غضون
مدرس بالجامعة اللبنانية، فرع عدن، يدعى الدكتور/ هشام محمد شريف ومتخصص بالأمراض الصدرية وقع بداية هذا الشهر شر وقعة في مطار عدن، أحدهم قدم له نفسه بوصفه ملازماً أول في شرطة الجوازات (!) وأن بمقدوره إنهاء إجراءات تأشيرات إقامة استثنائية بلمح البصر مقابل مبلغ من المال.. الدكتور سلم للشخص الذي يدعى أحمد العامري (1900) دولار كدفعة أولى للحصول على تأشيرات على تسعة جوازات مصرية.. ولا أدري لماذا كان عليه أن يسلمه كل تلك الجوازات، وهل كان الدكتور متعهد جوازات؟ ولماذا عليه أن يدفع ذلك المبلغ الكبير وهو مجرد دفعة أولى للحصول على تأشيرات تمنح بالمجان؟- الدكتور/ هشام استعاد الجوازات التسعة كما سلمها، فالعامري لا علاقة له بما وعد، ولكنه أخذ المال وذهب، أو أنكر أن يكون قد قبضه.. ذهب الضحية إلى مدير أمن المطار وعرض عليه بالمكتوب ما الذي حدث له، وكل ما فعله هذا الأخير أنه أحال المتهم بالنصب والاحتيال إلى الرقابة والتفتيش للتحقيق في القضية.. ولكن لا تحقيق ولا يحزنون منذ بداية الثلث الثاني من هذا الشهر وحتى الآن.. رغم أن القضية ليست سهلة.. على أن الضحية نفسه قد أخطأ الطريق، فبدلاً من أن يذهب إلى مدير أمن المطار كان عليه أن يقدم ضد خصمه بلاغاً إلى قسم الشرطة لكي يتمكن من إيجاد قضية أو حماية حقه ومنازعة خصمه قضائياً.- كيفما سارت إجراءات هذه القضية، فالأمر الأهم الذي يعنينا هو أن تنظف المطارات ومداخل ومخارج البلاد من السماسرة والوسطاء والفاسدين.. فهذه الأماكن هي واجهة البلاد وفيها تبدأ تتكون انطباعات الناس عنا وعن بلادنا.. تألمت عندما قال لي الدكتور/ هشام: يا أخي الرجل قال لي إنه رجل أمن.. أنا وثقت به وأعطيته الجوازات والمال في بيتي وأمام زوجتي الأمريكية، فأنا أثق أن رجل الأمن لا يمكن أن يكون إلا مصدر أمان لكل إنسان! ومصدر الألم في هذه الكلمات واضح، فالدكتور قد تكونت لديه فكرة سيئة عن الشرطة بسبب خبرته المؤلمة مع “العامري”..