( 14 أكتوبر ) تستطلع أوضاع أطفال مرض بالسرطان في وحدة الدم والأورام بمستشفى الوحدة التعليمي
استطلاع/ ميسون وداليا الصادق - تصوير/ عبد الواحدمرض السرطان من أخطر الأمراض وأصعبها علاجاً قد نسمع به كثيراً والكن ما نسمعه عكس ما قد تراه أعيوننا من حقائق يصعب علينا أن نراها أو نصدقها أطفال لا زالوا في عمر الزهور يعيشون رحلة معاناة هذا المرض الخطير الذي يصعب على كبار السن تحمله فماذا عن طفل صغير لم يتعد عمره الإحدعشر شهراً شيء لا يصدق تراهم نائمين و مستلقين على الأسرة وإن استيقظوا ملامح الإرهاق و مشاق المرض لا تفارق وجوههم الشاحبة فاللون الأخضر “أثر الحقن” لا يفارق أجسادهم ترى في عيونهم نظرة الرهبة مما يخفيه القدر من مصير مجهول معاناة لا يشعر بها إلا من يعيشها أهاليهم أناس فقراء بالكاد يحصلون على قوتهم اليومي فمنهم من يعمل ومنهم من تقاعد عن العمل كيف لهم أن يعيلوا أطفالهم المصابين بمرض السرطان فهم بحاجة دائمة إلى الدواء والحقن والفحوصات والعلاج الكيماوي كل ذلك يحتاج إلى مبالغ باهظة ومخصصات كبيرة من المال من أين لهم بها وما هي فترة العلاج التي قد يستغرقها مرض السرطان؟ ومن يقدم لهم يد العون والمساعدة ؟ وما هي مسببات هذا المرض ؟ كل هذه الأسئلة يجيب عليها الدكتور / جمال زين مدير وحدة الدم والأورام بمستشفى الوحدة التعليمي حيث أوضح في حديثه قائلاً:إن وحدة أمراض الدم والأورام افتتحت تقريباً لأول مرة في سنة 1999م بجهود متواضعة جداً حديث تم حصر المرضى الموجودين سواء كانوا من محافظة عدن أو باقي المحافظات المجاورة كالضالع وأبين وشبوة وإب وحضرموت فقد تصل فترة علاج مريض الشرطان إلى ما لا يقل عن ثلاثة أعوام وتحتاج إلى صبر وجهد من قبل أهل المرضى والطاقم الطبي موجود ويتعامل مع المرضى بشكل جيد ودائم ومتواصل حيث يقدم لهم الخدمات المتاحة.وأضاف : تصل إلينا يومياً ما يقارب العشرين حالة أي ما يصل في الشهر إلى 300-400 في السنة حوالي 2000حالة نقدم لهم كافة الخدمات المتوفرة لدينا وما يقدم لنا كدعم من الدولة أو المؤسسات الخيرة في بعض الحالات وما تبقى منها يتحملها أهل المريض كالدواء والفحوصات ونقل الدم إضافة إلى غلاء المعيشة أثناء مكثهم في عدن إذا كانوا قادمين من محافظات أخرى فالمسالة هنا مكلفة جداً وليس بالأمر السهل بعون الله سوف نسها أشياء معينة من حاجات لمرضى فنحن نعلم بأن السفر إلى الخارج أمر صعب فالدولة ليس بإمكانها تغطية كل الاحتياجات والعلاجات بالسفر إلى الخارج إلا بشكل جزئي ومعظم الناس الذين يأتون إلينا من بعض المناطق الريفية أو النائية حتى من محافظة عدن دخلهم محدود منهم من هو جندي أو عامل يستلم عشرة أو خمسة عشر ألف ريال والبعض الآخر قد لا يتعاط راتباً شهرياً كالفلاح يضطر إلى بيع أرضه أ وأي غرض من ممتلكاته أو تتبرع لهم بعض الجمعيات أو الجهات الخيرية لتسديد نفقات العلاج فعلاً مرض السرطان مرض مرهق وصعب وطويل العلاج فهذه الأشياء الشخص يأخذها بعين الاعتبار إذا عملنا جاهدين على التعريف والتوضيح كشكل من ِأشكال الدعاية للناس لكي يقدموا المساعدة لهؤلاء المرضى الذين هم بأمس الحاجة لها فقد تكون عن طريق الجمعيات الخيرية أو المستشفى أو الدولة أو عن طريق تزويد الصيدليات بالأدوية اللازمة في مختلف صيدليات عدن لهذا نحاول جاهدين حل مشاكل المرضى إلى درجة معينة والحمد لله منذ تأسيس الوحدة إلى يومنا هذا كانت نسبة المرضى الذين يمكثون على قيد الحياة ما بين صفر إلى واحد ولكن الوضع أختلف تماماً الآن فقد وصلت النسبة إلى ما بين ثلاثين إلى خمسة وثلاثين في المائة فهناك بعض الحالات في محافظة عدن وغيرها من المحافظات مكثوا على قيد الحياة بعد أن تم علاجهم ويمارسون حياتهم بالشكل الطبيعي في مختلف المدارس والمرافق الأخرى من الفئات العمرية المتفاوتة أطفالاً وشباباً.وقال: أود أن أدعوا أهل الخير والناس والدولة إلى المساعدة وتقديم العون لإنشاء مركز الأورام للمحافظة كاملة بإذن الله.[c1]دور وحدة الدم[/c]وعن أبرز نشاط ودور وحدة الدم والأورام قال:إن الدور العلاجي والتشخيصي هو الأساس في سير التعامل مع المريض في المركز والدور الثاني هو الدور الدعائي للمزيد من جمع التبرعات وإعطاء المعلومات لأهل المرضى للمرضى وللتعريف بمرض السرطان ليس بمسبباته فقط ولكن حتى العوامل التي تساعد على الحد من مرض السرطان من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ومن خلال هذه الوسائل الإعلامية نحاول إيصال صوتنا إلى الناس لمعرفة الصعوبات التي نتعرض لها في مواجهة هذا المرض الخطير.[c1]الصعوبات [/c]وعن أبرز الصعوبات التي قد واجهتهم خلال مهام عملهم قال:أهم شيء في الموضوع هو توفير العلاجات اللازمة لأنها مكلفة جداً فبعض الحقن قد يصل سعرها إلى عشرين ألف ريال فمن أين يأتي المواطن بثمن ثلاث حقنات يحتاج إليها المريض الواحد ؟إضافة إلى الفحوصات ونقل الدم ومضادات حيوية وأشياء كثيرة جداً مكلفة للمريض.وأضاف :أتمنى من ذوي القلوب الرحيمة أن يمدوا يد العون لمرضى السرطان فهذا المرض طويل العلاج لهذا يجب أن يتكاتف الناس من أجل مساعدة إخوانهم المرضى وأهلهم .وأشار في سياق حديثة إلى الأسرة الموجودة في الوحدة وفي 24 سريراً كما أمر وزير الصحة بإعطاء علاجات مجانية بنسبة 25 % لمرض السرطان وعلاجات مجانية تصل إلى الوحدة كمساعدات إلى جانب مساعدات أخرى بالنسبة لنقل الدم.[c1]الكوادر الطبية[/c]وتطرق في حديثه إلى تأسيس الوحدة قائلاً:إن الوحدة تأسست بطاقم طبي مكون من كادر واحد فقط وبعدها استطعنا أن ننظم بقية الأخوان الأطباء حيث بلغ عددهم أربعة أطباء اختصاصيين للأطفال خريجي جامعة عدن بالإضافة إلى تخصصات جامعة عدن ماجستير ودبلوم ولدينا فريق طبي من الممرضين خريجي معهد أمين ناشر لكن المشكلة التي تواجهنا هنا نقص في الطاقم الطبي فنحن بحاجة إلى توفير الطاقم الطبي في الوحدة وتواجده الدائم على ومدار أربعة وعشرين ساعة لأن مرض السرطان يختلف تمتماً عن أي مرض آخر فكل ذلك لن يتم إلا بوجود الاعتمادات المالية لالتزام الأطباء فمن الصعب إقناع أي طبيب حتى لو كان يعمل متطوعاً بالعمل معنا أو مساعدتنا أيضاً الجانب الآخر هو وعملية تدريب الأطباء فقد يكون هؤلاء الأطباء تخصصهم طب عام ولكنهم ليسوا متخصصين بمرض لسرطان لهذا يجب أن يكون هناك أطباء متخصصون بمرض السرطان لهذا يجب أن يكون هناك أطباء متخصصون بمرض السرطان الدم في المستقبل القريب إن شاء الله .وأشار ِإلى انه يشترط في الطبيب العامل في هذه الوحدة أن يكون مهتماً بالموضوع وجاداً ولديه الرغبة للعمل في مجال مرض السرطان فلقد سبق وذكرت أنه يجب أن يكون الطاقة الطبي العامل في الوحدة متواجداً على مدار أربعة وعشرين ساعة لأن هذا المرض بحاجة كبيرة إلى الاهتمام والرعاية لاختلافه كلياً عن باقي الأمراض الأخرى فيجب على الطبيب المختص بهذا المرض أن يعمل من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الواحدة مساء .. وقد يحتاج مرض السرطان إلى فحوصات وعلاجات كيماوية يجب متابعتها خطوة لخطوة وبدقة. هذا بالنسبة للكادر الطبي أما الكادر التمريضي لا يتوفر لدينا كادر تمريضي متدرب على أعطاء العلاج اللازم لمرضى السرطان على الرغم من أن العالم كله توجد لديهم معاهد خاصة تهتم بتدريب الممرضين الخاصين بأمراض الأورام في حين نحن نفتقد إلى ذلك ولكننا نحاول جاهدين ، بقدر الإمكان تدريب الممرضين العاملين لدينا إلى درجة معينة فنحن نعاني من نقص الكادر التمريضي بشكل كبير فتوجد في الوحدة ممرضتان فقط في حين يوجد في الوحدة أربعة عشر مديراً فمن المفترض أن تخصص ممرضة لكل ثلاثة أسرة. إلى جانب ذلك تعاني الوحدة من عدم توفر الأجهزة الحديثة الخاصة بتشخيص المرض وتقسيمه إلى تقسيمات فالمرض قد يكون مقسماً بشكل عام ولكن هناك تقسيمات أخرى تدخل فيها أهمية العلاج ويتطور المرض فإذا لم تتم الفحوصات المطلوبة من المريض ليس بإمكاننا وقتها تحديد إلى أين يتجه المريض إلى الأسوأ أم الأفضل عبر هذه الطرق أيضاً افتقار الوحدة إلى صيدلية خاصة بأمراض الدم والسرطان وهو سبب من أسباب العجز لدينا فالأطفال يذهبون إلى مستشفى الجمهورية لكي يحصلوا على العلاج وينتظرون يومين ليتمكنوا من الحصول على العلاج كما هو الحال في بنك الدم الذي يأخذون منه الدم مجاناً بالإضافة إلى الصفائح الموجودة في مستشفى الجمهورية قد يجدها وقد لا يجدها ففي يوم الخميس والجمعة لا يوجد فيها لا صفائح ولا بلازما وهذه جميعها من الأشياء الضرورية للمريض يجب أن تتوفر في المستشفى. وذكر الدكتور جمال زين أن أقساماً في الوحدة أهمها قسم أمراض الدم وقسم أمراض الأورام فقسم الأمراض الذي تم تقسيمه إلى قسمين الأول خاص بالحالات المستعصية وغير المستعصية كما يوجد لدينا قسم للطوارئ ( الإنعاش ) لم يتم تجهيزه ولكننا نسعى إلى تجهيزه ليكون خاصاً بالسرطان فقط. فمريض السرطان يجب أن يكون معزولاً، فالمناعة لديه تقل، فقد تنخفض نسبة الدم عند المريض، لهذا يجب أن تكون هناك وحدة خاصة بالسرطان فقط بعيدة عن الأمراض الأخرى فأي عدوى بسيطة ممكن يلتقطها وقد تؤدي إلى وفاته بعكس الأمراض الأخرى فهو يعاني من نقص المناعة الشديدة لهذا بقدر الإمكان نسعى إلى إنشاء وحدة الإنعاش. أما القسم الأخر هو بزل النخاع ففي هذا القسم يتم إعطاء العلاج عن طريق النخاع وهو علاج كيماوي وهو تابع لمرض السرطان ويتم عمل فحص للعظام لتشخيص المرض. وعن أهم المشاريع التي تم إنجازها خلال العام الماضي 2008م قال إن أهم المشاريع هو مشروع افتتاح الوحدة الجديدة 2008م . [c1]الدعم [/c]وعما إذا كانت الوحدة قد تلقت أي دعم من قبل المحافظة : ألمح إلى ذلك بقوله: كان الدعم يصلنا عن طريق مكتب الصحة ولكن بالنسبة لتقديم الدعم للوحدة نفسها لم نتلق شيئاً وإذا كان هنالك أي دعم قدم للمستشفى فمدير عام المستشفى هو من يعلم بهذا الموضوع فالوحدة لم تحصل على أي دعم مباشر. [c1]أنواع أمراض السرطان [/c]وخلال حديثه تطرق إلى أنواع أمراض السرطان قائلاً : توجد عدة أنواع للسرطان منها سرطان الدم والغدد والعظام والدماغ وسرطان الكل وهو مرض خاص. وأضاف : سرطان الدم يقسم إلى أربعة فروع حاد ومزمن وخاص بالأطفال ومشترك بينهم وبين الكبار وتوجد له عدة تقسيمات بالنسبة لسرطان الدم ويأتي بعده سرطان الكبد والسرطان المركزي. [c1] حالات تم شفاؤها [/c]وأكد الدكتور/ جمال زين أن العديد من الحالات السرطانية قد تم شفاؤها تماماً من هذا المرض قائلاً : ( هناك الكثير من الحالات التي تم شفاؤها تماماً من هذا المرض وقد تنتكس هذه الحالات مرة أخرى إما عدم استجابتها لهذا العلاج أو مقاومتها له بالإضافة إلى أنه لا يمكننا معالجتها لأن الأجهزة التحليلية لا توجد لدينا فالتحاليل العامة موجودة في كل المراكز والمستشفيات في حالة عدم توفر التحاليل الخاصة بمرض السرطان والدم والمتعلقة بتقسيمات أنواع المرض فهي تبحث كذلك عن المرض وإلى أي مدى وصل وتعمل على التقاطه بمستواه الأول إلى جانب الجينات فنحن لايمكننا عمل فحوصات بما يخص الأشياء الدقيقة جداً بالنسبة لمرض السرطان). [c1]الأجهزة [/c]وعن الأجهزة وتوفرها في الوحدة أفاد بأن الوحدة تحتاج لأجهزة العلاج بالإشعاع فهذا الجهاز غير متوفر لدينا في حين يوجد في صنعاء وبعض دول الخارج لمن لديه القدرة على السفر إلى الخارج لاستكمال علاجه وفحوصاته التي لم يستكملها. [c1]الخطط المستقبلية [/c]وعن أهم الخطط المستقبلية التي من الممكن إنجازها خلال العام 2009م أوضح قائلاً: ( سنعمل على إنشاء وحدة العناية المركزة للأطفال وتدريب أكبر عدد من طاقم الأطباء والممرضين وإنشاء وحدة العلاج الكيمياوي للصيدلة إلى جانب ذلك نطمح أن يكون هنالك مركز للأورام بشكل عام كما نخطط لعقد ندوة خاصة بأمراض سرطان الأطفال بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس وحدة أمراض الأورام فهذا سيتم خلال العام الجاري 2009م) .[c1]أسباب السرطان [/c]وعن أسباب السرطان تحدث قائلاً : (إن مرض السرطان ليس من الأمراض المعدية فهذا المرض ليست له أسباب وإنما يمكننا القول إن هناك عوامل مساعدة مثل التعرض للمواد الكيماوية ولأشعة الشمس الحارقة بالإضافة إلى المأكولات المقلية بالزيت لعدة مرات والخضروات المعرضة للمواد الكيماوية والتدخين والأماكن المليئة بدخان السجائر إلى جانب الأواني البلاستيكية والمبيدات الحشرية وهناك أيضاً جانب ( جيني ) أي بالوراثة فهذه الأسباب وقد يساعدها أيضاً العامل البيئي والوراثي.[c1] الحامل ومرض السرطان[/c]وما إذا كان من الممكن نقل المرض من المرأة الحامل إلى الجنين قال:إن المرأة الحامل المصابة بمرض السرطان ليس ممكناً نقل هذا المرض إلى الطفل ولكنها قد تؤثر على جسمه من حيث نقص المناعة لديها والمواد الغذائية.[c1]كلمة أخيرة[/c]قال: أود من خلال صحيفة “14 أكتوبر” أن أوجه كلمة لكل الجهات المعنية بالأمر والجهات الرسمية بإعطاء اهتمام أكبر للوحدة والوحدات الأخرى وأدعو كل الخيرين لمد يد العون والمساعدة للأطفال المصابين بالسرطان ودعم أسرهم لكي يتمكنوا من التغلب على متاعب هذا المرض الذي قد يفتك بالإنسان.وخلال جولتنا في هذه الوحدة التقينا والد الطفل خالد حيث قال:هنا يختلف تماماً الوضع عما كنا نجده في صنعاء من توفر للأدوية وكل مستلزمات طفلي المصاب بسرطان الدماغ فلا استطيع أن أخفي مدى شكري وامتناني للدكتور/ جمال زين الذي بذل الكثير من الجهد والرعاية لكل أطفال مرض السرطان إلى جانب الدكتورة/ نادية والدكتورة/ نهلة وكافة الممرضات فنحن هنا في وحدة الدم والأورام نعاني الكثير من المشاكل فأنا أتيت من مديرية البريقة قرية عمران وما نعانيه هنا هو عدم توفر كل ما قد يحتاجه طفلي من مستلزمات طبية في حين كنا نحصل على الدم مجاناً من مستشفى صنعاء ولديهم نفس المركز المختص بنقل الدم في مستشفى الجمهورية فلماذا لا يتم إعطاؤنا الدم مجاناً من مستشفى الجمهورية كما هو الحال في صنعاء؟ فمشكلتي لا تقتصر على إيجاد متبرعين بالدم فبإمكاني إحضار أكثر من متبرع من أي مسجد ولكنها تتعلق بدفع ثمن السند (1250) فأقل شيء يقدمونه لنا من مساعدة إعفاؤنا من دفع الرسوم ففي هذه الوحدة نعاني من عدم توفر الأدوية والحقن و (الفراشات) بعكس ما كنا نحصل عليه في صنعاء من توفر كل هذه المستلزمات ومجاناً هذا إلى جانب العلاج الكيماوي فابني يأخذ الجرعة الواحدة بسبعة وعشرين ألف ريال والجرعة الأخرى بأربعة وعشرين ألف ريال بعد واحد وعشرين يوماً من أين آتي بهذا المبلغ الباهظ؟ بالإضافة إلى ثمن السكن والطعام. فالحالة لا تسمح فكل ما أحصل عليه من مرتب شهري لا يتعدى الخمسة والعشرين ألف ريال.[c1](2) والدة الطفلة هيفاء:[/c]لقد أصيبت ابنتي هيفاء بحمى شديدة وانتفاخ في الأرجل لا تستطيع الوقوف أو السير عليهما فأجرينا لها عدداً من الفحوصات في محافظة حضرموت (دوعن) ولكنها لم تؤكد لنا حقيقة المرض وهناك طلب منا الطبيب الذهاب إلى المكلا لإجراء بعض الفحوصات الأخرى التي تمكننا من التأكد من صحة إصابتها بمرض سرطان الدم وبالفعل تأكدنا بأن هيفاء مصابة بهذا المرض الخبيث وطلب منا السفر إلى الخارج ولكننا ذهبنا إلى صنعاء وأكدوا كذلك لنا مصداقية الفحوصات وبدأت رحلتنا مع العلاج الكيماوي وكانت أول جرعة لها في صنعاء وقال لنا الطبيب أن نكمل علاج ابنتي في المكلا لوجود طبيب مختص بعلاج الأطفال قام بتنفيذ وإكمال ما تبقى من علاج لها وحينها تحسنت حالة هيفاء وعادت مرة أخرى للمشي ولكنها انتكست للمرة الثانية ولعدم توفر جهاز فصل الصفائح اضطررنا للسفر إلى عدن حيث تم علاج ابنتي من جديد ولاحظت بعض التحسن عليها إلا أنها تعبت في الآونة الأخيرة واشتدت عليها الحمى وآلام الأرجل واليدين فالطبيبة عملت على تغيير العلاج لها فكل ما قد نحتاجه من (بولستر وفراشة) وحقن نحن من نتكلفل به فزوجي يعمل “نجاراً” من الصعب علينا توفير كل ما يتعلق بعلاج ابنتي هيفاء، لهذا أتمنى من كافة الجهات المختصة وذوي القلوب الرحيمة النظر إلى حال أطفالنا فنحن بالفعل نحتاج إلى دعمهم لنا ومساعدتنا في تخطي هذه الأزمة فعلاج ابنتي من هذا المرض قد يطول ولا أتمنى سوى أن يساعدنا أهل الخير وليجزهم الله ألف خير.[c1](3) والدة الطفل وليد/ قالت:[/c]كان ابني وليد يشكو من آلام في البطن فنحن نسكن في الحديدة حينها قمنا بالذهاب به إلى المستشفى وكتبوا له علاجاً معيناً دون التأكد من تشخيص حالته الصعبة فظل على هذا الحال شهراً كاملاً إلى أن تم الكشف عليه من خلال الأشعة المقطعية ليتضح لنا بعد ذلك وجود كيس في الأمعاء ويجب إجراء عملية لاستئصاله ولكننا لم نتمكن من إجراء هذه العملية بسبب عدم قدرتنا على دفع تكاليفها فزوجي عاطل عن العمل.لقد حاول أهل الخير مساعدتنا على دفع تكاليف عملية وليد إلا أن المبلغ لم يكن يفي بالغرض ولكن في الأخير تمكنا من إجراء العملية له حينها أكتشف الأطباء إصابة وليد بسرطان الأمعاء وتم تحويلنا بعد ذلك إلى هنا لاستكمال علاجه الكيماوي وإلى اليوم لم يتم إعطاؤه شيئاً من هذه الجرعات فنحن نعاني من نقص في الأدوية وغلاء تكاليفها بالإضافة إلى حاجتنا لمن يمد لنا يد العون والمساعدة لكي يتمكن أطفالنا من استكمال علاجهم.[c1](4) والدة الطفل/ خالد قالت:[/c]لم يكن ابني خالد قادراً على المشي حيث أصيب بحمى شديدة ولم يتم تشخيص حالته على مدى شهر كامل وحينها طلب منا عمل جهاز كلفنا خمسة عشر ألف ريال وبعدها أخبرونا بأن الجهاز لا يعمل بشكل جيد واضطررنا لفحصه بالجهاز للمرة الثانية وكانت قيمة هذا الكشف حوالي خمسة وثلاثين ألف ريال حيث تبين لنا إصابة خالد بسرطان الدماغ وأخبرنا الأطباء بضرورة السفر إلى الهند لعلاج خالد ولكن إمكانياتنا لا تسمح لنا بالسفر إلى الخارج على الرغم من وجود تقاريره الطبية فمن أين نأتي بتكاليف هذه الرحلة؟ فكل ما كنا نملكه من ذهب ومواش قمنا ببيعه من أجل شراء كل ما يستلزم علاج ابني خالد من حقن وفراشات وأدوية فكل تلك الأشياء مكلفة جداً وعندما كنا لا نجد ما نملكه لشراء ما قد يحتاجه خالد من هذه الأشياء نعود إلى المنزل ونمكث فيه ثلاثة أشهر دون العودة إلى المستشفى لإكمال علاجه فالسبب الرئيسي في تأخر حالة ابني هو عدم توفر المادة لدينا التي تمكننا من دفع تكاليف علاجه فلولا الله سبحانه وتعالى أولاً ثم مساعدة الفنانة المصرية (حنان ترك) لنا لما تمكنا من نقله إلى مستشفى صنعاء فهي من تكفل بعلاجه هناك وعند تحسن خالد لم نتمكن من الجلوس كثيراً في صنعاء لعدم قدرتنا على توفير ثمن الطعام والمأوى فيها وبعد شهر من علاجه الكيماوي طلب منا الطبيب سمغادرة المستشفى والعودة إلى عدن ولم نكن نملك ثمن الحبة الدواء إلى أن جاء شهر رمضان الفضيل فلقد قام أهل الخير بمساعدتنا وما يؤلمني كثيراً ان تلك المساعدة جاءت بعد تأخر حالة ابني.[c1](5) والدة الطفل علي قالت:[/c]أصيب ابني علي بارتفاع في درجة حرارته فأخذناه إلى المستشفى في لحج حيث نسكن وتم اكتشاف اصابة علي بمرض سرطان الدم في عظم الدماغ فمرحلة معاناة ابني علي بدأت منذ عامه الثاني، فنحن نعاني من عدم قدرتنا على توفير تكاليف علاج ابني الذي هو أصغر أبنائي فزوجي متقاعد عن العمل لا يملك سوى معاشه الذي لم يعد يكفينا فنحن أسرة مكونة من ثلاثة عشر فرداً من أين له أن يأتي بثمن علاج علي من أدوية وفراشات ومطارش وغيرها من الأشياء التي قد يطلبونها منا؟ فمشكلة ابني علي تكمن في توفير الصفائح فكل يوم يجب اعطاؤه صفائح الدم فوالده يحضر العديد من المتبرعين من المساجد وعند ذهابه لاستلام الصفائح من مستشفى النقيب يقولون له انها تعرضت للتلف ويذهب مرة أخرى ليأتي بالمتبرعين وبعد كل ذلك يتم اعطاؤه الصفيحة الواحدة بثمانية آلاف ريال واحياناً قد نحتاج إلى خمس صفائح فنحن هنا منذ عام كامل فالأطباء اخبرونا بضرورة زراعة نخاع لابني إلي، ولكن هذه الزراعة مكلفة وباهظة الثمن ليس بمقدورنا دفع تكاليفها، فقد يصل بنا الحال إلى مغادرة المستشفى والعودة إلى المنزل فاليأس تملكنا لاننا لا نجد من يقدم لنا العون والمساعدة لاستكمال علاج ابنائنا لهذا اتمنى من الجهات الخيرية تقديم المساعدة لنا ودعمنا ومد يد العون لأطفالنا فهم بأمس الحاجة لدعمهم حتى يتمكنوا من اكمال علاجهم.[c1](6) والد الطفل ثابت قال:[/c]لقد تم اكتشاف مرض ابني ثابت بعد ان اجريت له عملية جراحية في بطنه حيث تبين لهم وجود ورم خبيث فذهبت به برحلة علاج إلى الهند فكل نفقات العلاج كانت على حسابي الشخصي فخلال شهرين خسرت ما يقارب الثلاثة ملايين ريال حيث تم علاجه بأحر الجرع الكيماوية ومن بعدها عدت مرة أخرى إلى اليمن واستكملت علاجه في صنعاء حوالي عشرين يوماً ومن ثم ذهبت إلى محافظة عدن ولاحظت ان تكاليف العلاج باهظة جداً فكل ما قد يحتاجه ابني من مستلزمات طبية أقوم باحضارها من خارج المستشفى كما انهم قاموا باحداث ثقب في بطن ابني لكي يتمكن من التبول فالحفاظات مكلفة أيضاً حيث يصل سعرها إلى ألف وأربعمائة ريال كل ثلاثة ايام لمدة ستة أشهر فانا اعيش في يافع ولم اعد إلى منزلي منذ سبعة اشهر أريد ان اتوجه بكلمة لمن يمكنه تقديم المساعدة لنا ولاطفالنا بان تأخذهم الرحمة والرأفة بكل اطفال مرضى السرطان كما اريد من مكتب الصحة التعاون معنا في اتخاذ الاجراءات اللازمة للنظر في تقاريرنا الطبية لان هناك بعض الحالات المستعجلة لا يمكنها الانتظار.[c1](7) جدة الطفل ناصر قالت:[/c]أصيب ناصر بدمل (صنفور) صغير ثم بعد ذلك انتشر في شتى انحاء جسمه فذهبنا به الى المستشفى في شبوة فقام الطبيب بفتح هذا الدمل الذي في رأس ناصر لاستئصال ما فيه من أوساخ ولم يتمكنوا حينها من تشخيص حالته وبعد العملية ظل هذا الدمل (الصنفور) يفرز اوساخاً فظهر نفس هذا الدمل في جهاز الاخراج والخصية وبقى ناصر يتعالج في مستشفى الجمهورية ثمانية عشر يوماً وتم بالفعل التخلص من كل ذلك ما عدا الدمل الذي في وجهه بدأ يتأكل الى ان تسبب ففي قضم جزء من أنفه ووجنته اليمنى وخلف لديه ورماً سرطاني ثم تم نقله من مسشتفى الجمهورية الى هنا فناصر يعاني من حمى شديدة حيث بدأ جسمه يفتقر الى الدم فهو على هذا الحال منذ خمسة أشهر فالاطباء قالوا بضرورة اجراء عملية له ولكن من الصعب تخيل اجراء عملية لطفل رضيع لا يتعدى عمره عن الأحدعشر شهراً بالاضافة الى تكاليف العلاج المكلفة فوالد ناصر يعمل على سيارة مياه فلولا دعم بعض الاهل لنا لما كنا تمكنا من استكمال علاج ناصر.[c1](8) والد الطفلة سعيدة قال:[/c]أصيبت سعيدة بحمى شديدة على مدى ثلاثة اشهر وبعد ان أجرينا لها فحصاً طبياً شاملاً اتضح لنا اصابتها بسرطان الدم قمنا بالسفر للعلاج في مصر وخسرنا خلال سفرنا هذا ما يقارب مليون ريال يمني وبعدها عدنا الى حضرموت لاخذ أول جرعة لها وعند أخذها للجرعة الثانية انتكست حالتها وبعدها اتينا الى هنا ولاحظت بان كل ما قد يحتاجه المريض من حقن وفراشات وجرعات كيماوية نحن من نتكفل بشرائها فانا أعمل (صياد سمك) ظروفنا صعبة جداً ليس بامكاننا توفير ثمن الدواء والدريبات والمطارش والبولستر لهذا اتمنى من خلال صحيفة «14 أكتوبر» ان يقدم لنا أهل الخير المساعدة لان مرض السرطان مرض شاق وطويل ويحتاج الى تكاليف مادية كبيرة.[c1](9) الدكتورة نهلة عريشي ـ قسم الأورام بمستشفى الوحدة التعليمي قالت:[/c]نحن هنا في وحدة الدم والأورام نعاني الكثير من المشاكل فالمريض من عند دخوله إلى هنا منن الطبيعي إن يكون إلى جانبه أهله فمن المعروف بأن أكثر أهالي أطفال مرض السرطان يأتون من أرياف مختلف المحافظات إلى جانب انقطاع رب الأسرة عن العمل وعند انتقالهم إلى هنا يكونون بحاجة للمأوى والطعام والدواء وهذا كله يحتاج مبالغا مالية باهضة.وأضافت قائلة: فالطفل المصاب بالسرطان لا يحتاج فقط إلى الدواء وإنما إلى المضاد وكذلك الصفائح فهذه الصفائح يتم توفيرها لنا عن طريق بنك الدم المركزي بمستشفى الجمهورية فهذا يعتمد إن كانت موجودة لديهم بكميات متوفرة ففي الأواني الأخيرة لعدم وجود المحاليل تم تأجيله من يوم إلى آخر فيضطر الأهل إلى فصل الصفائح من مستشفى النقيب على كل رطل فصل ثمانية آلاف ريال فأحياناً يضطر الأب إلى فصل ثلاثة أرطال دم لكي يتحمل على وكمية بسيطة جداً من الصفائح لا يمكن تخيل ثمانية ألاف ريال في ثلاثة أرطال من الدم هذا يعطينا أربعة وعشرين ألف ريال