قصة مسلسلة..
فلم تجد الأم بداً من الموافقة على الزواج،وقالت:- على بركة الله.. وكل شيء بأمره تعالي.وفي ليلة الزفاف ، جلست العروس مع الكلب الاسود بعد أن غادر المدعوون القصر، وكانت حزينة،خائفة، لا تدري ماتفعل وقالت في نفسها:- كيف سأعيش في غرفة واحدة، وعلى سرير واحد مع كلب أسود؟! يارب ساعدني:ففوجئت بالكلب يقول لها:- أنا اقول لك كيف؟ورأته يدخل غرفة جانبية صغيرة، ويختفي لحظات، ثم يخرج على هيئة شاب جميل، بل أجمل شاب في العالم:فلم تصدق هبة ماترى عيناها، وراحت تفركهما،لتتأكد من أنها في علم، وليست في حُلم.قال لها الشاب الجميل:- في الليل، أتحول على هذه الصورة.. فأحفظي سري، ولاتبوحي به ولو لأمك وأبيك.. وإلاندمت.. ولاتحاولي أن تعرفي عنى أكثر مما عرفت..فهمت؟هزت هبة رأسها موافقة. وانقلب حزنها فرحاً، وخوفها طمأنينة. وعاشت اياماً سعيدة، كان الكلب الاسود، كل ليلة، يدخل الى الغرفة الصغيرة، ويخرج شاباً لا أحلى، ولا أجمل. وكانت الأم تسأل ابنتها عن حالها، فتجيب واثقة:- أنا في غاية من السعادة يا أمي!ومما زاد في سعادتها أن الحمل بدأ يظهر عليها، فصارت تنتظر المولود بفارغ الصبر، وتتمنى أن يكون جميلاً وذكياً مثل أبيه.وذات ليلة، استيقضت هبة من نومها عطشى، ومضت لتشرب ، وفي اثناء عودتها الى الفراش، لمحت قفلاً ومفتاحاً صغيرين في كعب زوجها النائم. ودفعها الفضول الى أن تفتح القفل، فرأت داخل رجليه درجاً معتما هابطاً، فأحضرت شمعة مضاءة، ونزلت بحذر شديد.كانت خائفة وقلبها يدق دقات سريعة. تك تك تك.حتى وصلت الى سوق واسعة، والناس فيها يروحون ويجيئون، أناس لاوجوه لهم، اناس لاعيون لهم. ومع هذا يروحون ويجيئون ويعملون.رأت خياطين يفصلون ثياب اطفال ، فسألتهم:- ماذا تفعلون؟فأجابوا- نخيط ثياباً لابن الكلب الاسود.رأت صانعي أحذية فسألتهم:ماذا تفعلون؟فأجابوا- نفصل احذية لابن الكلب الاسود.رأت بائعي العاب فسألتهم:- لمن كل هذه الالعاب؟فأجابوا- كل هذه الالعاب لابن الكلب الاسودوفجأ.. برز كلب اسود. كشر عن انيابه ونبح قائلاً:- لماذا نت هنا؟وذعرت لرؤيته ولسؤاله، فأخذت تجري عائدة من حيث أتت. وأنطفأت الشمعة في يدها، وصعدت الدرج والكلب في إثرها، فوقعت على الدرجة الاخيرة، فاستيقظ زوجها من نومه مذعوراً، ودخل الغرفة الصغيرة، وعاد على هيئة كلب اسود، وكان الشرر يتطاير من عينيه غضباً وقال لها:اخلت وعدك واطلعت على سري. وعقابك هو الموت.فجثت على ركبتيها وقالت:ارجوك..ارحمني..وارحم ابننا.هدأ قليلاً وقال:لو لم يكن ابني في بطنك لمتِ.. ابني شفع لك..سألقي بك في الصحراء جراء ما فعلت.وغابت عن الوعي. ولما صحت وفتحت عينيها رأت نفسها وحيدة في الصحراء، واخذت تمشي، وتمشي حتى تعبت. وجاءها الليل من كل الجهات، فراحت تبكي، وتبكي، وتطلب من الله الفرج، ومن بعيد رأت ضوءاً في الظلام، فمشت اليه، ولما دنت وجدت بيتاً صغيراً طرقت الباب، ففتحت لها كلبة سوداء. فرحت برؤيتها وصاحت:- الست اخت زوجي الكلب الاسود؟قالت الكلبة:- بلى..أنا اخته الكبرى.قالت:هل تقبليني ضيفة عندك؟.فأنا جائعة متعبة* يتبع في العدد القادم