[c1]من يدير السياسة الأميركية؟[/c]تحت عنوان "بينما تماطل الأمم المتحدة.. يحترق الشرق الأوسط" كتبت صحيفة (ذي إندبندنت) البريطانية تقريرا تسرد فيه المعاناة التي يواجهها الطرفان اللبناني والإسرائيلي إثر تصعيد العمليات العسكرية في لبنان وإمطار حزب الله شمال إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا.وقالت إن الخسائر الجسيمة التي تسببت بها أمس صواريخ الحزب عززت إصرار إسرائيل على ضمان عدم عودة قوات حزب الله في أي قرار أممي إلى حدودها الشمالية. وأشارت إلى أن ثمة حركة دبلوماسية حثيثة جرت وراء الكواليس الليلة قبل الماضية حيث قام رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالاتصال هاتفيا بالرئيسين الأميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين، وناقشوا كيفية المضي في قرار مجلس الأمن.وقالت الصحيفة إن وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت ستتوجه إلى الأمم المتحدة لممارسة الضغط من أجل المساعي الإنسانية للحصول على الإمدادات الغذائية والطبية كأولوية لما بعد وقف إطلاق النار في لبنان.ولفتت النظر إلى أن الجهود البريطانية الرامية إلى تأمين قوافل مساعدة دون الخشية من استهداف الطائرات العسكرية لهم، ربما تخفف من الانتقادات الموجهة لبلير لموافقته على قرار مجلس الأمن الذي لا يرقى إلى وقف فوري لإطلاق النار.وفي صحيفة (ذي إندبندنت) البريطانية أيضا كتب (روبرت فيسك) تعليقا يقول فيه إن تحليلا عميقا لمشروع القرار الذي لا يخلو من بصمات المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتن، يشير إلى من يدير السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.. إسرائيل.[c1]غير متوازن[/c]وفي هذا الإطار أيضا كتبت صحيفة (ذي غارديان) البريطانية افتتاحيتها تحت عنوان "تقدم غير متوازن" وتقول إن افتقار قرار مجلس الأمن إلى التوازن يولد مشاكل جمة، حيث يطلب من إسرائيل وقف العمليات الهجومية بينما تدعي هي أن الحملة المفرطة مجرد شكل دفاعي. كما أن المطالبة بالإطلاق الفوري للأسرى الإسرائيليين لا يتطرق إلى السجناء اللبنانيين لدى إسرائيل، ناهيك عن أن الجنود الإسرائيليين سيبقون في الأراضي اللبنانية في المستقبل القريب وهو ما يرفضه حزب الله جملة وتفصيلا. غير أن الصحيفة رغم كل تلك الشوائب التي تعتري القرار ترى ضرورة تنفيذه لأنه وصف بأنه خطوة أولى، وهي الخطوة المتاحة على طريق الدبلوماسية التي قد تمنع وقوع مجزرة.ودعت صحيفة (ذي غارديان) البريطانية واشنطن إلى الضغط على إسرائيل وإشراك سوريا وإيران في العملية الدبلوماسية، مشيرة إلى أنه بتقديم فرصة دبلوماسية لثني إسرائيل عن القتال ووضع المخاوف اللبنانية على الطاولة، يبقى الأمل المنشود هو أن يتمكن المجتمع الدولي من إقناع لبنان وحزب الله بأن وقف الهجمات يصب في مصلحتهم.[c1]أفغانستان الجديدة[/c]في الشأن الأفغاني خصصت صحيفة (تايمز) البريطانية افتتاحيتها لتسلط الضوء على صعوبة الحالة الأمنية في أفغانستان، مشيرة إلى أن أزمة الشرق الأوسط أزاغت النظر عن صراع آخر.وقالت إن السياسيين يشعرون بالارتياح لاستخدامهم عبارات "دعم السلام" لوصف مهمة قوات الناتو، غير أن الأسابيع الأولى لتولي تلك القوات للمهام الأمنية في المناطق الأفغانية أثبتت غلط تلك العبارات.وأشارت إلى أن قوات الناتو تمكنت من تقزيم القوة النارية للمسلحين ولكنها عجزت عن تقويض المسلحين أنفسهم.ومضت تقول إن هدف الناتو خلق وتوسيع المناطق الأمنية في الولايات الست لتستقطب فرص التقدم والازدهار، غير أن إستراتيجية "أفغانستان الجديدة" لن ترى النور إلا إذا اقتنع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بضرورة وجود إدارة مدنية مؤهلة، وتخلى عن عقد اتفاقيات مع المليشيات المحلية.واختتمت الصحيفة بالقول إن مبدأ الاستقرار سيبقى وهما طالما أن ثمة غيابا للواقعية السياسية والعسكرية في البلاد.[c1]تطبيق مشروع القرار[/c]تحت عنوان "طبقوا مشروع القرار" دعت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية في افتتاحيتها إلى تطبيق مشروع قرار مجلس الأمن رغم التعقيد الذي يلف الصراع الذي أدى إلى هذه الحرب، بحسب تعبيرها.وأقرت الصحيفة بأن إسرائيل لم تحرز شيئا في هذه الحرب، ولكنها أكدت ضرورة تنفيذ القرار الذي يمنع أي عودة إلى الحالة الخطرة الراهنة بقدر الإمكان.وشددت على أن تطبيق القرار سيصب في مصلحة المجتمع الدولي عقب هذا الاقتتال الواسع النطاق، داعية إلى عدم إنهاء القتال دون سياسة دولية تعمل على إعداد آلية تجعل استئناف الأعمال العدائية عصيا.ووسط تشكيك الصحيفة في موقف حزب الله، قالت إن من واجب الحكومات التي تقود الجهود الدبلوماسية أن توضح أنها لن تقبل بأي وضع في الجنوب اللبناني يتيح لحزب الله تهديد إسرائيل مجددا.وخلصت إلى أن النهاية الدبلوماسية للحرب ينبغي ألا تكون انعكاسا للوضع العسكري على الأرض لحظة تطبيق القرار، بل يجب أن تكمل ما لم تحققه العمليات العسكرية، وهو كبح جماح حزب الله ومن يقف خلفه.وقالت إن أي نتيجة أخرى ستكون بمثابة وصفة لجولة جديدة من مقاومة إسرائيل لأي اعتداء يأتي من الشمال.[c1]ليس جيدا بما فيه الكفاية [/c]أما صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية فقالت في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "ليس جيدا بما فيه الكفاية"، إن مقتل 12 جنديا احتياطيا أكد عدم القبول بالتسوية الدبلوماسية المستعجلة التي قد تفضي إلى العودة إلى مرحلة العيش تحت تهديد هجمات حزب الله الصاروخية.وقالت إن القرار بدا مختلفا عما اعتدنا عليه في السابق، واصفة إياه بالإنجاز لأنه يلقي باللائمة على حزب الله لإشعال فتيل هذه الحرب ويدعو إلى إبعاده إلى ما بعد الليطاني وإرسال قوات تمنع إعادة تسليحه من قبل سوريا وإيران.غير أن الخلل الرئيس _وفقا للصحيفة- الذي يعتري هذا القرار هو فرض وقف لإطلاق النار من شأنه أن يحفظ حزب الله بدلا من حماية إسرائيل، متسائلة: لماذا ترغم إسرائيل -التي اعترف بها كضحية لهجمات حزب الله- على التوقف عن تفكيك أسلحة حزب الله ما دام أنه المطلب المركزي لتحقيق سلام واستقرار دائمين؟ووجدت الصحيفة في الدعوة الفرنسية التي تنطوي على ضرورة وقف لإطلاق النار قبل إرسال قوات دولية، أمرا إيجابيا، غير أنها لم تحبذ التعجيل به لأن ذلك يتيح لحزب الله المجال ليملي شروطه وبالتالي يجعل من عمل القوات الدولية غاية في الصعوبة.وخلصت إلى أنه إذا ما توقفت إسرائيل مبكرا في أرض المعركة أو قبلت بتسوية يعتريها خلل ما، فإن الثمن الذي ستدفعه في المستقبل سيكون أغلى بكثير مما ستدفعه الآن لو أصرت على الحصول على المطالب الدولية الحالية التي هي مطالب إسرائيل: القضاء على قدرة حزب الله على تهديد إسرائيل وتخريب لبنان.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة