لقد حل الربيع في بقاع الأرض مع حلول شهر مارس ويرتبط الربيع وشهر مارس بأعياد اتخذها البشر في كوكبنا هذا للجنس اللطيف والحس الرفيع أنهما عيدان ويومان فالثامن من مارس هو عيد للمرأة بشكل عام والحادي والعشرون من مارس هو عيد الأم الفاضلة.والاحتفاء والاحتفال بهذين اليومين العيدين أصبح ظاهرة ينكرها البعض ولايتعامل معها وهناك من يقرها ويجعلها مناسبة لتقديم الهدايا عرفانا.فا لمرآة الأم تستحق منا كل تقدير واحترام فهي الذي قيل فيها ومن أجلها الجنة تحت أقدام الأمهات وهي أيضاً قال عنها الشاعر الأم مدرسة وأن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق).دعونا نلقي نظرة “على جمهورية أفلاطون” ففي كتابه “الجمهورية” يشير أفلاطون وهو المسمى أبا الفلسفة أن للنساء والرجال استعدادات متشابهة ويمكن للنساء أن يلتزمن وإجبات والرجال ويتمتعن بنفس حقوقهم وأفلاطون نفسه يقول “اشكر الله لأنني خلقت يونانياً لا غير يوناني وإنني ولدت حراً لا عبداً وإنني خلقت رجلاً لا امرأة ذلك فقط لأنه يرى المرأة والرجل ليسا مختلفين من ناحية الاستعدادات ولكنه يعتقد بأن المرأة أضعف من الرجل في القوى البدنية والقوى الروحية؟؟ أي أن أفلاطون يرى أن الفرق بين الرجل والمرأة كمياً فقط.أما تلميذه أرسطو في كتابه “السياسة” يؤمن بأن الفرق بين المرأة والرجل ليس كمياً فقط “ انما كيفياً أيضاً فهو يقول أن استعدادات المرأة تختلف عن استعدادات الرجل وأن واجبات المرأة تختلف عن واجبات الرجل وكذا فان حقوق المرأة تختلف عن مثيلتها عن الرجل وأن ما يعد فضيلة عند الرجل قد يكون خلاف ذلك عند المرأة وما يعتبر فضيلة عند المرأة قد لا يعتبر كذلك عند الرجل.ومما لا شك فيه أن هناك فوارقاً كبيراً بين الرجل والمرأة فبالرغم من أنهما خلقا من أصل واحد فانهما جسدان مختلفان ومتفاوتان كلياً من حيث التركيب وبالإضافة إلى ذلك فان أحاسيس ومشاعر المرأة والرجل لن تتشابه ولن يحدث بها رد فعل واحد تجاه الإحداث وهما يتصرفان بنحوين مختلفين ولكنهما يفهمان بعضهما ويكملان بعضهما فهما يتمكنان من العيش سوية.لا شك في أن القرن الأخير قد خلص المرأة من مجموعة من التعاسات و لكن القرن الحديث قد جاءها بمجموعة أخرى من التعاسات. فالمصائب القديمة كانت غالباً نتيجة نسيان إنسانية المرأة، أما المصائب والتعاسات الجديدة ناتجة عن اغفال عن عمد أو سهو كونها المرأة وأغفلوا موقعها الطبيعي والفطري ورسالتها واستعداداتها الخاصة.والعجيب انه حين يجري الحديث عن الاختلافات الفطرية بين المرأة والرجل يتلقاه البعض على انه نقص للمرأة وكمال للرجل، ويؤدي هذا بالتالي إلى سلسلة من الحقوق بالنسبة للرجل وسلسلة من الحقوق المهدورة بالنسبة للمرأة غافلين عن أن المسألة ليست مسألة نقص وكمال، بل أن اهمال الوضع الطبيعي والفطري للمرأة إنما يؤدي إلى إهدار حقوقها، فإذا أخذنا بنظر الاعتبار الوضع الفطري والطبيعي لكل من المرأة والرجل لوجدنا أن المولى سبحانه وتعالى قد وضع المرأة في موقع مناسب لها حداً لا يدرك شخصها ولاشخصيتها.وعلى كل حال فإن الفوارق بين الرجل والمرأة تناسب وليست نقصاً وكمالاً، فإن الذي شاء أن تكون هذه الفوارق موجودة بين الرجل والمرأة جعلها تناسباً لحياة مشتركة عزيزة كريمة.أنها تلك المرأة بعامتها والأم بخصوصيتها التي تحب أن تكون على مقربة ممن تحب وتبذل العطاء.أنها تلك المرأة والأم التي تسعى لأن تصنع من نفسها إنساناً جديداً كل يوم ومع بزوغ اشراقة كل صباح.إنها تلك المرأة والأم التي تفخر بمن حولها وتسعد معهم، وهي التي تنظر حولها فتشعر بالرضا.إنها تلك المرأة والأم تحب الحياة لنفسها ولمن حولها وتسعى إلى النجاح من خلال تجدد حياتها وإياهم ونجاحهم هي الأم الحنون وهي القلب الدائم.هي ست الحبايبتحية لكل امرأة ولكل أم بيوم عيدها الربيعي يا رب يخليك يا أمي يا ست الحبايب .. يا حبيبة.
|
ومجتمع
زهرة الربيع – المرأة
أخبار متعلقة