يخوض عدد من الشعراء اليمنيين المعاصرين في وقتنا الحاضر تجربة الخاطرة النثرية - الجديدة ولهم في ذلك الاختيار اجتهادات وتاويلات فمنهم من يتوق الى شيء يجرب فيه طاقاته الابداعية مع الكلمات وتشكيلات طريفة تتخلق فيها وهناك من لا يرتضي سيق أخرين الى ميادين حداثة ترشح لمواكبة القرن الذي يفتتح الألفية الثالثة وثمة من يبتكر أسبابه ودواعية وليس لنا أن نرفع أسواراً دون حياض مملكة الشعر لا يخرج منها أصحابها الشعراء ولكن من الضروري متابعة النتاج النثري الجديد لدى هؤلاء الذين تمرسوا بأدوات فنية مع الايقاع لعلنا نعثر على مزايا أو ملامح إيجابية أو نهتدي الى علامات تسدد الخطو في الخواطر على نحو ترتفع معه الى نضج نتطلبه ونصبو إليه وهنا لابد من الاشارة الى أن تداخلاً بين أعمال الشعراء أربك القراء وبعض النقاد فبعد أن مضى في رحيل الكثيرين من خيرة الرجال العظام من شعراء اليمن على سبيل المثال لا للحصر الأديب والشاعر والكاتب والمؤرخ أحمد فضل القمندان وترك لنا أشواطاً في الكتابة النثرية لخواطره الغنائية تحت عنوان خلافي (قصيدة غنائية / نثر) ونذكر في هذا السياق ما كان قد قام به الشاعر اليمني الكبير لطفي جعفر أمان من ينابيع النثرية وملتقى البحار من توزيع قصائد له على أسطر كما في نسق شعر التفعيلة الى الصوغ الشعري الموزون - إنهما نوعان فيهما هذين التشكيل من الاداء الادبي (الشعر والنثر) وهي في حقيقتها تنتظم وفق البحور وقوافيها وقواعدها العروضية الكلاسيكية .. وفي الجهة المقابلة في هذا السياق نذكر أن عدداً من الشعراء حملوا الى النثرية حفنات من رصيد الغنائية وجمرات اللغة الساحرة وأعطوا نتاجاً متميزاً لكنه بحاجة الى الربط بأصول الابداع النثري وينابيعه بدلاً من غربة بين أطياف القصائد لا للحصر أمثال الاديب والشاعر الغنائي الراحل محمد سعيد دراوة أبو هاني - والشاعر الغنائي حسين المحضار والاديب والشاعر الراحل عبدالله البردوني والاديب شاعر الجيل عبدالعزيز المقالح والاديب والشاعر الغنائي عباس الديلمي وغيرهم من هذا النهر الى ذاك أو من ذلك الجيل الى ذلك ثم تندثر وتبيد ولا يبقى منها إلاّ ثمار أفكارهم الخالدة والدواوين ومن هؤلاء في طليعة هؤلاء شاعر الليل .. شاعر العزلة .. شاعر اليقظة الروحية .. البحر .. العواصف .. الشاعر الغنائي مصطفى خضر - سيدي رفقاً - سامحونا ؟!لأن الدفقة من الذكريات التي تجمع الخاص الى العام والماضي الى الحاضر . [c1]محسن حسن العسكري [/c]