عادل محمد الحفاشي :كثيراً ما أسأل نفسي وأحاسبها لماذا أكتب؟هل ثمة حاجة حقيقية عندي للكتابة؟وهل هناك فعلاً بشر ينتظرون بشوق وعناية ما أكتبه؟يعد إنجاز أي كتابة ودون إدراك مني أتركها برهة من الوقت أتأملها، أراجع نفسي، وأحاور دواخلي.. وقبل الشروع في كتابة أخرى أضع أمامي عدة أسئلة، وأتدبر أمري باحثاً عن إجابات موضوعية مقنعة!!أسائل ذاتي بحدة وقسوة أحياناً هل وجدت فيما كتبت راحتي؟! أو بعضاً من علاج لحالة القلق والتوتر التي تحاصرني وتطاردني؟!هل استطاعت الكتابة أن تبعد عني ولو جزء بسيط من الحيرة والاضطراب.. هل؟!وأنا في خضم البحث عن إجابات مقبولة ومعقولة لتلك الأسئلة المشتعلة.أجدني وقد سافرت ورحلت في دروب بعيدة وأبحرت إلى أراضٍ بكر أخرى، واكتسبت مساحة ومسافة أكبر وأوسع.. ودون سابق تخطيط ها أنا قد بدأت أشرع في كتابة جديدة أخرى وثالثة ورابعة وهكذا دواليك!!في أوقات معينة أطمئن كثيراً لتلك النتيجة التي وضعتني بعناية في لهيب العمل المعرفي والشغل الكتابي فبدلاً من البحث عن إجابات محددة لأسئلة بعينها، أراني منغمساً في الكتابة التي ستقودني إلى أسئلة ومساحات جديدة من الإدراك والجمال والروعة.. نعم أن الكتابة هي المجد الوحيد الخالد ويبقى بعد زوال كافة المسئوليات والمناصب الرسمية والحزبية وبصفة خاصة إذا ارتبطت الكتابة بالصدق مع النفس ومساءلة الذات على الدوام وكبح جماح نزواتها الشريرة!!اعترف بكل وضوح ومسئولية أن من حق القارئ الاختلاف مع ما أكتب.. ومن حقه عليّ أيضاً أن أقدم له وجبة شهية من الجمال الفني والبهاء اللغوي ولؤلؤ الكلم وحسن الأسلوب وروعة الأداء الأدبي.. كما أنه من الواجب على كاهلي الاستعداد لتقبل النقد في الموضوع والفكرة كضرورة إنسانية وحق مشروع.. والأهم حسب تقديري من ظاهرة الاختلاف المشروع نفسه هو كيفية التعبير عن هذا الاختلاف من أجل السير في الطريق الصحيح لما فيه خير المجتمع ومصلحة الناس..لا أخشى الاعتراف بالخطأ.. بل ولا أتردد في الاعتراف به على رأس الإشهاد حتى لو كلفني بعض الخسائر.. قالوا قديماً " الاعتراف بالخطأ فضيلة "، وأنا أجده أقرب للواجب لأنه محاولة من الإمساك بإنسانيتي والترفع بها عن صغائر.. بعض الأصدقاء حاولوا وبذلوا صنوفاً متنوعة من المحاولات بهدف دفعي دفعاً نحو الصمت أو إلزامي بـ " العزلة " أو هكذا يتهمون!!عملهم ذلك أو محاولاتهم تلك شحنتي وشحنتهم بطاقة هائلة من العمل الصحفي والانشغال بالكتابة لدرجة التوحد في بعض الأحيان.. تحياتي لهم فقد أسدوا لي خدمة كبيرة، قدموا لي هدية أكبر دون أن يقصدوا ذلك.مرة أخرى شكراً لهم.
|
آراء حرة
الكتابة هي المجد الوحيد
أخبار متعلقة