أنباء عن حل سياسي وحزب الله مستعد لمناقشة القوة الدولية
بيروت/ وكالات:دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الأطراف العربية إما للعمل من أجل مفاوضات واسعة لحل كافة قضايا الشرق الأوسط، وإما للدخول في المواجهة التي فرضت على لبنان باعتبارها جزءا من الكيان العربي.وقال بري أمس في حوار مع احدى القنوات العربية إن على الدول العربية وخاصة تلك المقربة من الولايات المتحدة أن تقوم بضغطها وتلزم إسرائيل وواشنطن على الدخول في مفاوضات واسعة تشارك فيها جميع الأطراف لبحث حل نهائي للنزاع في الشرق الأوسط.ووضع بري الدول العربية أمام خيار آخر يتمثل في توسيع الحرب المفروضة على لبنان بدخول الدول العربية على خط المواجهة، مشيرا إلى أن النار التي يكتوي بها لبنان ستصل إلى الأطراف العربية وبالتالي عليها أن تتحرك في أقرب وقت.ووصف بري - الذي خوله حزب الله للتفاوض بشأن ملف الأسرى - إن الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان مدبرة ومدروسة في اتجاه ممارسة مزيد من الضغوط على سوريا وإيران إلى جانب كونها مؤامرة على لبنان. وعرض بري إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله مقابل إفراج إسرائيل عن الأسرى اللبنانيين بعد وقف لإطلاق النار، على أن يتم ضمان عودة المهجرين. وقال بري إنه بعد ذلك يمكن التفاوض الجدي حول باقي البنود تحت عنوان سيادة الدولة اللبنانية.إلى ذلك أعلن وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي أن مجلس الوزراء أيد الخطة التي عرضها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، في خطابه في مؤتمر روما حول لبنان من أجل حل النزاع القائم مع إسرائيل والتي تقوم على تفعيل اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949. في الوقت نفسه أعرب حزب الله عن استعداده لبحث "كل الاقتراحات" بعد وقف إطلاق النار بما في ذلك نشر القوة الدولية.وقال العريضي الحكومة قررت "تأييد وتبني مضمون خطاب رئيس مجلس الوزراء في روما". وقدم السنيورة الأربعاء إلى المؤتمر الذي ضم 14 دولة وثلاث منظمات دولية خطة شاملة للحل في لبنان من عدة نقاط أبرزها: وقف فوري لإطلاق النار وتعهد بإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين اللبنانيين والإسرائيليين تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وكذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق (الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل)، وعودة النازحين إلى قراهم. و التزام مجلس الأمن بوضع منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت ولاية الأمم المتحدةوبسط الحكومة اللبنانية سلطتها على أراضيها بقواتها المسلحة الذاتية، وتعزيز قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان بالعديد والعتاد, وتعزيز مهمتها ومدى عملياتها حسب الحاجة لتتمكن من القيام بالأعمال الإنسانية الطارئة.وأفادت مصادر صحفية أن مجلس الوزراء أيد خطة السنيورة بعد موافقة وزراء حزب الله وكان وزير الطاقة محمد فنيش الممثل الرئيسي لحزب الله في الحكومة أعلن للصحافيين وهو يهم بالانضمام إلى مجلس الوزراء أنه طالما لم توافق الحكومة على خطة السنيورة فانها تبقى "مبادرة شخصية" من رئيس الوزراء. وقال العريضي إن الحكومة اعتبرت "بالاجماع" إن مؤتمر روما حقق "انجازا واختراقا" بالنسبة للبنان بطرحه مسألة مزارع شبعا التي يطالب لبنان باستعادتها. من جانبه، أكد حسن فضل الله أحد نواب حزب الله في البرلمان اللبناني أن الحزب "مستعد لدراسة كل الاقتراحات" بما فيها نشر قوة دولية بعد تنفيذ وقف لإطلاق النار. واعتبر فضل الله أن وزراء حزب الله ابدوا "مرونة" في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء الخميس بتبنيهم "مضمون" خطة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للسلام, وعزا ذلك إلى حرص الحزب "على الوحدة الوطنية وبأنه يريد أن يظهر أن لبنان يتكلم بصوت واحد".وقال "نحن مستعدون لدراسة موضوع القوة الدولية شرط احترام السيادة اللبنانية. سنأخذ موقفا موحدا من هذا الموضوع في مجلس الوزراء". وأضاف "حتى الآن ليس واضحا لا عديد هذه القوة ولا مهمتها ولا إطار انتشارها, وسننتظر ما سيقترحه علينا المجتمع الدولي". يأتي ذلك في وقت دخلت الجهود الدبلوماسية للوساطة من أجل إنهاء المعارك الضارية بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله مرحلة جديدة بعد أن اتفقت القوى الكبرى على العمل من أجل وقف عاجل لإطلاق النار.وسافرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى كوالالمبور لبحث الأزمة مع وزراء خارجية منتدى دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في اجتماعهم المقرر اليوم.وقالت رايس للصحفيين الذين رافقوها من روما إلى ماليزيا إنه يتعين عدم السماح لسوريا ولإيران بالعودة والتأثير على الأحداث في لبنان، وقالت إن الأزمة يجب أن تنحصر بين بيروت وتل أبيب.وجددت الوزيرة الأميركية التأكيد على أن أي وقف لإطلاق النار في لبنان يجب أن يكون "دائما" ويعالج الجذور المسببة للنزاع.وبموازاة ذلك دعا وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إلى عقد اجتماع وزاري بمجلس الأمن الدولي في أوائل الأسبوع القادم لبحث قرار لوقف إطلاق النار، وقال إن بلاده قدمت خطة وموجزا لمثل هذا القرار.وقال دوست بلازي في تصريحات نشرت أمس إن الولايات المتحدة سعت الأسبوع الماضي إلى إرسال قوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى جنوب لبنان قبل إرساء وقف لإطلاق النار، لكن فرنسا حذرت من أن إشراك الناتو سيحول الصراع إلى معركة بين الإسلام والغرب. ورغم أن الولايات المتحدة حالت دون توجيه دعوة في مؤتمر روما إلى وقف فوري لإطلاق النار، قال دبلوماسيون إنه تم وضع الأساس لتحرك محتمل إلى الإمام.وقال الدبلوماسيون إنه تم تحديد العناصر الرئيسية لحل سياسي في اجتماع خاص لرايس وسولانا والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة.وتشمل هذه العناصر صدور قرار من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار ومبادلة السجناء بين إسرائيل وحزب الله وحل النزاع بشأن مزارع شبعا واتخاذ خطوات لنزع سلاح حزب الله ونشر قوة سلام دولية يقودها الاتحاد الأوروبي في جنوب لبنان. ورجح دبلوماسيون أن تعود رايس إلى إسرائيل وبيروت في طريق عودتها من اجتماع آسيان.ولم يعرف مدى اهتمام سوريا وإيران بالتعاون بشأن الأزمة، لكن مسؤولا سوريا رفيعا شدد أمس على أن حل المشكلة يكون بوقف فوري لإطلاق النار يتبعه تبادل للأسرى بما يفسح المجال للبحث عن الحلول السياسية.وذكرت مصادر إيرانية أن رئيس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني قام بزيارة لم يعلن عنها إلى دمشق أمس الاول لبحث الأزمة اللبنانية مع الزعماء السوريين وليحث على مواصلة تقديم الدعم لحزب الله. من جهة اخرى جاء في بيان اصدرته الرئاسة الفرنسية أمس الجمعة أن الرئيس جاك شيراك يريد ان يضغط من اجل استصدار قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة يطالب بوقف فوري لاطلاق النار في لبنان.وجاء في البيان الذي صدر بعد ان ناقش شيراك الازمة اللبنانية مع كبار وزرائه "يريد الرئيس ان تعمل فرنسا على استصدار قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة باسرع وقت ممكن يظهر التزام المجتمع الدولي بوقف فوري لاطلاق النار."واضاف البيان ان وقف اطلاق النار يجب ان "يستند الى اتفاق سياسي بين الاطراف يدعمه نشر قوة دولية بتفويض من الامم المتحدة." على صعيد اخر قال مفتي مصر على جمعة ان قتال حزب الله اللبناني لاسرائيل هو دفاع عن لبنان وليس ارهابا.وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط أمس الجمعة ان مفتي مصر تحدث في مدينة سوهاج بصعيد مصر مشددا على أن "ما يحدث في لبنان الان من اعتداءات وقتل وتدمير من قبل القوات الاسرائيلية هو الظلم نفسه."وأضافت أنه اعتبر أن الهجوم الاسرائيلي على لبنان "يبيح للبنانيين الدفاع عن وطنهم مشيرا الى أن حزب الله يدافع عن بلاده وأن ما يقوم به ليس ارهابا."ونقلت قوله "اننا جميعا ضد ما يحدث حاليا في لبنان ومن واجبنا الوقوف صفا واحدا لمؤازرة الشعب اللبناني."