يصنِّع ساعة خاصة ويمثِّل أشهر الموردين العالميين
الدوحة / وكالات :حتى اليوم يجلس في المحل نفسه الذي بدأ فيه مشروعه المتواضع برأسمال بسيط، مكون من بضعة آلاف من الروبيات الهندية (عملة قطر في خمسينيات القرن المنصرم).الجابر بدأ «البزنس» من متجر صغير كان يبيع فيه الساعات والطوابع والأقلام، وبعد كفاح استمر نصف قرن من الزمان في وجه الصعوبات والتحديات أسس شركة «الجابر للساعات»، وانتشرت فروعها العشر في قطر ودول الخليج وتجاوز رأسمالها 700 مليون ريال (الدولار = 3.64 ريالات).ومنذ أن بدأ حياته العملية موظفا على بدالة الهاتف في إحدى شركات النفط في أربعينيات القرن الماضي كان حلم المشروع الخاص يراوده؛ لكنه انتقل بعد عدة سنوات من عمله موظفا للبدالة إلى فرع شركة النفط في مدينة ميسعيد الصناعية حيث عمل موظفا إداريا.وبعد بضع سنوات أخرى يروي الجابر في مقابلة خاصة لـ»الأسواق.نت» أنه ترك العمل في الشركة واتجه إلى وضع أول نواة لمشروعه الخاص بتأسيس محل حمل اسم متجر»أم سعيد» في أقدم أسواق قطر وهو «سوق واقف»، وذلك في عام 1958، وكان نشاطه ينحصر في بيع الطوابع البريدية والأقلام والساعات، وحقق الرجل نجاحا كبيرا في سنوات قليلة، وذاعت شهرته، حيث حصل على وكالة عدد من الساعات منها أورفينا وأومكس وريموندويل، وأيضا وكالة أقلام شيفر وباركر.ونظرا للنجاح الكبير الذي حققه كأول وكيل بريدي معتمد من المؤسسة العامة للبريد، قامت الحكومة القطرية بتكريمه على جهوده في توفير الخدمات البريدية، ومنحته مؤسسة البريد شهادة شكر وتقدير لأمانته ومصداقيته في بيع الطوابع بالسعر الرسمي المعتمد من المؤسسة، وهو ما كان له عظيم الأثر في جذب العملاء، وكسب ثقتهم، فازدادت شهرته وكان لمتجره أفضلية على متاجر الساعات والأقلام والطوابع القائمة في ذلك الحين، فقام يوسف الجابر بشراء أول سيارة لمشروعه تساعده في نقل بضاعته وتسويقها.يسرد الجابر قائلا «كانت أول طوابع قطرية قد صدرت في الأول من شهر أبريل عام 1957، وتم توشيح الطوابع الإنجليزية، والتي تحمل صورة الملكة إليزابيث الثانية بكلمة (Qatar)، والمجموعة تضم عدد (15 طابعا)، وظلت الطوابع الموشحة بالعملة فقط تستعمل في قطر مع الطوابع الجديدة التي تحمل كلمة قطر، وفي فترة الخمسينيات وحتى بداية الستينيات كانت العملة التي يبيع بها يوسف الجابر بضاعته من الطوابع والأقلام والساعات هي الروبية الهندية، ثم جاء الاستقلال البريدي لدولة قطر حيث تعتبر مجموعة الشيخ أحمد بن علي آل ثاني للتخليص العادي آخر مجموعة للبريد الإنجليزي في قطر اتبعتها حكومة قطر في مهمة الإشراف الكامل منذ 1963، وبقيت مجموعة الشيخ أحمد العادية صالحة للاستعمال حتى نهاية عام 1966، وتم في العام نفسه توشيح الطوابع القطرية بالعملة الجديدة (الريال/الدرهم).والفترة التي بدأ فيها يوسف الجابر مشروعه التجاري كانت صعبة جدا، حيث إن الريال القطري الصادر حديثا لأول مرة لم تكن قيمته كبيرة، وتحمل العديد من الصعاب والتحديات حتى يستطيع أن يفي بالتزاماته المالية تجاه شركات الساعات الأوروبية التي حصل على وكالتها، حيث كان يعتبر سمعته والتزامه هي ثروته التي يجب ألا يتخلى عنها، وساعده على ذلك عزيمته وإصراره على نجاح مشروعه، وتوسعه في عالم التجارة، خاصة وأنه لم يكن لديه إرث أو أي دعم مالي من الأهل والأقارب.وواصل متجر أم سعيد نجاحه وشهرته، وأصبح له فروع جديدة في الثمانينيات، وفي عام 1990 نقل الرجل مسؤولية إدارة الفروع إلى ابنه الأكبر محمد يوسف الجابر، بعد أن أكسبه العديد من الخبرات التي تمكنه من القيام بمسؤولياته، وازداد عدد الفروع وأصبح لدى يوسف الجابر أربع متاجر لبيع الساعات والأقلام حتى نهاية عام 2000.