أجنبي يسير عند البوابة الأمامية للقنصلية الأمريكية في بيشاور بعدما هاجمها مسلحون أمس
بيشاور (باكستان)/14 أكتوبر /رويترز : قال مسؤولون إن متشددين استخدموا سيارة ملغومة وأطلقوا أعيرة نارية لمهاجمة القنصلية الأمريكية في مدينة بيشاور الباكستانية يوم أمس الاثنين بعد ساعات من مقتل 38 شخصا في هجوم انتحاري بمكان آخر في شمال غرب البلاد.وأعلنت طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الهجوم على القنصلية الذي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم ثلاثة متشددين دون أن يتسبب في اصابة أحد من البعثة الدبلوماسية. وتوعدت طالبان بمزيد من أعمال العنف.ويبرز الهجومان الخطر الذي يشكله المتشددون في باكستان بعد عام من عمليات عسكرية وجهت ضربة شديدة للاسلاميين.وجاء الهجوم على القنصلية بعد ساعات من انفجار قنبلة في تجمع لانصار حزب سياسي للبشتون يعارض المتشددين.وقال سراج أفريدي وهو من سكان المدينة في تصريحات لرويترز «رأيت مهاجمين في سيارتين وبعضهم كان يحمل قذائف صاروخية. فتحوا النار في البداية على أفراد أمن في الموقع القريب من القنصلية ثم دوت انفجارات».ووصف مسؤول بالمخابرات الباكستانية الهجوم بأنه هجوم انتحاري خطط له جيدا.وقالت السفارة الامريكية ان هجومي أمس الاثنين يعكسان يأس المتشددين.وأضافت «شمل الهجوم المنسق تفجيرا انتحاريا بسيارة ومحاولة ارهابيين دخول المبنى باستخدام قنابل يدوية ونيران أسلحة».وتعرضت بعثات دبلوماسية أمريكية في باكستان وموظفوها لعدة هجمات منذ أعلنت اسلام اباد دعمها للولايات المتحدة في حملة عالمية ضد التشدد بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على مدن أمريكية.وعرض تلفزيون (دون) لقطات مهتزة لثلاثة رجال يبدو أنهم المهاجمون يرفعون أسلحتهم عاليا للاستسلام حين هز انفجار المنطقة.وأدت الانفجارات الى تصاعد الدخان الابيض الى السماء وقال سكان ان جنودا طوقوا المكان وطلبوا من السكان البقاء في منازلهم. وحلقت طائرات هليكوبتر فوق المكان.وأضاف عزام طارق المتحدث باسم طالبان الباكستانية بالهاتف من موقع غير معلوم ان جماعته هي المسؤولة عن الهجوم.وأضاف «الامريكيون أعداؤنا. نفذنا الهجوم على قنصليتهم في بيشاور وننوي القيام بالمزيد من مثل هذه الهجمات» في حين نفى المسؤولية عن التفجير الذي وقع في وقت سابق خلال الاجتماع الحزبي.وقال لياقات علي قائد الشرطة في بيشاور التي شهدت سلسلة تفجيرات خلال العام المنصرم ان المسلحين هاجموا في البداية موقعا أمنيا لدى اقترابهم من القنصلية ثم فجروا قنبلة عند بوابتها.وفي وقت سابق قال طبيب بالمستشفى ان انتحاريا فيما يبدو فجر نفسه خلال اجتماع لحزب عوامي الوطني في منطقة دير السفلى على بعد نحو 80 كيلومترا شمال شرقي بيشاور ما أسفر عن سقوط 38 قتيلا.وقالت الشرطة ان الانتحاري حاول الوصول الى مكان اجتماع الحزب الذي يرأس حكومة ائتلافية في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي لكن تم ايقافه ففجر نفسه.وحزب عوامي الوطني عضو أيضا في الحكومة الائتلافية الاتحادية وهو حزب علماني الى حد كبير ويعارض المتشددين الذين يقاتلون الدولة.وهاجم مقاتلو طالبان الباكستانية تجمعات للحزب من قبل.ودعي إلى الاجتماع للاحتفال بتغيير اسم الاقليم الحدودي الشمالي الغربي كما كان يطالب الحزب منذ فترة طويلة. وبموجب تعديلات دستورية من المتوقع أن يقرها البرلمان هذا الاسبوع ستجري تسمية الاقليم (خيبر باختونخوا) في محاولة لتمثيل السكان البشتون الذين يشكلون الاغلبية في الاقليم.ومن المقرر طرح التعديلات الدستورية التي طال انتظارها في الجمعية الوطنية اليوم الثلاثاء. ومن المتوقع أيضا أن تنقل هذه التعديلات السلطات الكاسحة التي يتمتع بها الرئيس اصف علي زرداري الى رئيس الوزراء.ويقول محللون ان من شأن التعديلات الحد من المعارضة لزرداري الذي لا يحظى بشعبية كبيرة وتشجيع الاستقرار السياسي في باكستان.ومن المقرر أن يلقي زرداري كلمة أمام البرلمان أمس الاثنين في العاصمة إسلام اباد حيث تم تكثيف الإجراءات الأمنية تأهبا للجلسة البرلمانية.