واشنطن / 14 أكتوبر / رويترز :قال ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ان باكستان يمكنها إجراء انتخابات نزيهة وان لم تكن مثالية إذا رفع الرئيس برويز مشرف حالة الطوارئ يوم 16 ديسمبر مثلما وعد. وفي جلسة واشنطن وجه أعضاء الكونجرس أسئلة حادة إلى باوتشر بشأن الحكمة وراء المساعدات المالية الأمريكية لباكستان وحمل محتجون لافتات كتبت عليها عبارات نقد من بينها "توقفوا عن تمويل المستبدين" و"أكاذيب". وفيما يتعلق بالاضطرابات الأخيرة في البلاد قال باوتشر "لا يرغب المرء في مثل هذا التعطيل ... قبل وقت قريب جدا من أي انتخابات. هذا الأمر بالطبع يغير المناخ." ، لكنه أضاف انه مازال يعتقد انه من الممكن إجراء "انتخابات تعكس بالفعل خيارات الشعب الباكستاني." إلى ذلك فشلت الأحزاب الباكستانية المعارضة في التوصل إلى اتفاق على شروط مشاركتها في الانتخابات المقررة الشهر المقبل مما جعل احتمالات مقاطعتها الجماعية للانتخابات غير مرجح. ويحاول رئيسا الوزراء السابقان نواز شريف وبينظير بوتو اللذان عادا في الفترة الأخيرة بعد سنوات في المنفى التوصل إلى "ميثاق مطالب" لعرضه على الرئيس برويز مشرف لضمان إجراء انتخابات نزيهة وضمان مشاركتهما فيها. ويمكن ان تؤدي مقاطعة حزبي المعارضة الرئيسيين وحلفائهما الأصغر إلى الإضرار بمصداقية الانتخابات وإطالة أمد عدم الاستقرار الذي آثار المخاوف بشأن الدولة النووية حليفة الولايات المتحدة وجهودها لمكافحة التشدد الإسلامي المتصاعد. وبعد محادثات استمرت ثلاثة أيام اتفقت الأحزاب على 13 مطلبا تأمل في أن تضمن انتخابات نزيهة منها ضمان حياد حكومة انتقالية تتشكل من أنصار مشرف وإعادة تشكيل اللجنة الانتخابية. لكنها لم تتمكن من الاتفاق على ما إذا كان يتعين المطالبة بإعادة عشرات القضاة الذين عزلهم مشرف بعد أن فرض قانون الطوارئ يوم الثالث من نوفمبر الماضي وما إذا كان يتعين تحديد موعد نهائي للحكومة لتنفيذ المطالب. وقال شريف للصحفيين في لاهور "هناك خلافات في وجهات النظر بشأن إعادة القضاة وتحديد مهلة للحكومة لتلبية الطلبات." ويقول حزب شريف إن القضاة المخلوعين يجب ان يعودوا لعملهم قبل الانتخابات بدلا من الدخول في انتخابات معيبة تقوض الثقة في الاقتراع ويطالب بتحديد موعد نهائي لتنفيذ المطالب. واستبعد مشرف إعادة القضاة ومنهم كبير القضاة وغيره من قضاة المحكمة العليا الذين يتهمهم مشرف بالتدخل في السياسة. ويقول محللون إن بوتو التي لا تريد ان تظهر وكأنها قد تخلت عن القضاة الذين نالوا تأييدا شعبيا كبيرا لمواقفهم لا ترغب أيضا في مقاطعة الانتخابات وتكره ان تكون مشاركتها مشروطة بمطالب لن يفي بها مشرف. وصرحت بوتو بأنه ستجري المزيد من المشاورات. وقال مسئول من حزب شريف إنه من المتوقع ان يجتمع شريف وبوتو الأسبوع المقبل "ونأمل في إمكان حل هذه القضايا." وقالت بوتو ان المقاطعة قد تترك الساحة مفتوحة أمام حلفاء مشرف. وأشارت إلى ان حزبها سيشارك على مضض في الانتخابات وان احتفظ بحق الانسحاب أو الاحتجاج على النتائج. واتهمت بوتو الحكومة بالعمل بالفعل على محاولة تزوير الانتخابات. وتقول بوتو ان البرلمان المقبل هو الذي يتعين ان يقرر مصير القضاة. وأعلنت برنامجها الانتخابي وقالت اليوم الجمعة قبيل مغادرتها إلى دبي في زيارة خاصة انها تعد للحملة الانتخابية. ورغم شكوكه في الانتخابات قيد شريف اسمه كمرشح لكن اللجنة الانتخابية في باكستان منعته يوم الاثنين من خوض الانتخابات بسبب إدانته جنائية ويقول شريف أنها ذات دوافع سياسية. واستقال مشرف من قيادة الجيش وأدى اليمين كرئيس مدني لباكستان الأسبوع الماضي ووعد برفع حالة الطوارئ في 16 ديسمبر. ولم تصر الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين على إعادة القضاة لعملهم. ويتوقع المحللون أن يشارك الحزبان المعارضان الرئيسيان في الانتخابات بعد أن يحصلا على اكبر تنازلات ممكنة من الحكومة.