السلطة الفلسطينية تعزو أحداث غزة إلى الصراع داخل حماس
عناصر من قوات الإمن التابعة لحماس
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: قال مسئولون من حركة فتح الفلسطينية إن قوات الأمن التابعة لحركة المقاومة الإٍسلامية (حماس) في قطاع غزة ألقت القبض على 160 رجلا منتمين لفتح أمس السبت بعد انفجار وقع هناك أسفر عن مقتل خمسة نشطاء من حماس وطفلة. وقالت حماس ومسئولون طبيون إن الانفجار الذي وقع أمس الأول الجمعة بالقرب من سيارة يستخدمها الجناح العسكري لحماس التي تسيطر على قطاع غزة قتل ثلاثة نشطاء وفتاة كما لقي اثنان آخران حتفهما متأثرين بجروحهما في المستشفى.والانفجار وهو الثالث من نوعه في يوم وأحد يعد أكبر تصاعد للعنف الداخلي في غزة منذ أن سيطرت حماس على القطاع قبل عام في أعقاب اقتتال داخلي مع قوات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وانفصل عباس الذي وجد سلطته تقتصر على الضفة الغربية المحتلة عن حماس وأحيا جهود السلام مع إسرائيل. وفي الآونة الأخيرة حاول تحقيق مصالحة مع حماس لكنها رفضت شرطه المسبق بالتخلي عن السيطرة على غزة. وأصدر الجناح العسكري لحماس بيانا قال فيه «القسام تتهم عناصر من فلول التيار العميل» في إشارة منها إلى حركة فتح متهمة إياها بالمسؤولية عن انفجار مساء الجمعة الذي وقع عند تقاطع رئيسي خارج مدينة غزة. وعقد إسماعيل هنية القيادي في حماس اجتماعا طارئا للحكومة وقال الوزراء في بيان في وقت لاحق أن الانفجار دليل على أن فتح ليست مهتمة باستئناف أي حوار. وقال مسئولون من فتح في رام الله أن فتح ليس لها علاقة بالعنف وألقوا باللوم على الاقتتال داخل حماس بينما جاء في بيان صدر من مكتب عباس أن المزاعم بأن فتح هي التي نفذت هذه التفجيرات إنما تهدف إلى التغطية على أن هناك خلافات داخل حماس. وأعلنت جماعة تعرف باسم كتائب العودة قالت إنها مؤيدة لحركة فتح مسؤوليتها عن الهجوم. ولم يتسن التأكد من مدى صحة إعلان المسؤولية. وقالت كتائب العودة في بيان «نؤكد بأن الدور سيأتي على جميع من شارك في إعدام وتصفية أبنائنا... انتقامنا سيطال كل المنتسبين إلى الميليشيات السوداء المسماة بالقوة التنفيذية وكل عناصر وقيادات كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس).» وخرج آلاف لتشيع جنازات ضحايا انفجار الجمعة الست وكان بعضهم ينادي بالثأر مع إطلاق أعيرة نارية في الهواء، وتوعد خليل الحية أحد قادة حماس الذي قتل ابن أخيه في الانفجار وأصيب ابنه الأكبر بمعاقبة المسئولين. وقال قبل بدء تشييع الجنازات «هؤلاء يجب أن يعلقوا على المشانق في ميدان عام ويطلق النار عليهم.» واقتحمت قوات الأمن التابعة لحماس نحو 40 من مكاتب مسئولي فتح في شتى أنحاء قطاع غزة وصادرت وثائق وأجهزة كمبيوتر. وقالت حركة فتح ومنظمة فلسطينية لحقوق الإنسان إن عدد المحتجزين بلغ 160 شخصا. ومن بين المحتجزين فلسطيني قيل انه يعمل مصورا لدى قناة تلفزيون ألمانية. لكن مصدرا امنيا فلسطينيا قال انه القي القبض على الرجل ويدعى سواح أبو سيف للاشتباه في انه ناشط في فتح وليس لكونه صحفيا. وغطى الاقتتال الداخلي على القتال الإسرائيلي الفلسطيني في غزة حيث تماسكت إلى حد كبير تهدئة تم التوصل إليها الشهر الماضي بوساطة مصر رغم وقوع بعض الانتهاكات من الجانبين. ومن جانبها نفت فتح في بيان مسؤوليتها عن الهجوم قائلة «أن حركة فتح تحذر من تضليل الشارع الفلسطيني بإلصاق التهم بأبنائها حيث لا علاقة لحركة فتح لا من قريب ولا من بعيد بهذه الخلافات الداخلية في حركة حماس.»واصدر مكتب عباس بيان قال فيه «أن حركة حماس تقوم مستغلة أماكن العبادة للترويج وكيل الاتهامات لمسئولي حركة فتح بما يؤكد أن حماس تحاول أن تغطي على الصراعات الداخلية فيما بينها.»وأكد نبيل أبو ردينة مستشار رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أن قيادات حماس شرعت في عمليات «تصفية جسدية» فيما بينها.