أحمد محمد سعيد:فقد السلك التربوي في محافظة عدن مديرية التواهي واحداً من أفضل العناصر التربوية الأستاذ راشد عقلان الذي ظل منذ التحاقه بالعمل وطوال فترة الخدمة يعمل بكل تفان واخلاص وكان مواظباً على الدوام والحضور يؤدي واجبه المدرسي بوعي وقناعة متلازمين وله علاقات اجتماعية طيبة ومتميزة مع زملاء المهنة في كافة المراحل الدراسية التي عمل فيها يشهد له الكثيرون بذلك اضافة الى انه كان دمث الاخلاق يكره الظلم ويتصدى له بشجاعة نادرة ويقف دوماً مع الحق بشفافية وتواضع ما جعله موضع احترام وتقدير الاخرين.ولد الفقيد الاستاذ/ راشد عبدالله محمد عقلان في محافظة تعز قرية المقارنة الحجرية عام 1948م ثم انتقل الى عدن وهو في سن الدراسة والتحق بمدارسها بعد ان لوحظت عليه علامات الذكاء الفطري مبكراً ورغبته الواضحة وحبه للدراسة وحفظ القرآن واستمرت حياته الدراسية بمراحلها المختلفة حيث كانت البداية عام 1954م في مدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية بالمعلا ثم مدرسة المتوسط بالتواهي عام 1958م ثم دار المعلمين عام 1963م واخيراً كلية التربية العليا عام 1967م ( لغة عربية ) حتى حصوله على شهادة دبلوم تربوي.وبعد مثابرة واجتهاد أنهى دراسته وبدأ مشوار العمل في بداية الستينيات، واختياره سلك التدريس كان تعبيراً صادقاً عن حبه لهذه المهنة التي رغب فيها عن قناعة وكان أول تعيين له في أغسطس 1964م عندما باشر عمله في مدرسة علي سالم - حمزة- بالمعلا، وظهرت عليه الجدية والحزم في العمل تجاه واجبه التعليمي لادراكه اهمية نشوء وتربية أجيال متسلحة بالعلم تعرف دورها وواجبها في المجتمع بعد المرحلة الدراسية ومن هنا حصل على ترقية ليصبح ( نائب مدير) المدرسة نفسها وتمكن من تنظيم الإدارة ونشاطها بعناية كبيرة وبعد سنوات قليلة أنتقل الى مدرسة الدلالي (ابن الهيثم) في التواهي وعين مديراً لها حاملاً معه خبرته المتواضعة حتى استطاع إدارة المدرسة بزمن قياسي، ما لفت انظار زملائه الجدد الذين جعل منهم اسرة واحدة يعملون بوتيرة عالية وبروح الفريق الواحد وحقق نجاحات وشهدت له قيادة المديرية والمحافظة حتى صدر تعيين جديد في عام 1981م يؤكد بما لايدع مجالاً للشك جدارته في المجال التربوي بوظيفة نائب المدير للشؤون الإدارية والمالية في إدارة التربية بمديرية الميناء ( معلا/ التواهي) أثبت من خلالها نجاحاً غير عادي في قيادة العمل من خلال الجهود المتواصلة والاحترام المتبادل للطاقم الوظيفي وكسب ثقة القيادة كل ذلك ساعد الى حد كبير في انجاح نشاط المديرية المختلف.وفي عام 1989م وبعد مشوار طويل في المجال التربوي ونظراً للحاجة تقرر نقله الى ثانوية 14أكتوبر بالمعلا للمرة الثانية مديراً للمدرسة حيث بذل جهوداً مضاعفة من اجل ترتيب أوضاع الطلاب الشباب والطاقم المدرسي وادارتها بصورة عامة وحل العديد من الصعوبات التي كانت تلازم سير العمل. وفي عام 1996م انتقل للعمل مديراً لثانوية 14 مايو (جرادة) بالتواهي وكانت الثانوية آخر محطة له في مجال التدريس حتى نهاية العام الدراسي 97/96.وفي عام 1997م انتقل عمله بامر إداري الى ادارة التربية مديريةصيرة بوظيفة رئيس قسم التوجيه التربوي ولم يتمكن من المواصلة لاسباب إدارية وصحية حتى بلغ الفترة القانونية للخدمة (35) عاماً وحصل على التقاعد في عام 1999م ثم بدأت مرحلة جديدة من حياته خلال السنوات العشر التي تلت التقاعد شملت الاستقرار الذهني والجسدي وبدأ يفكر ملياً بالعمل الحر من خلال استخدام سيارته القديمة من أجل تحسين وضعه المعيشي والانفاق على الأسرة الكبيرة التي كان يرعاها إلا أن المرض كان له بالمرصاد وظل يصارعه في السنوات الثلاث الأخيرة من عمره ويزداد ضراوة عاماً بعد عام حتى وافته المنية في السابع من أغسطس 2010م في أحد مستشفيات صنعاء وقد ووري الثرى في مقبرة الرحمن في امانة العاصمة.الفقيد متزوج وله من الاولاد (6) منهم (4) إناث. ونسأل المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا اليه راجعون.
أخبار متعلقة