مقال
إذا كانت لدى الإنسان مصلحة خاصة في أمر من الأمور أصبح عقله متحيزا نحو ذلك الأمر من حيث يدري أولا يدري وهذا هو ما نلاحظه واضحاً في قاعات المحاكم ، فالشخص الذي لدية قضية معروضة أمام إحدى المحاكم يكون تفكيره منصباً على نجاح تلك القضية وهو يأتي في سبيل ذلك بمختلف الأدلة والبراهين التي تؤيد دعواه فإذا أصدر القاضي حكمه في مصلحة صاحب القضية صار القاضي في نظره أعظم القضاة في الدنيا واكترهم عدلاً ونزاهة ،أما إذا اصدر القاضي حكمه بخلاف ذلك فإنه ينقلب حالاً إلى اسواء قاضي .ومن الممكن أن نقول عن العاطفة مثلما قلناه عن المصلحة الخاصة من حيث تأثيرها في تفكير الإنسان وكثيراً ما تتوحد المصلحة والعاطفة في الإنسان فتجعله يرى الأبيض اسود والأسود أبيض. فالإنسان يحب كل من يساعده في أمر من الأمور أو يحسن إليه ولكنه لا يكاد يراه قد نافسه في المهنة أو المكانة الاجتماعية حتى يبدل نظرته إليه من الحب إلى الكراهية وعندما تتحول محاسنه إلى مساوئ بعدما كانت عيوبه قد تحولت إلى محاسن. يقول الأمام الشافعي في بيت له مشهور : عين الرضا عن كل عيب كليلة ***كما أن عين السخط تبدي المسا ويا [c1]* محمد حامد المنصر[/c]