أحمد عبد الله الشهاريماأجمل تلك اللحظات والأيام التي فاجأتنا بزيارة الفنانة الغنائية العظيمة هيام يونس لليمن هذه الفنانة الكاملة الأوصاف فناً وأدباً وثقافةً وتواضعاً وجمالاً ممتزجاً بين الشكل والمضمون هذه الفنانة الرائعة التي ملأت الساحة اللبنانية والخليجية والعربية بأغانيها الرائعة وأيضاً بأدائها المتميز للاغاني اليمنية التي صدحت بها من قديم الزمان وربما أجادتها بطريقة خاصة ومتميزة عن غيرها من الفنانين اليمنيين والفنانات ومن هذه الأغاني ذات اللون العدني واللحجي أغنية((أنت ساكن وسط قلبي ياحبيبي من زمان))،و«أيش بايفيد الدلع ياللي تخاصمني مالك ومال الدلع» ،و((على شانه وعلى شانه ))،و((في جفونه مرود الساحر استوى))،و((من نظرتك يازين))،و((قمري تغنى على الأغصان))وأخيراً الأغنية الصنعانية التي غنتها في زيارتها للعاصمة صنعاء موخراً،وربما غنت أغاني يمنية أخرى قد لا نعرف أي شيء عنها وعموماً العتب على إذاعتنا الحبيبة صنوتها عدن اللتين لم تبثا عبر الأثير هذه الأغاني بشكل دائم.أما في ما يتعلق بمجموع الأغاني العربية التي غنتها فهي على حسب التقريب خمسمائة أغنية وهذا العدد حسب ما أفادت به في عدة مقابلات لها،ومن المدهش أنها غنت وأتقنت كل تلك الأغاني بمختلف مشاربها وألوانها بحسب لهجات بلدانها المختلفة،ومن خلال سماعنا لها وهي تؤدي الغناء السعودي مثلاً يخيَّل إلينا أنها سعودية،وعندما تغني الأغاني العدنية كأنها فنانة عدنية وعندما تغني أغاني ذات طابع صنعاني مثل أغنية ((بلغ الأحباب عنا يانسيم» كأنها مغنية من قلب صنعاء القديمة ولا تصدق أنها لبنانية وهكذا في تأديتها للأغاني العربية الكثيرة المختلفة الأنماط والأشكال.لقد تركت تلك الزيارة السعيدة لليمن أثراً كبيراً لدى كثير من عشاق هذا الفن الراقي ومحبي الهامة الفنية التي لا تتكرر في عالمنا الغنائي العربي صاحبة الصوت العذب والحنجرة الذهبية والروح الرقيقة الشفافة والجميلة،ما أثلج صدورنا فعلاً خلال زيارتها تلك لليمن هو ذاك الإستقبال الرائع والإحتفاء العظيم من قبل وزارة الثقافة والحضور الكبير من قبل الجماهير التي جاءت إلى المركز الثقافي بالعاصمة صنعاء من كل حدب وصوب لتشاهد وتستمع إلى تلك الفنانة الكبيرة التي لبت الدعوة وأمتعت الجماهير المحبة لكنوزها الفنية الرائعة وحضورها الخفيف الظل وأسلوبها الساحر الجميل الذي يجبر المستمع بأن ينجذب إليها من أول حضور له وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الروح الصوفية الوجدانية التي تتميز بها هذه الفنانة التي تنتمي إلى القيم والمبادئ الراسخة التي أوجدت لنا هذا المستوى العالي من الأخلاق الفنية العظيمة ولكن مما يؤسف له أن المعنيين في المركز الثقافي بصنعاء والإذاعة والتلفزيون والمختصين بتسجيل الأغاني الخاصة بالفنانة هيام يونس لم يلتفتوا إلى هذه النقطة الهامة وهي التنسيق بين فرقة الإنشاد اليمنية النوعية من جهة وبين المعنيين في الجهات الأخرى الخاصة بتوثيق وتسجيل هذه الأغاني من جهة أخرى وذلك بإعادة تسجيل وتوثيق الأغاني التي غنتها هيام يونس منذ زمن لكي يعاد توثيقها وصياغتها بشكل جديد وبعد ذلك يتم بثها بصورة دائمة عبر الإذاعة والتلفزيون لكي يتعرف الشباب على تراثهم المغيب والمهمل بدلاً من سماعهم بصورة متكررة أغاني فنانين وفنانات من الدرجة الثالثة والرابعة ولسنا ضد الفن الحديث فلنا مواهب فنية عديدة من الطراز الحديث سواء فنانات يمنيات أو عربيات والجمال موجود في كل زمان ومكان ولكن روعة زمان لها نكهة خاصة ويكفينا روائع الفنان محمد سعد عبد الله واحمد بن احمد قاسم ومحمد سالم بن شامخ ومحمود السلاّمي وأبو بكر سالم بلفقيه ومحمد قاسم الأخفش التي تغنت بها هذه الفنانة اللبنانية الأصيلة والمحبة لبلدها الثاني يمننا الحبيب،ولا ننسى كذالك الفنانة نجاح سلام هذا العلم الفني الأصيل والتي هي بنفس مستوى ومكانة الفنانة هيام يونس وكما قلنا سابقاً أن نجاح سلام وهيام يونس تجربة فنية غنائية لن تتكرر في عالمنا العربي.وأخيراً ليس لنا أن نقول هل تجدّد الدعوة لزيارة الفنانة هيام يونس ثانية إلى اليمن لإستدراك مالم يتم إستدراكه في الزيارة الماضية؟وأيضاً نتمنى استضافة أي فنان عربي أو فنانة لزيارة اليمن سواء من الذين قاموا بتسجيل أغانٍ يمنية سابقاً أو الأخرين الذين يحبون أن يسجلوا أغاني من التراث اليمني الأصيل لاحقاً
أخبار متعلقة