نبض الحياة : بين التأييد والرفض !؟
[c1]الإضرار التعليمية والإجتماعية والنفسية والتنموية للزواج المبكر[/c]إعداد/ ذكرى النقيبيثير هذا التساؤل الكثير في نفوس من قابلت فحتى المؤيد بأن الزواج المبكر يعد معضلة تنموية وتحدي كبير يواجه الدولة يجاملون في الغالب في التعبيرعن موافقتهم حول هذا الموضوع.والمعارضون يتنكرون التفكير في مثل هذه القضايا التي لا يمكن الخوض فيها لانها من ا لثوابت والامور التي لا يجب الخروج عنها.وتناولنا لهذا الموضوع في هذه الصفحة جاء بحياديه تامة بعد البحث المضني والرصد الدقيق لاثار وأضرار الزواج المبكر من الناحية الاجتماعية والاقتصادية و النفسية في الكثير من الدراسات والأوراق والندوات بالإضافة الى استطلاع أراء بعض المعنيبين في هذا المجال الذي استمر العمل فيه لمدة أربعة أشهر متواصلة، وهنا ترك الرأي للقارئ فهو الحكم بعد القراءة المتأنية لهذه الصفحةيدور النقاش والجدال حول فكرة الزواج المبكر بين مؤيد يعتقد أنه أحفظ لأخلاق الشباب وأنجع دواء للتخفيف من حالات العنوسة المتزايدة التي تعاني منها المجتمعات وبين معارض يرى فيه سببا لكثير من حالات وفاة الأمهات والأطفال ومعاناة الأم وتأثرها الجسدي والنفسي والطلاق والتسرب من التعليم وإعاقته لمشاركة المراة المجتمعية والتنموية وغير ذلك. وسبب هذه الهوة بين المؤيدين والمعارضين لفكرةالزواج المبكر هو عدم تحديد سنا معينا لاعتباره (زواجاً مبكراً) ومما يزيدها تعقيدا تداولها بشي من الاستعجال والتعصب دون النظر إلى سلبياتها وايجابياتها وآثارها وأضرارها ومنافعها على الفرد والمجتمع نفسياً وصحياً واجتماعياً وتنمويا ذلك لأن الحكم الشرعي لايحدد في مثل هذا الموضوع إلا بناء على المنفعة وحيث كانت مصلحة الفرد والمجتمع فثم شرع الله وحيث كان الضرر كان النهي والتحرير فلا باس من التريث والتمهل في أخذ قرار الزواج وخلوه من أيه اضرار أو نتائج سلبية على الزوجين واستقرارهم ومصالحهم فالزواج رسالة ومهمة وسكن وعلاقة بين طرفين ينبغي أن يكونا على تمام الوعي والنضج للقيام بواجبات هذه المسئولية وهو ما لا يتوفر عند تزويج الصغيرات كما أن واجب الإنجاب وما يتعلق به من إضاع وأمومة منوط بها أم صحيحة ناضجة قادرة وهو ماتفتقر إليه الصغيرة بالإضافة إلى واجبات التربية والتنشئة ورعاية الأطفال والتي قصر فيها كثير من الأباء منوط بأم تقدر على أداء هذه المهام وليست طفلة تحتاج هي إلى من يرعاها ويهتم بشأنها كما أن الزواج المبكر يعيق الفتاة عن التعليم والتأهيل والتدريب والعمل والتنمية المجتمعية بمختلف جوانبها وربما تسبب في كثير من حالات الطلاق والأضرار الصحية والنفسية ولهذا سنحاول في هذه الصفحة تقديم عرض موجز لأضرار الزواج المبكر في الجوانب التعليمية والاجتماعية والنفسية والتنموية مع التركيز على أهمية دور المرأة في التوعية.[c1]أهمية التعليم[/c]يحتل العلم في الإسلام مكانة عالية رفيعة فهو فرض لازم على كل مسلم ومسلمة يحث عليه ويرفع من قدر العلماء لهم مكانة عالية رفيعة ونوه بفضلهم في آيات وأحاديث كثيرة قال تعالى “ يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” المجادلة “11”وكان النبي صلى الله عليه وسلم و يحث النساء على السؤال في امور دينهم ويرغبهن فيه وروى عن أم كثير بنت يزيد الأنصاري قالت “ دخلت أنا وأختي على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له أن اختى تريد أن تسالك عن شي وهي تستحي فقال النبي صلى الله عليه وسلم فلتسأل فإن طلب العلم فريضة فالمراة أن تطلب من يعلمها أمور دينها وديانها وأن ترحل في طلب العلم على أن تلتزم بالضوابط الشرعية كما أن لها أن تتعلم ما تحتاجه الأمة من علوم دنيوية كالتدريس والطب والعلوم الحديثة .....الخ ولها أيضا أن تتعلم بعض الحرف التي تناسبها ويجوز لها أن تتعلم ما تستطيع الارتزاق والكسب الحلال عن طريقة لأن المراة غير ممنوعة من العمل الحلال بالكيفية المشروعة وقد أكد الدستور اليمني على أحقية المرأة في التعليم ونص القانون العام للتربية والتعليم رقم “45” لسنة 1992م بان التعليم حق إنساني مشروع تكفله الدولة وتيسره لجميع أبناء الشعب مجاناً وتجعله الزاميا في مرحلة التعليم الأساسي وأكد القانون على المساواة الاجتماعية وضرورة توفير فرص متساوية للجميع مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأسر لأن التعليم هو مفتاح التنمية البشرية المستدامة الهادفة الي تحسين نوعية الحياة وهو الآلية الرئيسية التي يصل بها المجتمع إلى التنمية الاقتصادية و الاجتماعية الشاملة.التي تعتبر حقاً من حقوق الإنسان ويكتسب الحق في التعليم بالنسبة للمراة أهمية خاصة مقارنة بحقوق الإنسان الأخرى وذلك بسبب دورة في رفع وعي النساء بحقوقهن وتمكينهن من المطالبة بها وممارستها.[c1]العلاقة بين الزواج المبكر والتعليم[/c]كما وضحنا سابقا بأن التعليم حق للمراة وقد يكون واجباً في حالات وفي أيامنا هذه لم يعد التعليم ترفا اجتماعيا أو شيئا ثانويا بل أصبح حاجة وضرورة ملحة لجميع أفراد المجتمع كفلته الشريعة الإسلامية.وحثت عليه وشجعت على تحصيله فنحن نتعلم لنعرف ونتعلم لنكون ونتعلم لنعمل ونتعلم لنتعايش مع الآخرين وباعتبار المرأة نصف المجتمع وتعلم النصف الآخر فإن التعليم بالنسبة لها ضرورة تعرف بها ربها وتبني به نفسها وتصل به إلى تحقيق ذاتها وفهم وإدراك قدراتها واستعداداتها والتعايش والوعي بما حولها.وإذا كان الأمر كذلك فما الذي يعيق الفتاة من تحصيلها للعلم وهل يعتبر الزواج المبكر معيقاً للمرأة من حصولها على حقها في التعليم وممارستها له.نعم يعتبر الزواج المبكر كذلك فهو عائقاً امام حصول المرأة على حقها الكامل في التعليم فهذه كتب الأحصاء السنوية تكشف وبجلاء نسبة المتسربات من التعليم فقد بلغت في عام 1999م 63% في المستوى التعليمي من (1-6) و 70% في المستوى التعليمي من (7-9) و 50% في المستوى التعليمي من (10-12).كما بينت نتائج مسح ظاهرة الفقر لعام 1999 في الجمهورية اليمنية أن هناك أسباب كثيرة للتسرب وعدم القدرة على إكمال التعليم الاساسي على مستوى الجمهورية منها ترك الدراسة من أجل الزواج حيث بلغت نسبة هذا السبب بالنسبة إلى ثمانية أسباب تناولها المسح على النحو التالي:-الاسر الفقيرة الأسر غير الفقيرة ذكور إناث ذكور إناث 1.9 2.4 2.8 4.0 وأشارت دراسة أجراها مركز البحوث والتطور التربوي تم فيها تتبع فوج دراسي في المرحلة الابتدائية وفيها أسباب التسرب من هذه المرحلة المختارة، أهم عشرة أسباب تم ترتيبها تنازليا حسب درجات التكرار من الأكثر الى الأقل حظى الزواج بالنسبة للطالبات بالمرتبة الثالثة بما نسبته 4.69% من مجموع التكرارات التي بلغت (20تكرار كما بينت أن متوسط نسبة التلميذات في الصف الخامس والسادس تصل إلى 16.08% ، 6.9% على التوالي وبذلك تظل معدلات أمية النساء في اليمن مرتفعة حيث تصل في الحظر 40% و 78% في الريف (وفق مسح القوى العاملة 99) وتظل المرأة أمية جاهلة بأمور حياتها وأمور معيشتها لاتعي شيئاً واقعة في مآس كثيرة منها ما هو صحي وتعليمي واجتماعي ونفسي وتنموي. [c1]الانعكاسات النفسية والاجتماعية للزواج المبكر [/c]تشير الدراسات والإحصاءات إلى أن للزواج المبكر الكثير من الانعكاسات النفسية والاجتماعية السلبية على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع نعرض بعضاً منها في التالي:-1 -إن الطفلة الأم والزوجة الصغيرة تتعرض لمسئوليه كبيرة لا تقدر على تحملها مما يؤدي إلى توتر ذهنها ومضاعفات كثيرة.2 -تحرم الفتاة المتزوجة وهي صغيرة السن من بناء شخصيتها الاجتماعية فتصبح مشوهة من الداخل وتشعر بالضعف تجاه الآخرين وخاصة الرجل الذي هو زوجها أو أبنها أو أخيها لا تستطيع أن تحتج أوتنتقد وتشعر دائماً بأنها إنسان ضعيف وهنا لك أمثلة مجحفة عن المرأة وترددها المرأة كالمثل الذي يعتبر عنفاً للمرأة ويمثل منتهى الدونية لها وتردده النساء خاصة في الريف حيث ترى أن المرأة كالحذاء هل هناك دونية أكثر من ذلك تمارسها المرأة على ذاتها مع أن الإسلام خلقكم من نفس واحدة وخلق زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساؤلون به والأرحام أن الله كان عليكم رقيباً “ النساء “1”3 -تصبح عاجزة عن إدراك الأمور من حولها نتيجة لزواجها صغيرة فتتحول اهتماماتها للبيت والأطفال وتحمل كل جوانب الحياة فليس لها رأي في شي يذكر من حولها ولا ترى لوجودها من هدف أو أهمية إلا البيت والأولاد وما يسعهم إلا أن يكبروا ويبدأوا بانتقاد أمهم.فبتأخير سن الزواج تتمكن المرأة من الاهتمام بنفسها ورعاية أسرتها وبذلك تضمن للأسرة السلامة والسعادة.4 -أكثر حالات الطلاق وعدم الاتفاق بين الزوجين يحدث نتيجة للزواج المبكر الذي يكون في الغالب غير مبني على اختيارات الأبناء وإنما اختيارات الأهل والذي تكون نتيجته النهائية الطلاق وضياع أسرة وتشرد الأبناء وبالتالي يؤدي إلى التفككات الأسرية والمجتمعية. 5 -كما أن غالبية الفتيات الصغيرات في السن واللاتي يتزوجن لا يستطعن التكيف عاطفياً مع أزواجهن.6 -كما أوضحت نتائج دراسة أجريت على توافق شخصية الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة وعلاقته بالعمر الزمني للأمهات عند الزواج أن أطفال الأمهات المتزوجات في مرحلة مبكرة (13-16 سنة) يعانون من سوء توافق نفسي واجتماعي ومنزلي ومدرسي على العكس من أطفال الأمهات المتزوجات في المرحلة العمرية المتوسطة (30-20 سنة) وتفسر الدراسة هذه النتيجة بأن الأمهات اللاتي تزوجن في عمر مبكر تزداد اعبائهن الاجتماعية والنفسية بما ينعكس أثره على توافق أبنائهن في مرحلة ما قبل المدرسة كما ان التحولات الجسمية الفسيولوجية وما يصاحبها من اضطرابات نفسية شديدة تتعلق بمرحلة المراهقة والتي تستمر حتى بلوغ الأنثى ما يقرب من عمر الثامنة عشر هو تفسير لما يعانيه أطفال تلك الفئة من الأمهات الصغيرات (16-13 سنة) من اضطراب في جوانب التوافق لشخصيتهم نتيجة عدم استقرار النباء والتنثئة للأمهات مع قلة ونقص الخبرات والمعلومات الخاصة بمهام ورعاية وتنشئة الأبناء مما تضطرب معه أدوارهن الوالدية وهو ما يتضح في سوء توافق أبنائهن. 7 -وتشير الدكتورة نجاده صايم إلى أن ظاهرة تعدد الزوجات هي نتيجة لظواهر سلبية أخرى مثل ظاهرة الزواج المبكر في الأسر اليمنية والتي تحدث في الغالب بناء على رغبة الأهل وما يترتب على ذلك من إنجاب الزوجة الزوجة للاطفال الذي يؤثر بدوره صحياً ونفسياً.8 - كما أن فرصتها في تطوير نفسها ثقافياً تكون معدومة نتيجة لمسئوليتها المنزلية، في حين أن الرجل يتمكن من مواصلة تعليمه وتحسين دخلة المادي ولذلك فأن أول شي يفكر فيه هو الزواج من فتاه يختارها هو لا ألأهل.[c1]الأضرارالتنموية للزواج المبكر[/c]هناك مؤشرات عديدة على مستوى وعلى مستوى دولي تشير إلى وجود ارتباطات قوية بين التنمية من جانب والأوضاع التعليمية والصحة والفقر من جانب وهذه المؤشرات الأخيرة ترتبط في بعض جوانبها بالزواج المبكر، وبالتالي فأن الزواج المبكر يرتبط من خلال عوامل وسيطة بالتنمية وهذه الروابط لا تسير في اتجاه واحد بل في اتجاهين متعاكسين فالتنمية تؤثر سلباً وإيجابا على سن الزواج وسن الزواج يؤثر سلبا وايجابا في التنمية.والنساء في المجتمع أكثر تضرراً من النمو السكاني غير المتكافئ مع موارد المجتمع بل وفي حالة النساء تبدو العلاقة بين الفقر والمتغيرات السكانية أكثر وضوحاً وارتباطاً من حيث الأثر والتأثير فالمرأة تفرض عليها العادات والتقاليد الزواج المبكر وبالتالي الحرمان من التعليم ويقود الزواج المبكر الي الخصوبة العالية كما انها من الأمور المهمة الضرورية في تمكين المرأة ودعم قدرتها في المجال الاقتصادي تنمية أوضاع المرأة في المجال الصحي.ودعمها في مجال الصحة الإنجابية وذلك بمناولتها وتمكينها من الخدمات الصحية الأولية والرعائية ووصولها إلى المرافق الصحية والعناية بتغذيتها مع التركيز علي قضايا المرأة الصحية الإنجابية التي تؤثر كثيراً في أوضاعها وصحتها ابتداء من الزواج المبكر (غير المؤهل) والإنجاب المتكرر (الخصوبة العالية) التي تصل اليوم إلى 7.4 مولود حياً لكل امراة منجبة في المتوسط.[c1]العلاقة بين الزواج المبكر وتأنيث الفقر[/c]وعن العلاقة بين الزواج المبكر وتأنيث الفقر في المجتمع فقد أكدت العديد من الدراسات وأوراق العمل على أن الزواج المبكر يعد من الأسباب الرئيسية لفقر المرأة.حيث يرى الدكتور/ عادل الشرجبي أن من اسباب فقر المرأة اليمنية الزواج المبكر والذي يعيق المرأة عن الدخول إلى سوق العمل بل ويرى أن هذا السبب يعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلي احتمال وقوع الفقر على النساء وارتفاع نسبة الخصوبة والدور الإنجابي للمرأة اليمنية وهو الذي ينتج عن انتشار ظاهرة الزواج المبكر والذي يحرم الفتاة من التعليم أو الحصول على تأهيل وتدريب كافي يمكنها من الحصول على وظيفة أو عمل حديث وتتفرغ المرأة لرعاية أسرتها والعمل لحسابها دون أجر كما يؤكد تقرير اليونسيف عن حالة الأطفال والنساء في اليمن إلى أن من الظروف الشائعة والمسببة لضعف صحة النساء والأطفال الأكثر في الريف والتي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات ظاهرة الزواج المبكر أكثر للمرأة الريفية عن المرأة الحضرية وعادة ما يكون لها عدد أكبر من الأطفال .فلم يعد من السهل في ظروف مجتمعنا المعاصرة ، القبول بالمفاهيم التنموية التقليدية التي تحاصر إدوار المرأة ضمن الأطر والمهام التقليدية الإنجابية بل أنه أصبح من الصعب أيضاً تقبل المفاهيم المركزة على النساء بأدوارهن واحتياجاتهن المنفردة ، وهي التي روجت لها الأطروحات التنموية خلال العقود المبكرة للنصف الثاني من تسعينات القرن الماضي، حيث اهتمت أولاً بالأدوار الإنتاجية للمرأة باحتياجات النوع الاجتماعي العملية بالأساس “ من غذاء وصحة وتعليم وغيرها من الخدمات “ ثم ركزت لاحقاً على واقع الإدماج غير المتساوي للمرأة في التنمية وضرورة الاعتراف بجهد المرأة داخل البيت وخارجه وبحصولها على الفرص والمهارات والموارد لتعزيز دورها الاقتصادي والتنموي فكل تلك المفاهيم أصبحت اليوم بحاجة إلى أن تتداخل وتدمج وفق مفهوم للتنمية يربطها بشدة النوع الاجتماعي ليصبح التأثير والإسهام والاستفادة من برامج ومشاريع التنمية قضية تخص النساء بقدر ما تخص الرجال في نفس الوقت ومن الواضح من معاناة المرأة اليمنية من إقصاء وتهميش اجتماعي يبقى دورها متركزاً في جزء كبير منه على ما تؤديه من أعمال في إطار دورها الإنجابي أي الأنشطة والوظائف المختلفة بالأسرة والمنزل بدرجة أساسية .ومهما يكن فإن الأثر التنموي الضار لظاهرة الزواج المبكر للفتيات يظهر أولاً من خلال تسببه المباشر في حرمانهن من التعليم ومن التدريب والتأهيل للاشتراك الأكثر فاعلية وعطاء في العملية التنموية ويبرز جانب مهم آخر فحتى تعليم الفتاة لا يزال مجرد أمر شكلي لتلبية تطلعات الأسرة في الحصول على زوج مناسب وليس من أجل أن تشترك المرأة في الإنتاج وأن تحقق ذاتها من خلال عمل تحبه ستبقى المساواة في الفرص بين النساء والرجال أبرز التحديات التي ستواجه المجتمع اليمني خلال العقود القادمة لذلك فالجهد أساساً ينبغي توجيهه صوب القضاء على النظرة التقليدية المتحيزة ضد النساء ٍوالتي تعتبر تعليم الفتاة مطلباً ثانوياً لها وليس نقطة انطلاق لممارسة أوار تنموية يفرضها الواقع الجديد ، ووسيلة أساسياً للنهوض بالدور الاجتماعي للمرأة واشتراكها الفاعل في الحياة العامة.وكلما استمر إصرار المجتمع على إعادة إنتاج الثقافة والتفكير والسلوك النمطي للفتى والفتاة وتلقيها ثقافة ومتطلبات حياة تقليدية لم تعد تتلاءم مع عصرهم كالتركيز المبكر على كل ما ييسر إتمام الزواج قبل توافر مقوماته ، كلما استمر ذلك وبقى المجتمع عاجزاً عن تنشئة أفراده وفقاً لمتطلبات الحياة الجديدة التي تؤهل الأجيال الناشئة للخلق والإبداع وتمثل قيم العلم والعمل والطموح والقبول بالآخر واحترام الحقوق والحريات وغيرها.وفي وضع كهذا فإن السواد الأعظم من النساء يتركن العمل والدراسة بعد الزواج كما أن التسرب المدرسي بين الإناث يتزايد كلما اقترب سن الزواج ويبقى المطلوب في مجال تعليم الفتيات ليس فقط فتح أبواب المدارس والمعاهد والجامعات أمامهن ولكن وقبل كل شيء فتح أبواب الثقافة وأبواب الحياة بمضامينها ومتطلباتها المعاصرة والمواكبة للتطورات الاجتماعية والحضارية.[c1]الزواج المبكر للفتيات وأثره على الدور الاقتصادي للمرأة [/c]وفقاً للمسح الاقتصادي للقوى العاملة للعام 1999م ، هناك تدني ملحوظ لإسهامات المرأة في النشاط الاقتصادي:فمع أن نسبة النساء من إجمالي القوى البشرية شكلت 49.9% مقابل 150% للرجال لم تبلغ النساء النشيطات اقتصادياً من إجمالي القوى البشرية سوى 22% ، أي أن 78% منهن غير نشيطات اقتصادياً وهاتان النسبتان بلغتا لدى الرجال 70% ، 30% على التوالي ، ومع أن الريفيات يشكلن 71.4% من إجمالي القوى البشرية النسائية فالمحسوبات منهن كنشيطات اقتصادياً لا يشكلن سوى 26% تقريباً مقابل 74% غير نشيطات وباحثات غير مستعدات للعمل من إجمالي الأفراد غير النشطين اقتصادياً شكلت النساء حوالي 72% مقابل 28% للرجال.أما النسبة في عمر (15 فأكثر ) الواقعات في حالة بطالة سافرة فإن نسبتهن من إجمالي قوة العمل بلغت حوالي 8.2% ،4.4% في الريف 29.5% في الحضر.وفقاً لبعض التقديرات شكل التفرغ للأعمال المنزلية سبباً رئيسياً لعدم نشاط 51% من الأفراد غير النشيطين والنساء في الغالب هن الأكثر ضمن هذه النسبة .وتؤكد هذه المؤشرات حقيقة رسوخ وتشعب العوامل المتسببة في إقصاء المرأة عن سوق العمل وعن المساهمة الفاعلة في الحياة الاقتصادية ومهما اختلفت أو تباينت التقديرات لطبيعة ولأثر العوامل المتسببة في إضعاف جور المرأة وإقصاءها عن الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية يبقى الزواج المبكر والتفرغ للأنشطة المرتبطة بالزواج والإنجاب والأسر والمنزل ، عوامل مشتركة ضمن مختلف تفسيرات تدني مستوى مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية وفي الحياة العامة إجمالاً.