(ميتشل (إلى اليسار) ينصت إلى عباس أثناء محادثاتهما في رام الله يوم أمس الأربعاء)
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/محمد السعدي: أكد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل للفلسطينيين يوم أمس الأربعاء التزام واشنطن بإقامة دولة لهم ووصف قيام هذه الدولة بأنه الحل الوحيد القابل للاستمرار للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.ودعا ميتشل بعد محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجانبين إلى الوفاء بتعهداتهما بموجب “خارطة الطريق” للسلام لعام 2003 التي تلزم إسرائيل بوقف توسيع المستوطنات والفلسطينيين بالحد من نشاط المسلحين.وأضاف ميتشل أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوضح أن “الحل الوحيد القابل للاستمرار لهذا الصراع هو الوفاء بطموحات الجانبين من خلال دولتين.”وأبرزت تصريحات ميتشل خلافا نادرا في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. ولم يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علانية على إقامة دولة فلسطينية وذكر أن البناء سيتواصل في المستوطنات الحالية في الضفة الغربية المحتلة.وفي تكرار للتصريحات التي أدلى بها خلال محادثاته مع زعماء الكيان الإسرائيلي يوم الثلاثاء قال ميتشل في رام الله بالضفة الغربية أن واشنطن تسعى فيما يخص محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية إلى “استئنافها على وجه السرعة والانتهاء منها مُبكرا”.وأردف قبل أن يواصل زيارته لأحدث محطة في جولته في المنطقة والتي تشمل لبنان وسوريا ومصر “نحن نجري الآن مناقشات جادة مع الإسرائيليين والفلسطينيين وغيرهم من الأطراف الإقليمية لتعزيز هذا الجهد.”وأوضح المبعوث الأمريكي بعد اجتماعه في وقت لاحق مع زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني أن واشنطن تسعى إلى “السلام الشامل في المنطقة الذي لا يقتصر على إسرائيل والفلسطينيين بل يشمل أيضا السوريين واللبنانيين وكل الدولة المحيطة.”ولم يدل عباس بعد اجتماعه مع ميتشل بأي تصريحات للصحفيين. ويقول الزعيم الفلسطيني أن المحادثات مع إسرائيل ستكون بلا جدوى ما لم يقبل نتنياهو بحل الدولتين وتجميد الاستيطان.وذكر المفاوض الفلسطيني صائب عريقات في بيان أن الولايات المتحدة أوضحت اعتزامها تنشيط محادثات السلام في الشرق الأوسط وتوقعها أن ينفذ الطرفان التزاماتهما بموجب خارطة الطريق.ونوه أن عدم وفاء إسرائيل بتعهداتها بموجب الاتفاقات القائمة قوض مصداقية عملية السلام.وأضاف عريقات أن تأكيد أوباما على الوفاء بالتعهدات اختبار مهم للنزاهة والتوازن.ووصف مساعد لعباس الموقف الأمريكي بأنه “مُشجع” لكن موقف إسرائيل “مُخيب للآمال ومبهم”.ومن المقرر أن يحدد نتنياهو الذي يرأس حكومة ائتلافية محافظة قد تتعرض للانهيار إذا جمد الاستيطان موقفه في خطاب يلقيه يوم الأحد.وأثناء زيارة ميتشل للضفة الغربية اجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المعني بالشؤون الأمنية في القدس لبحث إمكان تخفيف الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المعارضة لجهود السلام الأمريكية.وأشار بيان رسمي أن المجلس ناقش “سُبُلا إضافية لتيسير حياة السكان الفلسطينيين في غزة مع حماية مصالح إسرائيل الأمنية في الوقت نفسه”.لكن البيان لم يتضمن أي مؤشرات بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستسمح بدخول مزيد من السلع إلى القطاع من خلال المعابر الحدودية الإسرائيلية كما طلبت منها الولايات المتحدة والدول الأوروبية.