واحدية الثورة اليمنية تعني أن الشعب اليمني كله هو من صنع مجد الثورة اليمنية، بأهدافها المفتوحة على كل الاتجاهات شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، وعلى كل الأصعدة: اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً ودفاعياً وأمنياً، منذ لحظات الانطلاقات الأولى في عامي 62 ـ 1963م التي مازالت مستمرة، وستظل كذلك إلى ما لا نهاية، تسعى إلى رفع وعي المواطن اليمني الحقوقي، ومتطلبات معيشته الإنسانية كمواطن فاعل في حياته الاجتماعية المعاصرة.والشعب اليمني بطلائعه المؤطرة والمنظمة قاد عمليات التغيير السياسي والاجتماعي بدءاً بالقضاء على الحكم الفردي السلالي والطائفي والكهنوتي المتخلف والانعزالي في الشمال وتواصل في القضاء على الغزاة والمحتلين البريطانيين في الجنوب، جنباً إلى جنب مع التأسيس للدولة اليمنية البديلة والحديثة على مستوى اليمن ككل بدساتيرها وقوانينها ونظامها الوطني الديمقراطي الجديد، وهي عملية مستمرة وستتواصل لينعم الشعب اليمني بنضاله الشاق والصبور بحياة سعيدة وأفضل وأجمل مما هي عليه اليوم، وكل احلام الشعب اليمني وطموحاته واحلامه صارت اليوم قيد التحقيق والتطبيق والتنفيذ والممارسة الواعية لفعله التاريخي.وإذا كانت هناك من صعوبات أو تعقيدات في مجرى هذا التحول التاريخي اليوم، فان الشعب اليمني قادر على تجاوز كل المحن والدسائس والمؤامرات، فقد أكسبته تجاربه الخاصة قدرة فذة على السمو فوق الصغائر، ومواصلة تحقيق المهمات الكبيرة لبناء يمن قوي ومتماسك أرضاً وشعباً، بعيداً عن الحسابات المناطقية والعشائرية والقبلية والفردية المقيتة، فالحركة الوطنية اليمنية صارت اليوم مدرسة سياسية راسخة الجذور، بفضل الممارسة الديمقراطية داخل مختلف فصائلها وعلى مجملها، والمدرسة السياسية القديمة على وشك الاندحار والتلاشي.إننا اليوم أمام وطن يمني جديد تصنعه جموع العمال والمنتجين المبدعين في كل قطاعات العمل الفكري والمادي، مهما كان شكل الملكية محبطاً، وآثار الاستعباد والاستغلال والاحتكار مذلاً لقوى العمل والإنتاج، فالقادم من الأيام كفيل بإزالة هذا الغبن التاريخي، فلم يعد في مجتمعنا من يقبل العمل بالمجان ولا أحد يقبل أن يموت نيابة عن الآخرين، فالحرية اليوم صارت سيدة الموقف عند كل مواطن.تلك وغيرها هي مضمون ومحتوى أهداف الثورة اليمنية الاستراتيجية، وعلى الجميع استيعابها وتمثلها وتجسيدها على الأرض وفي سياقات الممارسة الاجتماعية لنكون ما نريد.
أهداف أكتوبر
أخبار متعلقة