مفكرة سكانية
د. فهد محمود الصبري :تشهد حياة المرأة تغيرات جسدية ونفسية تختلف باختلاف المراحل التي تمر بها, فكما أن لمراحل البلوغ والزواج والحمل والولادة خصائصها ، كذلك فإن لفترة ما بعد سن الأربعين خصائص ومستجدات تؤثر في حياة المرأة على الصعيدين الشخصي والاجتماعي .من أبرز التغيرات التي تطرأ على جسم المرأة بين سن الـ45 والـ50 هو انقطاع الطمث أي توقف العادة الشهرية .إن تصور معظم النساء ومنهن حولهن لهذه المرحلة تصور خاطئ ويطغي عليه التشاؤم واليأس .فبدل اعتبار غياب الدورة الشهرية أمراً يسهل على المرأة أموراً كثيرة ويحدث تحولاً إيجابياً في حياتها ، تعتبر معظم النساء أنه دلالة على فقدان القدرة على الإنجاب ما يعني فقدان القدرة على الانتاج والاستمتاع بالحياة ، إلا أن هذه المرحلة بعكس ما يعتقدن قد تكون من المراحل الذهبية في حياة كل امرأة، لذلك يجب أن نحرص على تصوير السنوات بعد الأربعين على أنها الوقت الذي يجب أن تجني المرأة خلاله ما زرعته وجاهدت من أجله طوال الأعوام الفائتة ، فقد حان الأوان أن يرتاح جسمها من أعباء الحمل والولادة وتربية الأولاد وأن تستعيد نشاطها وتستفيد من خبرتها لتحافظ على صحة عائلتها وسلامتها ، لقد أصبح لديها الوقت الكافي للاهتمام بنفسها والاستمتاع بالحياة الزوجية والاجتماعية بشكل أفضل مما كانت عليه.ومن هنا نحرص على أن نشجع النساء اللواتي بلغن هذه المرحلة من العمر أن يركزن على العمل والعطاء من خلال العمل اليدوي أو العمل الخيري الاجتماعي أو العائلي وغيرها من الأعمال التي تهدف إلى صقل قدرتهن على الإنتاج وتعزيز ثقتهن بالنفس. إن جعل المرأة تعي أهمية مساهمتها في حياة المجتمع والعائلة معاً خلال هذه المرحلة من حياتها يؤمن هذه النقلة النوعية مما كان يعتبره البعض سن اليأس إلى مفهوم جديد مبني على التفاؤل والأمل بحياة أفضل وهو سن الأمل .كما ذكرنا سابقاً تتقطع الدورة الشهرية بين سن 45 والـ 50 نتيجة توقف المبيض عن العمل وانخفاض مستوى هرمونات الاستروجين ( Estrogen) والبرجسترون (Progesterone) ، إن انقطاع الطمث والتخفيف لا يحصل فجأة بل قد يسبقه عدم انتظام في العادة الشهرية شهوراً عديدة ، كما يمكن أن يصبح النزيف قوياً أكثر من العادة لفترة معينة قبل انقطاعه نهائياً.كيفية التعاطي مع عوارض انقطاع الطمث.لتفادي عوارض انقطاع الطمث والتخفيف من حدتها، نطلب من المرأة التي بلغت هذه المرحلة أن:- تتجنب المأكولات الساخنة والتي تحتوي على بهارات أو مواد حارة لأنها تزيد النوبات الساخنة والتعرق.- تجنب تناول القات لأنه يحتوي على مواد مسببة للتوتر العصبي والأرق.- تمارس تمارين رياضية بانتظام لتحافظ على وزنها وتخفف الام الظهر والمفاصل وتشعر بالنشاط والحيوية.- تبتعد عن شرب القهوة والشاي لأنها تحتويات على مواد مسببة للتوتر العصبي والأرق.- تتناول أغذية صحية مثل الخضار والفاكهة والحبوب والحليب ومشتقاته واللحوم الخفيفة الدسم لتحافظ على وزنها وتحمي نفسها من سوء التغذية.- تحافظ على نظافة جسمها وخاصة أعضاءها التناسلية لحمايتها من الالتهابات والأمراض تستشير. الطبيب ليصف لها الحل المناسب بالنسبة إلي جفاف المهبل تشرك أفراد عائلتها وخاصة زوجها بمشاعرها والتغيرات التي تتعرض لها وتطلب منهم التفهم والمساعدة المعالجة بالهرمونات مع تقدم العلم والدراسات تبرز كل فترة رسائل جديدة تساهم في الخفيف من حدة الآثار الصحية خلال مرحلة سن الأمان. من أبرز هذه الوسائل المعالجة بالهرمونات مبدأ المعالجة بالهرمونات بسيط جدا ويقوم على تزويد الجسم بكميات من الاستروجين والبروجسترون للتعويض عن الكميات التي توقف عن إفرازها نتيجة انقطاع الطمث لإزالة العوارض التي قد يسببها هذا الانقطاع، أما فوائد هذا النوع من العلاج فهي:يخفف هشاشة العظام ويحمي من مخاطر ترقق العظام يؤمن حماية من أمراض القلب ويخفض نسبة الكولسترول في الدم يساهم في إعادة الرطوبة الي المهبل ويحمي التجاعيد التي تطرأ على البشرة مع تقدم العمر ويساعد على التغلب على التقلبات المزاجية والاكتئاب الذي قد يرافق هذه المرحلة كالنوبات الساخنة والآلام الأخرى وغيرها.أما بالنسبة للنقاط السلبية لهذا العلاج فهناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن المعالجة بالهرمونات قد تزيد احتمال حدوث سرطان الثدي او الرحم.