أشاد بالمشاركة الأمريكية في المحادثات
طهران/14 أكتوبر/زهرة حسينيان: أشاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الأربعاء بالمشاركة الأمريكية في المحادثات التي جرت الأسبوع الحالي مع طهران بشأن برنامجها النووي المتنازع عليه واصفا إياها «بالخطوة الإيجابية» وأشار إلى أن الولايات المتحدة خصم إيران اللدود أبدت احتراما. وتابع في كلمة أذاعها التلفزيون على الهواء مباشرة «أنصحكم بعدم إفساد هذه الخطوة الإيجابية... باستخدام لغة أوقات الاستعمار والبلطجة.» ولكن الرئيس الإيراني الذي كان مجاملا بشكل غير معتاد في تصريحاته عن ممثل الولايات المتحدة التي يشير إليها كبار رجال الدين الإيرانيون «بالشيطان الأعظم» أوضح من جديد أن طهران لن توقف أنشطتها النووية التي يشتبه الغرب في أنها تهدف إلى تصنيع قنابل. وفي اجتماع يوم السبت مع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين في جنيف منحت القوى العالمية الكبرى الست إيران مهلة أسبوعين للرد على طلبها بأن تكبح إيران أنشطتها النووية وإلا ستواجه عقوبات أشد. وقال أحمدي نجاد في مدينة يسوج الجنوبية «إذا تخيلتم أن بعض التهديدات والعقوبات والضغط يمكنها جعل الأمة الإيرانية تتراجع فأنتم ترتكبون من جديد خطأ.» وفي تحول في السياسة انضم الدبلوماسي الأمريكي وليام بيرنز إلى خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ومبعوثي الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لحضور اجتماع استمر لمدة يوم واحد في جنيف في 19 يوليو. وقالت بعض وسائل الإعلام الإيرانية إن هذا انتصار لإيران. ولكن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قالت يوم الإثنين إن إيران تماطل وعليها تقديم «رد جاد» خلال مهلة الأسبوعين التي حددتها القوى الكبرى التي عرضت حزمة حوافز تجارية وتقنية إذا أوقفت طهران تخصيب اليورانيوم. وأضافت أن المبعوث الإيراني في محادثات يوم السبت وهو كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي تناول أمورا ثانوية بدلا من مناقشة القضايا المحورية في الحوافز المقدمة من الدول الست، إلا أن أحمدي نجاد قدم تقييما أكثر تفاؤلا ووصف المحادثات في جنيف أنها «جيدة»، وأضاف أن إيران تريد مفاوضات ولكنه حث القوى الكبرى على أن تعامل بلاده باحترام ودون توجيه تهديدات. وفي إشارة لبيرنز قال أحمدي نجاد «ممثلهم (الولايات المتحدة) في الاجتماع تحدث بأدب وبطريقة محترمة واحترم الأمة الإيرانية وهذه خطوة إيجابية.»، وأضاف موجها الحديث لواشنطن «اتخذت خطوة إيجابية تجاه الاعتراف بحق الأمة الإيرانية.. تجاه العدل وإصلاح صورة أمريكا في العالم وتجاه جذب انتباه الأمة الإيرانية.» وتدرس واشنطن ما إذا كان يمكن فتح قسم لرعاية المصالح في طهران والذي سيسمح باتصالات دبلوماسية وان كان يقل عن إقامة علاقات دبلوماسية. ونشرت صحيفة (نيويورك تايمز)الأمريكية تفاصيل وثيقة قالت إن إيران قدمتها في جنيف تدعو لعقد ثلاث جولات من المحادثات مع سولانا وأربع جولات أخرى على الأقل على مستوى وزاري. ولم تشر إلى دعوة إيران إلى تجميد أنشطتها النووية مقابل وقف الخطوات تجاه فرض الأمم المتحدة لمزيد من العقوبات على طهران وهو ما اقترحت القوى الكبرى إعداده من أجل المحادثات الرسمية. ووفقا للتقرير الذي نشر على موقع صحيفة (نيويورك تايمز ) على الانترنت أمس الأول الثلاثاء قالت الوثيقة الإيرانية «ستمتنع الأطراف عن الإشارة إلى أو مناقشة قضايا متشعبة يمكن أن تعوق إحراز تقدم في المفاوضات.» وتقول إيران إن أنشطتها النووية سلمية وتهدف إلى توليد الكهرباء حتى تتمكن البلاد وهي رابع أكبر منتج للنفط الخام في العالم من تصدير المزيد من إنتاجها من النفط والغاز. واستبعدت إيران مرارا تعليق تخصيب اليورانيوم وهو ما تطالب القوى الكبرى إيران بأن تقوم به قبل بدء أي مفاوضات رسمية. ويمكن لتخصيب اليورانيوم توفير الوقود اللازم للاستخدام في محطات الطاقة ولكن إذا جرى تخصيبه بمعدل أكبر يمكن استخدامه كمادة في تصنيع الأسلحة.