أفراح / صالح محمدساء كن في عمر الشباب طالبات وفي مراحل عمرية مختلفة منخرطات في جبهات التحرير والقومية دورهن محفور في صفحات التاريخ أمثال: فوزية محمد جعفر، دعرة، خديجة الحوشبية، آمنة شرماني، نعمة الأبيض، نجوى مكاوي، عايدة علي سعيد، أنيسة الصائغ، زهرة هبة الله، فتحية باسنيد ، عيشة سعيد نالية، نجيبة محمد عبدالله، سعاد يافعي، زينب ديرية، شفيقة علي صالح، خديجة قاسم، وديعة عزعزي، وخولة شرف وغيرهن.14 أكتوبر الثورة اليمنية التي قامت في جنوب الوطن عام 1963م شاركت فيها كل الفئات ومن كل الأعمار وبمختلف الطرق والوسائل، حتى الأطفال ساهموا فيها بترديد الشعارات الوطنية في الشوارع وساروا في المظاهرات منددين "برع يا استعمار برع، من أرض الأحرار برع".وكانت شقائق الرجال يصنعن المعجزات، غير مباليات بالخطر الذي يتعرضن له وهن حاملات المنشورات يوزعنها هنا وهناك، وينظمن المسيرات ويحمين ظهور الفدائيين ويقدمن لهم كل ما يمكن ان يسهل لهم عملياتهم الفدائية وضرب قوات الاحتلال.أعدادهم لا تحصى واسماؤهن لا تنسى، رغم مرور الزمن، مازال دورهن المكمل لدور الرجال محفوراً في صفحات التاريخ، فوزية محمد جعفر، دعرة، خديجة الحوشبية، آمنة شرماني، نعمة الأبيض، نجوى مكاوي، عايدة علي سعيد، أنيسة الصائغ، زهرة هبة الله، فتحية باسنيد ، عيشة سعيد نالية، نجيبة محمد عبدالله، سعاد يافعي، زينب ديرية، شفيقة علي صالح، خديجة قاسم، وديعة عزعزي، وخولة شرف وغيرهن، نساء كن في عمر الشباب طالبات وفي مراحل عمرية مختلفة منخرطات في جبهات التحرير والقومية، ولكنهن عملن معاً في الكفاح المسلح وفق التوجيهات التي كانت تعطى لهن.خضن مراحل النضال على مدى أربع سنوات دون خوف من الموت أو الاعتقال.[c1] بدأت طريق النضال وأنا طالبة[/c]قالت المناضلة آمنة شرماني، وكانت حينها احدى عضوات الاتحاد الوطني لطلبة اليمن: "شاركت في العديد من الأنشطة، وقد بدأت النضال وأنا طالبة في ثانوية البنات في خورمكسر، قمت بتوزيع المنشورات وساهمت مع زميلاتي بتنظيم المسيرات والمظاهرات الطلابية، وجمعنا التبرعات من أجل دعم الكفاح المسلح، وكنا نحضر الاجتماعات التي تحدد لنا في أماكن مختلفة حتى لا نقع بين أيدي قوات الاحتلال، وكانت معي في هذا النشاط السياسي (الذي أعتبره فخراً لي بأن أكون قد قدمت لوطني شيئاً مما استطعت تقديمه في وقت عصيب) كانت معي الفقيدة المناضلة عايدة يافعي، وفوزية محمد جعفر، كنا نتعرض للمخاطر في المظاهرات خصوصاً عندما تهاجمنا قوات الاحتلال باطلاق نيران أسلحتها على المتظاهرين، وكذلك اثناء توزيع المنشورات، لكن قناعتي كانت بأن الكفاح ضد المغتصب لأرضنا لا ينتظر منا أي مردود سوى تحقيق أهداف الثورة التي اشعلناها، لهذا كان عملي طوعياً في النضال السياسي ويكفيني شرفاً انه تكامل مع نشاط إخوتي الرجال، وتكلل بخروج المستعمر من أرضنا بعد احتلال دام 129 عاماً.[c1]شاهدات ومساهمات[/c]وتتذكر الحاجة خولة إحدى الساكنات في كود بيحان ـ الشيخ عثمان أن الفدائيين كانوا يختبئون في هذه العشش الخشبية وبين أشجار السيسبان، وكانوا يحفرون ليخفوا أسلحتهم حتى إذا ما رتبوا لعملية فدائية فانهم يخرجونها وينفذون العملية وكانت تساعدهم هي في إخفاء السلاح في عشتها، فهي لا تعيش مع أحد بعد موت زوجها على يد جندي بريطاني اعتقله في احدى المظاهرات ثم ضربه حتى الموت، لهذا ظلت هي تنتقم من قتلة زوجها بمساعدتها للفدائيين على الاختباء عندها، وإخفاء أسلحتهم في أرض عشتها.وقالت الحاجة خولة: لم أكن وحدي أساعد الفدائيين بل أن كل أهل منطقة كود بيحان، خاصة النساء المسنات ساعدن الفدائيين لأنهن يعرفن لماذا يحارب الفدائيون الانجليز، وكن رغم فقرهن يجهزن الطعام والمأوى للفدائيين دائماً حتى لو لم يحضروا إليهن.وأضافت: "إن الحرب لا تنتهي إلا إذا تعاون الناس على إنهائها، والحق يضيع إذا لم يطالب به اصحابه واليمن أرضنا وأرض أبنائنا من بعدنا لهذا شاركنا الرجال في الحرب ضد الانجليز".وها هي المناضلة نعمة الأبيض تحدثنا قائلة: "كنت طالبة في الإعدادية، ومع ذلك انخرطت في صفوف الجبهة القومية ومارست العمل السري في الاتحاد النسائي للجبهة، ونشاطنا معروف في الجانب التوعوي الإعلامي وتنظيم المظاهرات وتوزيع المنشورات، وكان أحياناً في الأسرة الواحدة توجد فتاتان أوثلاث منخرطات في الجبهة القومية وجبهة التحرير، فمثلاً أنا وأختي المرحومة ليلى الأبيض عضوتان في الجبهة القومية ونشطنا بشكل كبير أثناء مرحلة الكفاح المسلح، وهناك أيضاً سميرة حامد وأختها نبيلة، وغيرنا كثيرات، وكنا نتحمل كل المصاعب من أجل ان ننفذ المهام الموكلة إلينا من قبل قياداتنا، ونساهم معهم في التمويه والتغطية للعمليات الفدائية التي ينفذها زملاؤنا الرجال.وتتذكر المناضلة فوزية محمد جعفر عدداً من زميلاتها المنخرطات في صفوف العمل السري في الجبهة القومية ومنهن فتحية باسنيد، ثريا منقوش، نجيبة محمد عبدالله، أنيسة احمد سالم، آمنة عثمان يافعي، ومن النساء الريفيات كانت دعرة الغصب (من ردفان) تجاهر بكرهها للاحتلال وجنوده وكانت تتمنطق كالرجال وتحمل السلاح وتخوض في العمليات الفدائية بلا خوف من الموت.وتلك خديجة الحوشبية الشهيدة التي سقت جبال الحواشب بدمها بعد أن أردتها رصاصات الغدر والاحتلال، وزينب ديرية التي عرفت كواحدة من عضوات جبهة التحرير ورضية إحسان الله، وليلى جبلي، ونفيسة منذوق وغيرهن، لم يفرق بينهن اختلاف الجبهات المنخرطات في صفوفها، بل عملن كل من ناحيتها وساهمن في الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال البريطاني.[c1]ثورة الشعب يحميها الشعب[/c]ثورة الشعوب تظل مشتعلة إلى أن تنتصر إرادتهم وتتحقق أهدافهم، وكل فرد في الوطن المحتل يأبى إلا أن يعيش حراً، لهذا يساهم في الكفاح ضد المستعمر، وهنا لا فرق بين متعلم وأمي، وبين كبير وصغير حتى الرجال الفدائيين احتموا بالنساء اللواتي كن خير معين لهم، وتغطى بعض الفدائيين (بالشيدر) ليتخفوا بعد عملياتهم الفدائية، وساروا في الشوارع أمام أعين قوات الاحتلال دون أن تدرك هذه القوات أن هؤلاء النسوة هم رجال متخفين بشيدر نسائي تبرعت به احداهن لتحمي فدائياً يقاتل عدوها وعدوه، وكم شهدت شوارع منطقة الشيخ عثمان من الفدائيين المدثرين بالشيدر (يتمخطرون) مغازلين قوات الاحتلال ومستهترين بهم وبحيلهم ـ كما قالت الجدة لولة محمد.
شقائق الرجال :ونضال الأعوام الأربعة في الكفاح المسلح ضد الاستعمار
أخبار متعلقة