لأول مرة أطرق باباً أتحدث فيه عن أمور سياسية، هكذا قيل لي إن هذه أمور سياسية بينما انا شخصياً لم أكن أظن أنها أمور سياسية فإذا كانت فعلاً أموراً سياسية فإنني لن أكرر الخوض في هذا المجال.وإنما هو هاجس أقلقني لما أرى واسمع من أحداث تدور في هذه الفترة.قيل لي ان السياسة ماهي إلاَّ حل وتحايل وإنها إظهار لكلمات وإخفاء لمقاصد.إن السياسية كما قيل لي ماهي إلاَّ تلاعب بالألفاظ وتحميل الكلام أكثر من معنى. وانه يجوز فيها كل شيء حتى الضرب تحت الحزام وحتى الطعن في الظهر وان السياسة مبدؤها «الغاية تبرر الوسيلة». فمن اجل كل ذلك قررت منذ فترة ليست بالقصيرة عدم الاقتراب من هذه الحلبة.لماذا أدخل في متاهة؟.المهم أقول مادفعني إلى كتابة هذا الموضوع هو مايعتمل في العالم العربي والإسلامي من جروح.فهذا الرئيس “البوشي” قد جاء إلى المنطقة العربية وصال وجاب فيها حاملاً سيفه في غمده يوعز لأهل هذه المنطقة العربية بأنه مسئولين إيرانيين.من جهة يسعى” بوش” في جولته العربية لقطع الصلة بين جيران المنطقة الواحدة ويبتر التواصل بينهم ايؤجج الفتنة في الوقت الذي يرعى مصالحه ويسمح لنفسه بما يحرمه على غيره-هذه سياسة أليس كذلك؟!وهاهي “ رايس” تصرح وبأعلى صوتها وبثقة عالية بأنه على الاحتلال الأجنبي “ السوري” أن يخرج من لبنان ولا يفكر في العودة .. الاحتلال الأجنبي السوري يجب ان ينتهي في لبنان .. عجيب!! أما المحرقة التي تجري في العراق فان الصديق الأمريكي يعملها من اجل عيون العراق والعراقيين لضمان أمنهم واستقرارهم ومن اجل حياتهم وازدهارها هل هذه سياسة ايضاً؟!والمدمرة “كول” احضروها إلى المياه الإقليمية اللبنانية ايضاً من اجل استقرار المنطقة والزعماء اللبنانيون والحكومة اللبنانية تنفي أنها طلبت هذه السفينة ولكنها في الوقت نفسه لا مانع لديها من وجودها .. سياسة!!-وجاء الخبر عبر القنوات الفضائية بان هناك مؤتمراً إسلامياً يعقد في “دولة إسلامية” –عظيم- ولكن ماليس عظيماً هو أن القوات الأجنبية هي التي تؤمن عقد المؤتمر وهي التي تتحكم في أمن منطقة انعقاد المؤتمر ثقة كبيرة يوليها أصحاب الشأن للأجنبي سياسة!أصبح العربي أو الإسلامي اجنبياً وصار الأجنبي حميماً.وهذه صورة واضحة أيضاً لألعوبة السياسة وهي هذه القمة العربية والتي تحدد لها أن تنعقد في سوريا وهي:كما تعرفون أنها دولة عربية واعتقد إنها إسلامية ما يحدث هو مهزلة إن كنا نتحدث في السياسة فنقول إنها مهزلة سياسية طبعاً كما قد علق الكثيرون على قمم عربية سابقة بأنها مهزلة المهازل وإنها مشكلة المشاكل حيث أن كل قمة عربية لابد وبالضرورة أن تخلق مشاكل جديدة وتفرقة بين الشعوب العربية أقول الشعوب العربية لأنها هي الوحيدة الخاسرة من مهازل حكامها.تصوروا هذه الفرقة الحادة التي تحدث هذه الأيام كلكم على علم بها فالفضائيات تنشر هذا الغسيل على محطاتها.ما استوقفني هو تصريح لأحد الكتاب السياسيين الذي استغرب كيف يمكن لسوريا أن تستدعي لبنان لحضور الاجتماع وبأي وسيلة فالمعلوم انه لا توجد اتصالات بين البلدين ولا قنصليات ولا سفارات.. ياعجباً هل ترون كيف وصل الحال بين دولتين عربيتين وجارتين لا بأس في أن تكون الخطوط مفتوحة والتواصل موجوداً مع اليهود الصهيونيين، بل هذا أمر لابد منه: ذلك الصهيوني الذي قتل ودمر واحرق وهدَّ البنيان وعاث فساداً أمد إليه جسر التواصل.أما ذلك العربي والمسلم فلا وألف لا.هذه سياسة!!أين أنتم يا أيها الساسة العرب، وبحكم ان كل الدول العربية هي في الأغلب إسلامية والإسلام هو تشريع لهذه الدول العربية فإنكم يا أيها الساسة لا تعتقدون بان أمتكم هي خير امة أخرجت للناس.واسمحوا لي قبل ان اختم الأنين تذكرت لعبة سياسية تسمى “ الديمقراطية” ويلعبها الغرب معنا نحن دول العالم الثالث النائم فهم يعيرون كثيراً لرأي المواطن والناخب ودافع الضرائب لديهم ويستخدمون هذا “ الرأي العام” كما يسمونه في تحديد عديد من القضايا على حكامنا الأفاضل فهم وياحرام الرأي العام يضغط عليهم.. وبالتالي فهم لا يستطعون إلا النزول عند هذا الرأي العام أما نحن في العالم الثالث وفي الدول النائمة ليس بالضرورة أن تأخذ بالرأي العام عندنا، ولا قيمة لرأي الناخب ودافع الضرائب لدينا.. ولابأس عندنا بتكميم الأفواه وربما يصل الأمر عندنا إلى تخوين هذا الناخب ودافع الضرائب هذه سياسة!!عندهم لاتجد صورة لحكامهم ولو واحدة في جميع مرافقهم الرسمية وعندنا تجد صور حكامنا في كل مكان منتشرة بل هناك من يتسابق في هذا المجال فترى صور زعمائنا الأفاضل من مختلف الأحجام وبمختلف البراويز. هذه ايضاً سياسة!!الله يجيرنا من مثل هذه السياسات –اللهم آمين-.
|
آراء حرة
السياسة أولاً .... وأخيراً
أخبار متعلقة