محلا السمر جنبك
[c1]حرام عليك تقفل الشباكوالقلب ياصاحبي يهواكوالعين تنظر وتتمناكحرام عليك تقفل الشباكإن قلت باصبر عليك يازينما قدر على فرقتك يومينالصبر ذا سيف ابو حدينحرام عليك تقفل الشباك..[/c]هذه هي الابيات الاولى من أول قصيدة باللهجة العدنية للشاعر د. محمد عبده غانم، كتبها لتكون كلمات أغنية لحنها الفنان خليل محمد خليل نحو 1949م ، وعزفها بمشاركة عبده أحمد ميسري ( عازف كمان) وياسين شوالة ، وعبدالله حامد خليفة ، ووديع حميدان ، وعلي سالم وآخرين ، وكان هؤلاء أعضاء في ندوة الموسيقى العدنية التي كان شاعرها الأول د. غانم ومطربها الاول خليل محمد خليل ، وكثيراً ما كانت الندوة تعقد جلساتها وبروفاتها في منزل والدي د. غانم وكنت يومها طفلاً في المدرسة الابتدائية أقدم الشاي للضيوف مع أخي الاكبر د. قيس أما أخي الفنان الطبيب د. نزار غانم مقدم كتاب "حمينيات صدى صيرة" والذي يحوي 52 أغنية من تأليف والدي منها عشر تقريباً بالفصحى والاخرى باللهجة العدنية فلم يولد إلاّ بعد ذلك بكثير عام 1957، ولكن معرفته بالموسيقى وتاريخها في المنطقة وخصوصاً في اليمن والخليج والسودان حفزته لجمع تلك الاغنيات وكتابة دراسة عن تطور الاغنية العدنية والدور المحوري الذي لعبه والدنا فيه .كان د. محمد عبده غانم المولود في عدن 1912 والمتوفى في صنعاء عام 1994م رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أول يمني يلتحق بالدراسة الجامعية وفي الجامعة الامريكية ببيروت تخرج الاول على دفعته بدرجة الشرف ونال جائزة الشعر الاولى في مسابقة " العروة الوثقى" التي كان يهتم بشأنها قسطنطين زريق ويشارك فيها أمثال عبدالمنعم الرفاعي رئيس وزراء الاردن الاسبق وسعيد العيسى الذي عمل بعد ذلك في الاذاعة البريطانية والشاعر الفلسطيني محمود الحوت والسعودي عبدالله بلخير وكانت أجواء الجامعة ما تزال تعبق بنشاطات من آثار الشاعر إبراهيم طوفان وبعد عودة د. غانم الى عدن ، وتسلمه مناصب رئيسة في التربية والتعليم حتى أعلى منصب فيها .شارك في المسابقات الشعرية الخمس التي عقدتها هيئة الاذاعة البريطانية خلال سنوات الحرب العالمية الثانية ، وقد حصد الجوائز في كل المسابقات بين 1940 و1945 وبعضها جوائز عالمية واصبح غانم علماً في عالم الشعر والتربية والتعليم ولعب بعد ذلك بسنوات أيضاً دوراً مهماً في تطور الموسيقى العدنية وفي مجال العمل الاجتماعي كنوادي أحداث الجانحين ونشاط التنس الرياضي وله أكثر من عشرين كتاباً وديواناً شعرياً ومسرحية شعرية كما كتبت عنه بعض الكتب منها كتيب ألفه المحامي د. عصام غانم وأطروحات دكتوراة وماجستير وفصول في كثير من الكتب .والذي يهمنا في هذا المكان هو شعره باللهجة العدنية أو ماسماه د. نزار غانم " حمينيات صدى صيرة" كما يهمنا اهتمام غانم بتطوير الاغنية العدنية وبالمناسبة فـ " صدى صيرة" هو الاسم المستعار الذي كان غانم يستعمله عند نشر قصائده في مطلع حياته الادبية في صحيفة " فتاة الجزيرة" العدنية لرجل النهضة المحامي محمد علي لقمان .ويعود اهتمام غانم بكلمات الاغنيات الى زمن طفولته حيث كان كبار المطربين والمغنيين اليمنيين يحضرون مجلس والده السيد عبده غانم التاجر ورئيس نادي الاصلاح العربي الاسلامي بالتواهي وعضو مجلس الكونترول وأيضاً مجلس جده لأمه التاجر حسن عبده حمزة حيث يمضغون القات ويعزفون الاغنيات الصنعانية ، وقد تركت تلك الفترة تأثيرها في د. غانم حتى أنه أعد أطروحة الدكتوراة في الستينيات في جامعة لندن حول شعر الغناء الصنعاني .ويعود اهتمام غانم أيضاً بكلمات الاغنيات الى علاقته الوطيدة بالامير أحمد فضل العبدلي الملقب بـ " القمندان" وكان أخاً لسلطان لحج والمؤسس الحقيقي للنهضة الموسيقية في لحج وواضع كلمات وألحان عشرات الاغنيات اللحجية التي مازالت تهز الوجدان في اليمن وخارجها وكان والدي من المقربين الى القمندان نظراً لاهتمامهما المشترك بالشعر والالحان وقد لحن القمندان مرة كلمات أهداها له الوالد بل وعزفها وغناها أمام والدي ومن الطريف أن أذكر أنني ولدت في أحد المنازل التي كان يملكها القمندان التي استعملها والدي في اثناء الحرب العالمية هرباً من قصف الطائرات الايطالية لعدن فيما يعرف في تاريخ عدن بـ "الهربة" والتي ضمت عدداً من عائلات عدن .وقبل نشوء الاغنية العدنية الحديثة كان الايقاع العدني يدور في إطار أغنيات الصيادين وحضرات الذكر الصوفية وبعض الاغنيات ذوات النكهة المحلية مثل أغنية " ليتك تساعدني" ليوسف عبدالغني ولكن التأثير الغالب كان للأغنيات الصنعانية ثم لأغنيات القمندان والاغنيات المصرية لمحمد عبدالوهاب وأم كلثوم واسمهان وفريد الاطرش وغيرهم وكان والدي من المعجبين كثيراً بمحمد عبدالوهاب ويقتني كثيراً من اسطواناته ويطلب مني أن أديرها بـ" الجرامافون " الذي كان يدار بـ " الزنبرك" وباليد قبل انتشار الجرامافون الكهربائي .في عام 1948 سافر د. غانم إلى لندن حيث حصل على الدبلوم العالي في التربية من جامعة لندن وعند عودته بالباخرة الى عدن مع بعض الزملاء العدنيين الذين ذهبوا للتدريب على التدريس وغير ذلك دار حديث في الباخرة حول الغناء ، وافتقار عدن الى لون خاص بها في الموسيقى وأخبرهم د. غانم أنه ينوي العمل على تأسيس حركة موسيقية بنكهة محلية .. وبالفعل عند عودته أسس مع خليل محمد خليل ومجموعة من المهتمين ندوة الموسيقى العدنية.ولأن غانماً كان شاعراً فصيحاً في الاصل فقد بدأ أول أغنية للندوة بكلمات فصيحة هي أغنية " ياحياتي" والتي مطلعها :[c1]السما في مقلتيك واللظى في وجنتيكوحياتي في يديك فأرحميني ياحياتي ..[/c]ولكن هذه الاغنية وأغنية أخرى فصيحة بعنوان " نجوى " لم تجتذب السامعين كثيراً بل اجتذبتهم أغنية " حرام عليك تقفل الشباك" التي كانت كلماتها باللهجة الدارجة أقرب إليهم وأقدر على إيجاد نكهة محلية وهكذا ابتدأت الندوة بأربع إسطوانات من كلمات غانم وألحان وعزف خليل وكانت تسمى إسطوانات "كايافون" والحقيقة أنه قبل إنشاء هذه التجربة الاولى كان الاستاذ محسن حسن خليفة كان موظفاً كبيراً في دائرة العمل والشؤون الاجتماعية قد قام بتلحين أغنية من كلمات غانم وعزفها وسجلها على اسطوانة على جانب واحد فقط ، بينما بقي الوجه الآخر من الاسطوانة ناعم الملمس وكانت كلمات الاغنية قصيدة " أنشودة القبل" الفصيحة من ديوان " على الشاطئ المسحور" لغانم والذي نشر في عدن عام 1946 وكانت هذه الاسطوانة الوحيدة لدينا المسجلة على وجه واحد فقط ، وقد غنى خليل نحو 12 أغنية من كلمات الوالد " يا أهل الهوى" ومطلعها [c1]يا أهل الهوى يا أهل الهوى قلبي انكوى قلبي انكوى هل شي معاكم لي دوا[/c]وهكذا نلاحظ أن غانماً ظل قريباً في كلماته من الفصحى لأنه في الأصل كان شاعراً فصيحاً تشبع بالأدب العربي قديمه وحديثه وأيضاً بالادب الغربي خصوصاً الانجليزي والفرنسي .بعد ذلك في مطلع الخمسينيات شارك غانم في إنشاء الرابطة الموسيقية العدنية مع مجموعة من الزملاء منهم : حسين خدابخش الذي كانت تعقد بعض الجلسات في مجلسه وبعضها في منزلنا وكان الفنان الرئيس الذي لحن لوالدي أكثر من أي فنان آخر من الرابطة هو سالم أحمد بامدهف الذي ابتدأ بأغنية " يازين المحيا" وأغنية " قولوا له ومنها :[c1]قولوا له قولوا له ليش ما يكلمنا قولوا له قولوا له يعطف على المضنىقولوا له قولوا له وترفقوا له في الكلام[/c]وقد كسبت هذه الاغنية شهرة سريعة أكثر من سابقتها " يازين المحيا" التي كتبت بالفحصى وهكذا تكررت تجربة خليل مع " ياحياتي" و " حرام عليك" حيت الكلمات الدارجة حملت نكهة محلية أحبها الشارع العدني وتوالت أغينات بامدهف واشتهرت منها : "على أيش على أيش" و " مين علمك ياكحيل العين " و " يابو العيون الكحيلة " ومنها :[c1]يابو العيون الكحيلة ياسيدكم من قبيلة ضاع البصر والوسيلة مالي من العشق حيلة ياهر كلي شل عقلي لما متى الهجر قلي ده البعد يصلي ويقلي ما لي من العشق حيلة [/c]ويلاحظ القارئ أن كلمات غانم ظلت قريبة من الفصحى .. فقد كان كما يبدو مؤمناً أن على الشاعر المثقف أن يرتفع بالذوق الشعبي الى لغة قريبة من الفصحى من دون إهمال النكهة المحلية وهذا كان من تأثير ثقافته وأيضاً لحسن إطلاعه على شعر الغناء الصنعاني الذي كثيراً ما حلق قريباً من الفصحى والحقيقة أن كبار الشعراء العدنيين الذين ساهموا في إثراء الاغنية العدنية بعد والدي أمثال لطفي جعفر أمان وعلي لقمان وهما من كبار شعراء الفصحى قاموا بدور مشابه في رفع مستوى لغة الاغنية لتكون غير بعيدة كثيراً عن الفصحى أما من ناحية المضمون فقد كان كثير من أغنيات غانم تنويعات على أوتار الشكوى من الصد والهجران وطلب العطف والوصال من المحبوبة الجميلة وإن كان _هناك أغنية وطنية أو أكثر .والحقيقة أن والدي شجع سالم بامدهف على تلحين القصائد الفصيحة ولحسن الحظ كان بامدهف المتأثر بالسنباطي وأم كلثوم يمتلك الاستعداد ونجح الى حد بعيد في تلحين بعض القصائد منها لوالدي " الهوى والليل" و " عرائس اللحن" ولعبد المجيد الاصنج " تغيبت ياناظري" ومن أغاني بامدهف الشهيرة التي تنسب الى والدي أغنية " الزين جزع مره" وهي في الواقع من كلمات شقيقي الشاعر د. قيس غانم وهي أغنية أخذت شهرة عربية بعد ذلك مثل أغنية " قولوا له" وليست شهرة عدنية فقط .وقد غنى لوالدي من مطربي " الرابطة الموسيقية" الفنان محمد سعد عبدالله أول لحن له والذي لقى نجاحاً باهراً واضعاً قدميه على سلم الشهرة وكانت الكلمات هي " محلا السمر جنبك" ومنها :[c1]محلا السمر جنبك بين الوتر والدانوالقلب في قربك من فرحته سكرانعاشق متيم بك قد همت في الودياناعطف على صبكيابدر في شمسان عاديت من سبك الاهل والخلان[/c]ويرى د. غانم أن هذه الاغنية هي التي حررت غانماً من قاموسه الفصيح وهو يستند هنا أيضاً الى رأي الشاعر لطفي أمان الذي أعجب بالمفردات المحلية مثل "سبك" ( أي لأجلك) واستعملها في كلمات أغنياته هو نفسه ..ومن قصائد غانم الفصيحة من تلحين وغناء سالم بامدهف أغنية عرائس اللحن منها :[c1]عرائيس اللحن في الاسحار تسبينافأملأ رحاب الدجى شعراً وتلحيناأغرتك بالنغم أزهار منمنمة تزجي الشذى في مغانينا أفانينا من كل ساطعة بالعطر طافحة بالبشر مترعة بالسحر تسبينافاهتف بألحانك اللائي شغفت بها قلب الشجي تهدد شجوه حينا[/c]وهذه الابيات من قصيدة للدكتور غانم من ديوانه " موج وصخر" كتبها خلال الفترة التي قضاها في أوروبا في أواخر الاربعينيات وإذا كان غانم قد كتب كلمات للأغاني باللهجة العدنية الدارجة واستعمل بعض الالفاظ الموغلة في المحلية في بعض الاحيان إلاّ أنه استمر في تشجيع الفنانين على أداء القصائد بالفصحى ولقي استجابة خاصة عند سالم بامدهف كما وجد فيما بعد استجابة لدى الفنان أحمد بن أحمد قاسم .وأذكر أيضاً أن الفنان محمد علي السقاف لحن في منتصف الخمسينيات قصيدة " أنشودة القبل" لوالدي والتي كان لحنها قبلة محسن حسن خليفة ، كما سبق أن ذكرنا وذلك قبل إنشاء ندوة الموسيقى من ديوان غانم الاول " على الشاطئ المسحور" وأذكر أن اجتماعاً لمحمد سعد عبدالله والسقاف وبامدهف تم في منزلنا في إحدى الليالي وكان محمد سعد عبدالله يجري تجارب على أغنية " محلا السمر" والسقاف على " أنشودة القبل" والسقاف لحن فيما بعد قصيدة " أنت عندي" وهي القصيدة نفسها التي لحنها فيما بعد الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم وغناها في فيلم " حبي في القاهرة" وهي قصيدة عاطفية كان الاديب البحريني الكبير الراحل إبراهيم العريض قد اختارها ضمن مختاراته من الادب العربي في النصف الاول من القرن العشرين ، ومنها :[c1]عذبيني فعذابي فيك خير من مماتي أنا حي ليس بالحس ولا بالحركاتأنا حي ليس بالضحك ولا بالعبراتإنما الحي فؤادي ففؤادي هو ذاتي فيه آمالي وما أهواه من كل حياتي فيه أنتأينما سرت أرى فيما أرى ضوءاً ونوراً أو تنسمت أريجاً وعبيراً أو نظرت الناس خلت الناس ولدانا وحوراذاك ما يملأ لي العيش نعيماً وسروراً ذاك أنت[/c]وهذه القصيدة مثل قصيدة " أنشودةالقبل" من ديوان غانم الاول " على الشاطئ المسحور" وهو ديوان ينتمي الى المرحلة الرومانسية في شعر غانم ولم يخطئ الدكتور عبدالعزيز المقالح عندما قال في أحد كتبه : إن غانماً هو من أدخل التيار الرومانسي في الشعر اليمني وقد أكد السيد أحمد بن محمد الشامي إنه وإبراهيم الحضراني قد تأثر بمثل ذلك الشعر الرومانسي القادم من عدن على أيدي محمد عبده غانم ، وعلي لقمان .وأغلب ظني أن أول أغنية من كلمات غانم هي تلك الابيات التي أهداها لصديقه القمندان وعنوانها " بلبل الحسيني" فما كان القمندان إلاّ أن قام بتلحينها ثم بعزفها وغنائها هو شخصياً في حضور غانم والكلمات أيضاً فصيحة وإن كانت الاغنية لم تشتهر ومن كلماتها :[c1]قد نزلنا بلحج أهلاً وسهلاً وغدونا بحسنها نتملى في الحسيني بلبل يتغنى فوق غصن من الغصون تدلى قد شجانا تغريده فذكرنا مجلساً من مجالس الأنس ولى ..[/c]وعلينا أن نتذكر أن القمندان توفي عام 1943م قبل إنشاء ندوة الموسيقى العدنية بنحو ست سنوات .أما تجربة أحمد قاسم مع غانم فقد بدأت بأغنية دارجة هي " قمري تغنى على الاغصان" عام 1958م ومن كلماتها :[c1]قمري تغنى على الاغصان يشكو من البين والهجران مايعرف النوم في الاجفان..ياقمري البان ما شانكاتعبت قلبي بأشجانكتبكي علي هجر خلانكياليت لي بعض ألحانك..[/c]أما القصائد الثلاث الاخرى التي لحنها وغناها أحمد قاسم لغانم فقد كانت :" أنت عندي " و " أنشودةالبدر " وهذه لحنها وغناها أيضاً د. نزار غانم و " زفرة " وهذه لحنها وغناها أيضاً د. عصام غانم وفي رأيي أن " زفرة" هي أروع ألحان وأغنيات أحمد قاسم باللغة الفصيحة ومنها :[c1]أتعلم يافاتني أتدري بصنع الهوى وبالقلب إذ يبتني قصور المنى في الهوا وبالشوق قد هدني وزلزل مني القوى حنانيك عذبتني ومزقت مني الشوى [/c]وبعد الفترة الذهبية للحركة الفنية في عدن في الخمسينيات والستينيات جاءت الظروف السياسية والحكم الشمولي لتعطي للفن نكهة مختلفة أقل إتساعاً في الأفق وأكثر إهتماماً بالسياسة .ومن الاناشيد الوطنية التي لحنت لغانم قصيدة " دياري" التي لحنها يحيى مكي ولحنها أيضاً حسين محمد فقيه ومن كلماتها :[c1]دياري دياري ديار اليمن ومن سفح صنعاء حتي عدنوهبنا لك الروح قبل البدن وقلت لك الروح منا ثمن[/c]وهي من قصيدة نشرت عام 1972 وتظهر بجلاء إيمان غانم العميق بالوحدة اليمنية والترويج لها قبل تحققها بعقود ومثل ذلك يتضح في كثير من أشعار غانم الوطنية .ومن الذكريات الطريفة أننا كنا ننشد في المدرسة الابتدائية في الطابور كل صباح قبل الدروس نشيداً وطنياً في زمن الاستعمار البريطاني وكان من كلمات غانم وما زلت أذكر منه هذه الابيات :[c1]عدن قد وهبتناللعلى والمكرماتوثباتاً منحتناكالجبال الراسيات[/c]وكان الاستعمار في ذلك الزمان قد يسمح للعدني بعدن ولكنه ما كان ليسمح بنشيد مدرسي يتغنى بالوحدة اليمنية .وقد ظل الفنانون بعد الاستقلال يتصلون بغانم لطلب الكلمات والقصائد ، وقد لحن له كثيرون قصائد وأغنيات دارجة حتى بعد أن غادر عدن نهائياً عام 1972 وأنتقل الى السودان حيث عمل بروفيسوراً ثم إلى الامارات حيث عمل مستشاراً ثقافياً ثم استقر في صنعاء ليعمل عميداً للدراسات العليا ومن الذين لحنوا له فرسان عبدالله خليفة ويحيى مكي وعلي عبدالكريم الشميري ، وعبدالقادر بامخرمة وعلي أحمد جاوي وعثمان محمد عثمان والبصير ( في جيبوتي ) وأبوبكر المعنى ، وحسين محمد فقيه وجابر علي أحمد ، وحمود الجنيد ، والفنان الكبير أيوب طارش الذي غنى له " بيني وبينك كلام " وتقول الاغنية في أولها :[c1]بيني وبينك كلام بالعين نتفاهمنرضى ونزعل ونتصالح ونتخاصمكلام عبر الأثير كالموج يتلاطملكن كلام سر مخفي عن بني آدممايفهمه غيرنا مهما يكون فاهم[/c]ومن الاغنيات الاخرى الناجحة أغنية " بايطير" وقد لحنها الفنانون المعروفون سالم بامدهف وفرسان خليفة وأبو بكر المعنى كل بشكل مختلف عن الآخر ومن كلماتها :[c1]بايطير .. ياناس يشتي بايطير والهوى عشه خيوطه من حريرأيش بايبقى إذا قالوا سرى أيش يفيد العش بارد زمهرير بايطير والقلب بعده بايطير [/c]وإذا كنا قد ذكرنا ملحني عدد من الاغنيات التي كتب قصائدها الفصحى أو كلماتها الدارجة د. غانم - رحمه الله- فمعظم الملحنين كانوا هم أنفسهم الذين غنوا تلك الاغنيات ولكن جاء مغنون ومغنيات أعادوا غناء هذه الاغنيات بأصواتهم أو أصواتهن ومن المغنيات نذكر هيام يونس التي غنت أغنية أحمد قاسم " قمري تغنى" وأمل كعدل التي غنت أغنية سالم بامدهف " مالك كدا مالك" ورجاء باسودان التي غنت أغنية سالم بامدهف " قولوا له" وفتحية الصغيرة التي غنت أغنية " طاب السمر " والتي غناها أيضاً فرسان خليفة.