احد جرحى الصراع في وادي بونر
وادي بونر (باكستان) / 14 أكتوبر / رويترز:خاض الجيش الباكستاني معارك عبر الممرات الجبلية يوم أمس الخميس في ثالث أيام القتال من اجل طرد مقاتلي طالبان من وادي بونر الاستراتيجي بعد أن رحب الرئيس الأمريكي باراك اوباما بهذا التصميم الجديد. وكان المتشددون لا يزالون يسيطرون على أجزاء من وادي بونر الذي يبعد 100 كيلومتر فقط شمال غربي العاصمة إسلام أباد مع أن الجنود قاموا بتأمين مدينة داجار الرئيسية أمس الأول الأربعاء بعد أن أسقطتهم طائرات هليكوبتر خلف خطوط العدو. وأشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي في واشنطن إلى أن الجيش الباكستاني بدأ يدرك أن التشدد الداخلي لا الهند هو الذي يشكل أكبر تهديد لاستقرار باكستان بالرغم من الحروب الثلاثة التي خاضها الخصمان القديمان. وأضاف أوباما «على الجانب العسكري بدأنا نرى بعض الاعتراف في الأيام القليلة الماضية بأن الفكرة المسيطرة عن الهند كخطر قاتل على باكستان أسيء توجيهها وان الخطر الأعظم عليهم الآن يجيء من الداخل.» وأوضح في سياق تصريحه «وبدأنا نرى الجيش الباكستاني يتعامل بجدية أكبر مع التهديد المسلح من المتطرفين المتشددين.» وأثار تقدم طالبان الزاحف من معقلها في وادي سوات قلق الكثير من الباكستانيين كما اثار المخاوف في واشنطن بشأن استقرار حليفها النووي. وقال اوباما انه واثق من أن الترسانة النووية الباكستانية آمنة. واستعانت القوات الباكستانية اليوم الخميس بطائرات هليكوبتر حربية وبقطع المدفعية في استهداف مخابئ المتشددين في بونر وشوهدت المئات من العائلات وهي تتدفق خارجة من الوادي وعرباتهم محملة بكل ما يمكن حمله من أمتعة وممتلكات بما في ذلك الماشية. وقالت امرأة مسنة ووجهها ورأسها غير مكشوفين وهي تجلس في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة «نحن نغادر لكننا لا نعرف إلى أين. هناك قصف مدفعي لقريتي طوال الليل.» وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الجيش الميجر جنرال أطهر عباس أن قوات الأمن سيطرت على ممرين اثنين على الأقل اليوم امس الخميس لكن عليهم أن يتحركوا بشكل أكثر حرصا بسبب القنابل المزروعة على جانب الطريق. ووجه تحذير إلى طالبان في سوات لعدم تنفيذهم الجانب الخاص بهم من الصفقة بعد أن قبلت الحكومة مطالبهم بإقامة المحاكم الشرعية عبر أنحاء منطقة مالاكاند في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي الذي يشمل سوات وبونر وعدة مناطق أخرى. وقال عباس في مؤتمر صحفي في روالبندي المدينة العسكرية المجاورة لإسلام اباد «الإرهاب الذي يروع الناس في المنطقة مستمر بلا انقطاع وهذا ما نعتبره انتهاكا جسيما لاتفاق السلام.» وقال عباس إن المتشددين رفضوا التخلي عن السلاح وقاموا بخطف أفراد من قوات الأمن وقتلوا أفرادا من الشرطة ومن المدنيين. ودعا مسؤولون أمريكيون باكستان إلى متابعة هجومهم الذي بدأ هذا الأسبوع في دير وبونر بدلا من ترك العدو يعيد تجميع صفوفه وتصاعدت التكهنات بأنه فور أن يقوم الجيش بتأمين منقطة بونر سيحول اهتمامه إلى طالبان في سوات. ولم يقدم عباس آية أرقام جديدة لضحايا القتال في بونر ودير السفلي حيث بدأت عملية يوم الأحد الماضي فيما عدا أن أكثر من 120 من المتشددين قتلوا حتى أمس الأول الأربعاء. وقبل الهجوم العسكري في بونر كان لدى الدول الغربية الحليفة التي تحتاج الى دعم باكستان لهزيمة تنظيم القاعدة واعادة الاستقرار إلى أفغانستان مخاوف من أن تكون الحكومة تميل بشكل مفرط لاسترضاء المتشددين. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في واشنطن أمس الأول الأربعاء «أشعر بقلق بالغ تجاه الوضع في باكستان ليس لأني أعتقد أنهم سيهزمون وأن طالبان ستسيطر على باكستان. «أنا قلق بدرجة أكبر لأن الحكومة المدنية هناك حاليا هشة جدا وليس لديها القدرة فيما يبدو على تقديم خدمات أساسية مثل المدارس والرعاية الصحية وسيادة القانون ونظام قضائي يعمل لصالح غالبية الشعب.» وأكدت أعمال العنف العرقية في مدينة كراتشي مدى انعدام الاستقرار المتزايد في باكستان حيث صدرت الأوامر لقوات الأمن بإطلاق النار على من يروه من اجل إعادة الأمن والنظام. الجدير بالذكر أن 27 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات وقعت أمس الأول الأربعاء وكثير منهم من البشتون مما يكشف عن نوع آخر من التوتر بين الأشخاص في الشمال الغربي وبين غيرهم القادمين من أنحاء أخرى من البلاد. ومن المقرر أن يجري أوباما محادثات مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري والرئيس الأفغاني حامد كرزاي في السادس والسابع من مايو أيار الجاري. وقال نواب أمريكيون إنهم يعتزمون الإسراع في تقديم أكثر من 400 مليون دولار من المساعدات إلى باكستان لمساعدتها في عمليات مكافحة التمرد. كما أن الولايات المتحدة ستمنح إسلام أباد 1.4 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية.