بمناسبة إطلاق تقرير حالة سكان العالم للعام 2008
لنــدن/متابعات:أطلقت السيدة ثريا احمد عبيد المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان الأربعاء الماضي من العاصمة البريطانية لندن تقرير حالة سكان العالم للعام 2008 وملحق الشباب المرافق للتقرير (أجيال التغيير: الشباب والثقافة)، والذي يعرض قصصاً مميزة حول العالم للشباب.الذي يصدره صندوق الأمم المتحدة للسكان. وفي خطابها التوجيهي بالمناسبة أوضحت عبيد بان تقرير هذا العام والذي صدر بعنوان، اعتماد قاعدة مشتركة: الثقافة والنوع الاجتماعي وحقوق الإنسان.هو نداء للعمل لزيادة المعرفة الثقافية والتوعية والالتزام في بذل الجهود لتعزيز التنمية وحقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة.وأكدت أن الثقافة هي الوسيلة التي نفكر ونعمل ونؤمن بها. وأن القيم والممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان هي موجودة في جميع الثقافات- كافة الثقافات. وقالت: إننا في صندوق الأمم المتحدة للسكان نعمل على تعزيز المساواة على أساس النوع الاجتماعي والصحة الإنجابية، وهم محور هذا التقرير. وأضافت: نحن نعلم أن العادات والمعتقدات الثقافية هي غالباً ما تكون أقوى من القوانين. وقد لمسنا ذلك من خلال عملنا للقضاء على ختان الإناث والزواج المبكر. ففي كثير من الدول، هذه الممارسات هي غير مشروعة - إنها منافية للقانون- ومع ذلك فهي ما زالت مستمرة لأنها متجذرة ومتعمقة في تلك الثقافات.وقد استنتجنا أنه إذا ما أردنا تحقيق المزيد من التقدم، يجب علينا المشاركة على مستوى أعمق لتسهيل عملية التغيير في حياة الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية. ونحن نسميه مراعاة الثقافة. ونوهت بان حقوق الإنسان ومراعاة وفهم الثقافات هو شأن كل فرد ، وأن التعامل بحساسية تجاه الثقافات والمشاركة لا تعنيان قبول الممارسات التقليدية الضارة، ولا يعني ذلك أنها بطاقة مرور تبرر انتهاك حقوق الإنسان- إنها بعيدة كل البعد. إن تفهم واقع الثقافات يمكن لها أن تكشف عن أفضل السبل للتحدي تجاه الممارسات الضارة وتعزيز حقوق الإنسان.لافتة إلي أن واحدة من الرسائل الرئيسة للتقرير هي أن التغيير لا يفرض من الخارج ولكي يدوم عليه أن ينبع من الداخل. وقالت بأنه كما تصنع الشعوب الثقافات فهي باستطاعتها تغييرها أيضاً. « وأن على المجتمعات المحلية الإمعان في قيمها وممارساتها الثقافية وأن تحدد دورها في تعزيز أو عرقلة حقوق الإنسان. عند إذن تستطيع تلك المجتمعات أن تبني على ما هو إيجابي وتغير ما هو سلبي.» وأشارت إلى انه يوجد داخل كل ثقافة تيارات إيجابية وسلبية. وهناك في كل ثقافة أشخاص يعارضون الممارسات التقليدية الضارة وانتهاكات حقوق الإنساني. ودعت العاملين في مجال التنمية، إلي المشاركة مع القوى الإيجابية لإحداث التغيير وحماية حقوق ورفاه الإنسان. موضحة بأن تجاربنا تبين أنه باستطاعتنا العمل عن كثب مع تلك القوى الإيجابية لتحقيق التغيير الثقافي وحماية حقوق الإنسان.ويتجلى ذلك في قضايا ختان الإناث. فتلك الممارسة الضارة تحمل مفهوماً ثقافياً خطيراً- فهي تعتبر جزءاً من انتقال الفتاة إلى مرحلة البلوغ. نحن نعمل اليوم مع قيادات المجتمع المحلي من أجل الإبقاء على المفهوم الاحتفالي لهذا التقليد والقضاء على الجانب الضار منه. مطالبةً البدء في تغيير الثقافة من داخل منظماتنا التنموية. وإتباع منهج المشاركة والشمولية. و أيضاً الاستماع لآراء الأشخاص. فهم أدرى باحتياجاتهم وعلينا مساندتهم. وقالت : نحن في هذا التقرير، ندحض الافتراضية التي تفيد بأن الثقافة هي عائق في وجه تحقيق حقوق الإنسان. إن الثقافة ليست جدار نريد هدمه. إنها نافذة للنظر من خلالها ومدخل لمزيد من التقدم لحقوق الإنسان. وفي ختام خطابها أكدت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أن ما يحدث لحياة النساء والرجال والشباب سوف يصيغ مستقبلنا المشترك. وأن الآن هو الوقت المناسب للبدء في تكثيف الجهود الدولية لاعتماد قاعدة مشتركة، وهو عنوان تقريرنا لهذا العام. هذا ويدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهو وكالة إنمائية دولية، حق كل امرأة ورجل وطفل في التمتع بحياة تتسم بالصحة وبتكافؤ الفرص. ويقوم الصندوق أيضاً بدعم البلدان في استخدامها للبيانات السكانية اللازمة لسياسات برامج مكافحة الفقـر وللبرامج التي تمكِّن من أن يكون كل حمل مرغوباً، وكل ولادة مأمونة، وكل شاب وشابة خالياً من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، وكل فتاة وامرأة تُعامل بكرامة واحترام. تحت شعار « الثقافة والنوع الاجتماعي وحقوق الإنسان - الوصول إلى قاعدة مشتركة ».