قلعة مايندورف - روسيا /14أكتوبر/ فرانسوا ميرفي واوليج شيدروف قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وافق في محادثات في موسكو أمس الاثنين على سحب قواته من اراضي جورجيا خارج المنطقتين الانفصاليتين خلال شهر. وتعرضت روسيا لانتقادات غربية حين خاضت الشهر الماضي حربا قصيرة مع جورجيا بعد ان حاولت تبليسي استعادة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية بالقوة. ودفعت روسيا بدباباتها وقواتها خارج المنطقتين المتنازع عليهما في عمق أراضي جورجيا واعترفت فيما بعد باقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كدولتين مستقلتين. وقال ميدفيديف ان روسيا حصلت على ضمانات من دول الاتحاد الاوروبي ممثلة بفرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية بأن تمتنع جورجيا عن أي استخدام للقوة لمحاولة استعادة السيطرة على اوسيتيا الجنوبية المؤيدة لروسيا. وقال ميدفيديف بعد الاجتماع مع ساركوزي ووفد من الاتحاد الاوروبي بمقره الرسمي خارج موسكو انه يوجد اتفاق مبدئي على نشر قوة مراقبة من الاتحاد الاوروبي قوامها 200 رجل. وقال ساركوزي ان روسيا وافقت على ان تزيل خلال اسبوع نقاط التفتيش حول ميناء بوتي الجورجي وهي مسألة تثير القلق على نحو خاص في الغرب. وقال ساركوزي “خلال أسبوع ستفكك نقاط التفتيش. وفي غضون شهر ستكون القوات العسكرية الروسية خارج المناطق الجورجية باستثناء أوسيتيا وإبخازيا بطبيعة الحال.” وكان ساركوزي توصل من خلال وساطة كممثل للاتحاد الاوروبي لاتفاق لوقف اطلاق النار. واتهم الغرب موسكو بعدم الالتزام بالاتفاق من خلال ابقاء قواتها في عمق اراضي جورجيا. لكن موسكو قالت ان قواتها الباقية تهدف الى منع اي اخلال ببنود الاتفاق. وقال ساركوزي انه اذا نفذت موسكو وعدها فلن يكون هناك سبب لعدم مضي المحادثات بين روسيا والاتحاد الاوروبي قدما في اكتوبر تشرين الاول. وعلى النقيض من نبرة روسيا التصالحية مع الاتحاد الاوروبي بشأن جورجيا تفجرت التوترات مع الاتحاد الاوروبي اليوم أمس الاثنين حين قالت روسيا انها سترسل سفنا حربية منها سفينة نووية لاجراء مناورات في البحر الكاريبي. وشكت روسيا من وجود سفن تابعة للبحرية الامريكية امام سواحلها في البحر الاسود لكن موسكو نفت وجود اي صلة لذلك بنشر سفنها في البحر الكاريبي وهي مهمة سترسو السفن خلالها في فنزويلا. وقالت وزارة الخارجية الامريكية اليوم (أمس) ان الرئيس جورج بوش جمد اتفاقية نووية مدنية مربحة مع روسيا في اول عقوبة امريكية ملموسة تفرض على روسيا بعد حربها مع جورجيا. وقالت الوزارة في بيان “اخطر الرئيس الكونجرس انه رجع اليوم (أمس)عن عزمه السابق فيما يتعلق بالاتفاق الروسي الامريكي للتعاون النووي السلمي وهو ما يسمى اتفاق 1-2-3 .” وحذر الاتحاد الاوروبي من انه سيجمد المحادثات بشأن اتفاقية شراكة جديدة ما لم تسحب موسكو قواتها من جورجيا. لكن الكتلة التي تضم 27 دولة لديها مساحة مناورة محدودة للتأثير على الكرملين لأنها تعتمد على روسيا للحصول على امدادات طاقة.