، وأكد أن «هذا النهج المرفوض لن يحل أي قضية بل يزيد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة وان السلام الشامل والعادل لن يتحقق الا من خلال العودة لطاولة المفاوضات لتصفية أي خلافات».ورأى أن هناك رغبة خليجية لتعزيز التعاون مع دول الجوار، مشيرا إلى العديد من الخطوات التي اتخذت في هذا الصدد، ومعربا عن أمله في جني ثمار هذا التعاون مع جميع الإخوة في المنطقة.
سلطنة عُمان: مجلس التعاون نجح في مواجهة التحديات في المنطقة
أخبار متعلقة