محمد علي صالح :البعد والمنحى الخطير والمأساوي- والمعنى التراجيدي- للتطورات التي شهدتها الساحة الفلسطينية – مشهد الاقتتال بين الأشقاء ومنظر والسقوط المخزي للفلسطيني مضرجاً بدمه علي يد وبسلاح أخيه الفلسطيني ادخل القضية الفلسطينية الى "غرفة العناية المركزة" والحالات الحرجة التي يصعب معها التنبؤ بما سيكون عليه الحال في المستقبل!!ومأمن شك ان الآثار والانعكاسات المترتبة على مستقبل العمل السياسي والنضالي وعلى القضية الفلسطينية من جراء تلك التطورات الداميه سوف تكون بالغة الأثر والصعوبة من حيث الضرر الذي ستلحقه بحياة الشعب الفلسطيني ووحدثة النضالية وبالقرار والموقف الوطني الفلسطيني وفيما يخص الإرباك الذي خلقته لدي المجتمع الدولي في التعاطي مع الشأن الفلسطيني المنقسم على ذاته والإشكالية والصعوبة التي تتجسد الدول العربية والإسلامية والأطراف الدولية الداعمة للحق الفلسطيني نفسها معها عاجزة بشن اتخاذ موقف منجاز مع طرف فلسطين على حساب طرف آخر من شانه الإضرار بالوحدة الوطنية وبالمصلحة والقضية الفلسطينية واذا كانت القضية الفلسطينية قد مرت بسلسلة من التطورات الدراماتيكية والمحطات الانعطافية الهامة على امتداد اكثر من عقود من الزمن وخاض الشعب الفلسطيني نضال مرير ومعارك بطولية وانتفاضات باسلة وقدم قوافل من الشهداء والتضحيات الجسام ومعارك دبلوماسية وشعار في أروقة وساحة العلاقات الدولية من اجل تحرير أرضه ولكسب قضيته واستعادة حقوقه ولإظهار عدالة ومشروعية نضاله الوطني فمن الأهمية بمكان القول في هذه الدول الإثناء ان الانعطاف الخطير الذي اضر القضية الفلسطينية وادخلها غرفة العناية المركزة وأصابها بمقتل تمثل باتفاق اوسلو المتضرع عن عملية السلام الذي انطلقت في مدريد الذي تعين على الفلسطيني من خلاله التنازل عن سلاح النضال التحرري لصالح المفاوض السياسي استجابة ونزول عند ضغط الأطراف الدولية على الطرف الفلسطيني وعلى أصحاب الحق لإجبارهم على القبول بالتسوية السلمية وبضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات وجهاً لوجه مع العدو الاسرائيلي من اجل التوصل إلى صيغة توافقية وحل عادل لقضيتهم وبالوسائل السلمية ولكن سرعان ماتبخرت كل أحلام السلام والوعود الدولية برعاية العملية والسلمية وإيصالها إلى بر الأمان وتمكين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني من الشعبين الاسرائيلي الفلسطيني من العيش بسلام جنباً إلى جانباً على ارض فلسطين..وتحولت جميع الاتفاقات السلمية مع العدو الاسرائيلي الى أسوار وقيود والى وضع معقد وصعب على الأرض ووجد الفلسطيني نفسه يدفع ثمن التسوية باهضاً وعاجز عن الخروج من مأزق ونفق السلام ووجدانه في كل مرة يجلس على طاولة المفاوضات هو المطالب دون غيره بتقديم التنازلات حتى وصل الأمر إلى تجريده من كافة أسلحته وحقوقه ولم يبقى لديه شيء يتنازل عنه!!ووجد الفلسطينيون أنفسهم يسيرون تحت مظلة السلام في نفق مظلم له بداية وليس له نهاية بعد ان أخذت منهم عملية السلام مالم تستطيع إسرائيل أخذه باذرع وأنياب الاحتلال.. ولن يقف المعطى الخطير عند ذلك الحد بعدما استجدت تطورات ومعطيات جديدة في منطقة الشرق الأوسط تمثلت بتغيير خارطة المنطقة بالحروب والأزمات والحصار وعناقيد الغضب ويتوسع دائرة الاشتعال الى احتلال افغانستان والعراق ومناطق أخرى. ووضع سوريا ولبنان وإيران والسودان أهداف وبؤر توثر وساحة مواجهة وصراعات بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية وإزاء كل ذلك وجد الفلسطيني نفسه غارق في أتعاب ومشاكل لاحصر لها ومحاصر في زاوية ضيقة كثر من أي وقت مضى وفاقد للدعم المالي والسياسي والأخوي والخاسر الأول في السلام والحرب.وزادت معاناة الأشقاء الفلسطيني بعد استهداف لـ 11 من سبتمبر الذي أصاب الزعامة الأمريكية بحزمة احتراق وفاجعة ماحقة الذي جاء لكي يعمق الجرح النازف الفلسطيني وليضعه في قفص الاتهام وهدف للمعركة الدولية التي أعلنتها الولايات المتحدة للقضاء على الإرهاب التي بموجبهه اعتبرت أن عمل يقوم به الفدائي الفلسطيني للمقاومة الاحتلال إرهاب.وأعطت الحق الاسرائيل لممارسة كافة الأعمال الإجرامية ضد الشعب الفلسطييني وباستخدام جميع أسلحة الدمار الشامل وإنها مبررة وتصب في خانه الجهد الدولي والحرب العالمية التي أ علنها الولايات المتحدة للقضاء على الإرهاب!!وماذا بعد..؟!!نعود الى القول ان القضية الفلسطينية على خلفيةالتطورات المأساوية والدامية التي شهدتها الساحة الفلسطينية وفي ضوء المعطيات السالبة التي جلبتها علمية السلام للفلسطينيين على امتداد السنوات الماضية والتطورات والمستجدات المصاحبة التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط وساحة العلاقات الدولية.منذ مطلع سنوات القرن الحالي الحادي والعشرين تواجه اليوم اخطر التحديات المصيرية وتقف أمام مفترق طرق وتمر في هذه الأثناء بأصعب مرحلة في تاريخها عندما نعرف ان ذلك الحال والوضع المأساوي وذلك المستوى من الانحدار والسقوط في ألخطيئة التي لاتفتقر هو نتاج تراكمي لسلسلة من الاحقاقات والانكسارات والضربات الموجعة التي تعرضت لها على امتداد التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني والتي كادت تعصف بها ولكنها استطاعت تجاوزها والتغلب عليها..وهو الذي مهد الطريق لظهور وقيام حركة المقاومة الإسلامية وحماس والانتفاضات الفلسطينية الشعبية المناهضة والرافضة لعملية السلام ولكافة أشكال التسوية المنقوصة مع العدو الاسرائيلي وهو الذي اكسب حركة حماس مشروعية سياسية وحضور شعبي ومكنها من الفوز بالانتخابات النيابية والوصول الى كرسي السلطة وذلك المطعي ايضاً كان نتيجة منطقيه للفشل والإخفاق المستمر الذي حصدته السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بحركة فتح جراء أنخرطها تحت مظلة عملية السلام وتصلب وتعنت الجانب الاسرائيلي وعدم التزامه بتنفيذ اتفاقات وتعهداته تجاه عملية السلام.وإذا حان الدخول تحت مظلة وفي إطار عملية السلام قد استوجب من قادة ورموز الثورة الفلسطينية التنازل عن العمل والكفاح المسلح واسقاطة وشطبه من أدبيات وميثاق الثورة الفلسطينية والاعتراف بإسرائيل.فمن الأهمية بمكان القول ان المشكل والضرر الذي ترتب على ذلك التنازل عن خيار النضال المسلح والدخول تحت مظلة عملية السلام تمثل بانحراف أداة النضال عن مسارها وهدفها التحرري الوطني وتحولها الى أجهزة ومؤسسات قمع ضد أبناء الشعب الفلسطيني وسلطة بيروقراطية مترهلة منقوصة السيادة ومحاضر تحت فوهة ومرمى آلة الدمار والموت الصهيونية وان تلك السلطة مع مرور الوقت أصبحت فاقدة للمشاركة بعد ان تم اختزال البعد القيمي النضالي للثورة الفلسطينية بالصراع على السلطة وتعين على القضية الفلسطينية ان تدفع الثمن مضاعف جراء ذلك الانحراف عن المسار والتنازل عن الحق والإخفاق والفشل في تحقيق تقدم على الأرض عبر المفاوضات ومن بوابة عملية السلام يعطي الفلسطيني ناره أمل بالمستقبل.وهو الذي اوصل القضية الفلسطينية الى ذلك المنعطف والمأزق الخطير الذي لم يترك لأبناء الشعب الفلسطيني أي خيار سوى الذهاب الى ساحة الاقتتال وتوجيه الزناد الى صدر بعضهم البعض والى الانتحار والموت في ساحة الإعدام بسلاح بعضهم البعض حقا انها المأساة والملهاة التي ذبحت شعب وقضية ووطن من الوريد الى الوريد الجرعة التي يتحمل المسؤولية عنها المجتمع الدولي بالدرجة الاولى والقضية التي تعبر من أساسها صناعة استعمارية بامتياز بدأت بوعد بلفور وقرار تقسيم وتحولت الى جذر مشتعل وساحة ملتهبة للصراعات والحروب والأزمات التي لم تقف عن حدود الابتلاع والمصادرة لوطن وشعب وتاريخ وانما ذهبت الى إغراق منطقة الشرق الاوسط بكاملها بالصراعات والحروب والمواجهات الدامية ومن بمكان في هذه الأثناء حلها بفرض سياسة الامر الواقع وباستخدام اذرع القوة.يعد ما أضحت المنطقة أشبة بيرميل بارود وبركان قابلة للاشتعال والتفجر في جميع الاتجاهات ومفتوحة على اسواء الاحتمالات ومرشحة للسقوط في ظلام العثمه والموت الأبدي اذا ترك الفلسطيني بمفردهم بواجهة المصير المجهول وإذا لم يثار المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية ونزع فتيل وصاعق التفجر والاشتعال وإرساء أسس الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية ولكافة أزمات وصراعات وحروب المنطقة وبأسرع وقت ممكن فان النتيجة ستكون كارثية ليس على الشعب الفلسطيني وحسب وإنما على الجميع شعوب ودول المنطقة والعالم.
|
آراء حرة
المنطقة أشبه ببرميل بارودمحمد علي صالح
أخبار متعلقة