من المتمردين الصوماليين
مقديشو/14 أكتوبر/عبدي شيخ: اعترف الرئيس الصومالي عبد الله يوسف بأن المتمردين يسيطرون حاليا على معظم أجزاء البلاد وأثار احتمال أن حكومته قد تنهار تماما. ويتقدم المسلحون ببطء نحو العاصمة مما يزيد من المخاطر في تمردهم المندلع قبل عامين ويقوض محادثات السلام الهشة التي تتوسط فيها الأمم المتحدة لإنهاء 17 عاما من الفوضى في البلد الواقع في القرن الإفريقي. وقتل أربعة أشخاص وأصيب تسعة آخرون في هجوم بقنبلة يدوية امس في بيدوة مقر الحكومة. وقال يوسف لبعض المشرعين في كينيا المجاورة السبت «معظم البلاد في يد المسلحين ونحن في مقديشو وبيدوة فقط حيث تدور حرب يومية.» وبثت وسائل إعلام صومالية تصريحاته في وقت متأخر من مساء أمس الأول. وقال يوسف «نحن أنفسنا وراء المشكلات ونحن محاسبون في هذه الدنيا وفي الآخرة. يستولي الإسلاميون على جميع المدن ويسيطرون حاليا على ايلاشا. كل رجل مسئول عن نفسه إذا انهارت الحكومة، «المتشددون يقتلون عمال النظافة في المدنية فلن يستثنوا إذا المشرعين.» وتقع ايلاشا على بعد 15 كيلومترا فقط جنوب مقديشو. ويطبق المتشددون الشريعة في المناطق التي يستولون عليها. وفقد أمس الأول 32 شخصا لمشاركتهم في رقصة تقليدية في منطقة يسيطر عليها المتمردون جنوبي العاصمة مقديشو. وفي الشهر الماضي رجموا حتى الموت شابة متهمة بالزنا في ميناء كيسمايو بالجنوب. وكان ذلك هو أول قتل علني من هذا النوع على يد المسلحين المتشددين خلال أكثر من عامين. وأنحى يوسف باللائمة في ذلك على عدم فاعلية حكومته فيما يرجع جزئيا إلى الخلافات بينه وبين رئيس الوزراء نور حسن حسين. وعقد رؤساء دول إقليمية اجتماعا بشأن الأزمة الصومالية في نهاية أكتوبر وطالبوا الإدارة التي تصل مدتها إلى أربعة أعوام بتعيين حكومة جديدة خلال 15 يوما. وقال يوسف للمشرعين «رئيس الوزراء أعطاني قائمة بوزراء الحكومة الجدد لكني لا اعرف كيف أصادق على أسماء أولئك الذين دمروا حكومتنا عندما تم استبعاد الشخصيات البناءة.» وأضاف «ليس لدينا حكومة (وزراء) ويجب أن نعود إلى بلادنا سريعا ونشكل حكومة.» ويوسف في نيروبي للقاء النواب الذين بقوا بعد الاجتماع الإقليمي. وقال بعض المحللين انه ضغط عليهم للتصويت ضد قائمة وزراء قدمها رئيس الوزراء له عندما تطرح المسألة على البرلمان. يأتي ذلك في الوقت الذي يستمر فيه التمرد. وقال عبدي حكيم عبدي رئيس عمليات الشرطة «لقيت ثلاث نساء ورضيع حتفهم بعدما القى مسلحون قنبلتين يدويتين على قوات شرطة كانت تقوم بدوريات في سوق بيدوة الرئيسي أمس الأحد.» كما أصيب عامل معونات صومالي بجروح خطيرة عندما أطلق مسلحون النار على رأسه في ميركا المدينة الساحلية التي استولى عليها المتمردون يوم الأربعاء. وحكمت المحاكم الإسلامية مقديشو لنصف عام 2006. وأطاحت بهم قوات حليفة من إثيوبيا وقوات الحكومة الصومالية في نهاية ذلك العام غير أنهم يشنون حرب عصابات على غرار ما يحدث في العراق منذ ذلك الحين وهم يستولون على أراض تدريجيا. وكما حدث عندما سيطروا على العاصمة في عام 2006 يوفر الإسلاميون ثانية امناً تشتد الحاجة إليه في العديد من المناطق. غير أنهم غير محبوبين من الكثير من المعتدلين في الصومال لأنهم أيضا يفرضون ممارسات أصولية. واحدث الاضطراب في الصومال حالة من انعدام الاستقرار في أنحاء القرن الأفريقي وتسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية وأشعل موجة من أعمال القرصنة في خليج عدن وهو ممر ملاحي حيوي للتجارة بين أوروبا وآسيا.