لارناكا (قبرص)/فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/ميشيل كامباس: غادر ناشطون دوليون قبرص بطريق البحر أمس الجمعة في محاولة لاختراق حصار بحري تفرضه إسرائيل على 1.4 مليون فلسطيني في غزة. وأبحر 44 ناشطا من ميناء لارناكا في زورقين خشبيين أمس في الساعة 9.50 صباحا (0650 بتوقيت جرينتش). وقال الناشطون الذين جاءوا من 14 دولة أنهم يتوقعون الوصول إلى شواطئ غزة في حراسة البحرية الإسرائيلية يوم السبت. وقال المواطن الأمريكي بول لارودي وهو أحد منظمي حملة «غزة الحرة» انه «مر أكثر من 41 عاما منذ أن أبحر أي زورق في تلك المياه ونحن نخطط لان نكون أول من يفعل هذا» .وفشلت محاولة سابقة من منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1988 عندما أحدثت قنبلة فتحة في هيكل عبارة استأجروها. وامتنع متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن قول ما إذا كان لدى البحرية خطط لاعتراض السفينة قبل أن تصل إلى غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية اريه ميكيل «إننا نراقب التطورات» .ويضم الناشطون راهبة كاثوليكية عمرها 81 عاما وأخت زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وعضو من البرلمان اليوناني. ولم يتمكن هيدي ابيشتاين (84 عاما) وهو أحد الناجين من محارق اليهود وكان من المقرر أن يشارك في الرحلة من الذهاب لأسباب طبية. وهم يقولون أنهم يزمعون نقل بعض المساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة لكن الهدف الرئيسي هو تسليط الضوء على الأحوال المعيشية للشعب الفلسطيني الذي يعاني من نقص في كل شيء سواء في الطعام أو الوقود منذ بدء الحملة الإسرائيلية. وقالت هويدا عراف وهي فلسطينية تحتفظ بالجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية «الحصار الذي فرضه الإسرائيليون على غزة ليس فقط غير مشروع في إطار القانون الدولي وإنما هو غير أخلاقي» .وقالت «المؤسسات العالمية وحكومات العالم يعلمون ما يحدث ولا يفعلون شيئا إزاء ذلك».، ولم تتمكن قبرص التي تقع على مسافة نحو 240 ميلا بحريا غربي غزة من منع مغادرة الزورقين. وقال مسئول قبرصي طلب عدم نشر اسمه هناك انه جرت محاولات استطلاع من جانب السلطات الإسرائيلية بشأن إمكانية منع السفينتين من الإبحار من السواحل القبرصية. وقال مصدر قبرصي «يمكنهم الإبحار بشرط أن تكون الوثائق سليمة. هذا هو القانون ولايمكننا أن ننتهكه» .وسحبت إسرائيل القوات والمستوطنين من غزة في عام 2005 لكنها شددت الأمن على الأراضي منذ أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل عام على غزة. واستكملت إسرائيل بناء سور حول قطاع غزة في عام 1996 وينسبون الفضل إلى هذا الحاجز في وقف الهجمات الانتحارية من القطاع الساحلي. ويقول الناشطون ان مهمتهم سلمية. وقالت ايفون ريدلي وهي صحفية ومؤلفة بريطانية «توجد عملية إبادة جماعية في غزة ولا أحد يلاحظ ذلك.»، وأضافت «عندما وقعت المحرقة نظر العالم كله في الاتجاه الأخر فيما ترتكب هذه الفظائع ضد الإنسانية وغالبا ما يقال إننا لا يمكن أن نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى» .إلى ذلك قال مسئول إسرائيلي أن إسرائيل أعادت فتح معابرها الحدودية التي تمر من خلالها البضائع إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الجمعة بعد يومين من إغلاقها. وقال بيتر ليرنر المسئول بوزارة الدفاع الإسرائيلية أن شاحنات تنقل الوقود والماشية وأدوات مكتبية للمدارس بالإضافة إلى إمدادات غذائية وطبية ستدخل قطاع غزة من خلال معابر ناحال عوز وكيرم شالوم وصوفا التجارية. واتفقت إسرائيل وحماس على تهدئة في يونيو. وتدعو التهدئة الجانبين إلى وقف أعمال العنف عبر الحدود كما تدعو إسرائيل إلى تخفيف الحصار على قطاع غزة الذي تم تشديده بعد أن سيطرت الحركة الإسلامية على القطاع قبل عام. وتماسكت التهدئة إلى حد بعيد وان كان ناشطون في غزة يطلقون صواريخ من وقت لأخر على إسرائيل وتغلق الدولة اليهودية حدودها من وقت لأخر مع الجيب الساحلي.