محمد علي صالح العمل الاجرامي الظلامي الذي استهدف الفوج السياحي الأسباني مع مرافقيهم اليمنيين الساعة الـ 5.20 بتوقيت صنعاء عصر يوم الاثنين الـ 2 يوليو الساعة الـ 2.20 بتوقيت مدريد في محافظة مأرب التاريخية أدى الى قتل 7 سياح أسبان واثنين يمنيين وجرح آخرين أسبان و 6 من مرافقيهم اليمنيين .لاشك أنه من جيل الاعمال الارهابية وسلسلة الهجمات والاعتداءات التي استهدفت الابرياء في أكثر من عاصمة عربية وعالمية وضربت المصالح الحيوية ومحطات القطارات وخطوط السكك الحديدية ووسائل المواصلات العامة وحركة النقل البحري .. الموانئ والمطارات والسفن والطائرات ودور العبادة والملاهي الليلية والمنتجعات والفنادق السياحية وسفارات الدول الاجنبية ومركز التجارة العالمية وتوجه الى قتل واختطاف الدبلوماسيين والصحافيين والسياح ورعايا ومواطني الدول الاخرى وغيرها من الاعمال الارهابية التي نشاهدها كل يوم على شاشة التلفزة العالمية وفور وقوعها من أماكن حدوثها بمختلف صورها الدامية وأشلائها المتطايرة على الهواء مباشرة .وجرى بنا القول إن الارتسام لبعد المخاوف والاخطار جراء تلك الاعمال التي تندرج تحت قائمة الارهاب هي التي ختمت ودفعت بالكثير من دول العالم الى إحداث تغيير شامل وإنقلاب جذري في سياستها الخارجية ونظمها وعقيدتها العسكرية والامنية واستوجبت منها إعادة النظر في قوانينها وتشريعاتها وتأسيس أجهزة ونظم جديدة لحماية أمنها والدفاع عن مصالحها وتطوير وتحديث وسائل وأدوات الكشف والمراقبة لدى تلك الاجهزة ومستوى أداء وكفاءة الكادر الامني العامل فيها لتمكينها من مواجته والتصدي لمثل تلك التهديدات الارهابية ومنها قبل وقوعها وهي التي جعلت تلك الدول تذهب الى إبرام إتفاقات شراكة وتعاون ثنائية وجماعية مع مختلف الدول الاخرى وتعزيز تحالفاتها السياسية الاقتصادية وعندما نعرف أن ذلك الارتسام لبعد المخاوف في سماء العالم جراء تلك الاعمال الارهابية هو الذي استوجب من حكومات دول العالم الانخراط تحت مظلة الجهد الدولي لمحاربة ظاهرة الارهاب والجريمة العابرة للحدود والقارات .تلك الظاهرة التي تقدمت الولايات المتحدة الامريكية لشن الحرب عليها وتوجيه وقيادة ذلك الجهد لخوض المعركة العالمية للقضاء عليها وتجفيف منابعها واستئصالها من جذورها.ومن الاهمية بمكان القول أن العمل الارهابي الذي استهدف السياح الاسبان في اليمن لن يكون آخر عمل إرهابي تشهده المنطقة والعالم عندما نعرف أن العالم صار مسرحاً للارهاب وأن المنطقة أصبحت تغلى بالازمات والحروب والصراعات كل يوم وهي آتية ببرميل بارود وأن جميع تلك الاعمال الارهابية التي شهدتها عواصم ومدن العالم هي صناعية مركبة يراد من خلالها تسويق الرعب والاخطار في ذاكرة ووعي الشعوب وإغراقها بالاحزان والمآسي ومخاوف شتى.والارهاب أيضاً سلاح العصر الذي تحاول الدول الغربية استخدامه كذريعة ومبرر للاعتداء على الدول وضرب الجماعات والاشخاص الذين يقفون ضد سياستها ومصالحها ومخططاتها الرامية الى بسط هيمنتها على العالم .وللإساءة الى صورة الاسلام والمسلمين وتصويره بالعدو.وإلى ما تقدم نعود الى التأكيد أن ذلك الاستهداف والعمل الارهابي للسياح الاسبان هو حقيقة موجة للنيل من قامة وشموخ وكبرياء وطننا وهو امتداد للأعمال الارهابية التي تعرضت لها بلادنا خلال السنوات الماضية التي استهدفت قتل وإختطاف رعايا الدول الاجنبية وضرب سفن وبوارج وحركة الملاحة في الموانئ اليمنية والاعتداء على السفارات الاجنبية وتدمير المنشآت الحيوية وإغتيال الشخصيات الوطنية وهي أعمال كبدت الوطن أضراراً وخسائر فادحة وتركت إنعكاساتها السلبية على سمعة ومكانة بلادنا المرموقة وعلى صورة النموذج والمثال الذي قدمته .في حل جميع قضايا ومشاكل الحدود مع دول الجوار بصورة ودية وعبر الحوار والتفاهم الاخوي والتحكيم الدولي وفي سعيها الدؤوب والمثابر لإرساء وتعميق نهج الممارسة الديمقراطية في أكثر من عملية انتخابية لقوام السلطات الرئاسية والتشريعية والمحلية وفيما يخص الدور والتحرك الذي لعبته لتثبيت دعائم الامن والاستقرار وحماية مصالح الدول الاجنبية في إطارها ومحيطها الاقليمي .ولا غرابة أن يأتي ذلك الاستهداف على خلفية التحرك النشط للدبلوماسية الرئاسية للجمهورية اليمنية والنجاح الذي حققته زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية .. الى باريس والقاهرة ولقاءاته ومباحثاته المثمرة مع القيادة الفرنسية والمسؤولين الفرنسيين ومع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العاصمة الفرنسية ومع فخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك في القاهرة وكذلك لقائه مع الاخ عمرو موسى أمين الجامعة العربية في باريس الذي أطلع فخامة الرئيس على آخر الجهود والمساعي التي تقوم بها الجامعة لمساعدة الاشقاء في لبنان على الخروج من الازمة التي تهدد وتنذر بمخاطر وتحديات على كيانه ووحدته الوطنية ومستقبل أبنائه وعلى آخر الخطوات والقرارات والمواقف التي اتخذها مجلس وزراء الجامعة في اجتماعه الطارئ الذي وقف أمام التطورات والمستجدات الخطيرة التي شهدتها الساحة الفلسطينية والتحركات التيقام بها الى عدد من العواصم العربية والعالمية .وقد حرص فخامة الرئيس في تلك الزيارة االمهمه التي جاءت في المكان والزمان على تجسيد حضور ودور ومواقف الجمهورية اليمنية المتقدمة المنتصرة لقضايا أمتنا العربية والداعمة والمساندة للحق والقضية الفلسطينية ولحمةووحدة الشعب الفلسطيني على الدوام .وعقب الحضور والنجاح الذي جسدته زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الى العاصمة الامريكية واشنطن مؤخراً والطرح الجريء والشجاع للقضايا العربية ومطالبته ونصحه للرئيس الامريكي بتسجيل إختراق لصالح إحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط من نافذة الحل العادل والشامل للقضية وإقامة دولتين على أرض فلسطين للشعبين الفلسطيني واليهودي تكفل لهما حقوق المواطنة الحقة والعيش الكريم وعندما نعرف أن العمل الارهابي قد جاء في ذلك التوقيت الحرج الذي استطاعت فيه بلادنا التوصل الى حقن دماء ابنائها وإيقاف حرب وفتنة صعدة وتتطلع الى عودة الحياة الطبيعية الى كافة مدنها وقراها وأن ينعم آهاليها بالامن والاستقرار والى حشد وتضافر جهود وإمكانات الوطن في بوتقة التحدي لمحو ومعالجة والتغلب على آثارها وتداعياتها وانعكاساتها الاجتماعية والنفسية على وحدة وحياة شعبنا ووطننا اليمني وعلى استقراره وتقدمه وإزدهاره المستقبلي.وجاء في ذلك التوقيت أيضاً بعد أن أمكن للاحزاب الممثلة في البرلمان اليمني التوقيع على اتفاق وثيقة الضوابط المنظمة للحوار بينهما التي تستطيع بموجبها أطراف العمل الحربي في الساحة الوطنية الجلوس على طاولة النقاش والبحث المشترك للاجابة عن كافة القضايا والمشاكل التي يواجهها الوطن والتفتيش عن حلول ومعالجات للتحديات المتعلقة بالمصير والمستقبل وبعد أن قطعت اليمن شوطاً كبيراً في مجال ترسيخ نهج الممارسة الديمقراطية وفي مجال التغيير والاصلاح للنظام الاقتصادي والمالي والانفتاح على اقتصاد السوق وسن التشريعات والقوانين المساعدة والمحفزة للتطور التي تمكن اقتصاد بلادنا من مواءمة ومواكبة الاقتصاديات العالمية .ولذلك نقول إن ذلك الاستهداف والعمل الارهابي يعتبر بمثابة الاختبار جاء في الزمان والمكان لمدى قدرة وإمكانية اليمن على مواجهة مثل تلك التحديات والاخطار التي تسعى وتهدف للنيل من مكانة وسمعة ودور ومواقف الجمهورية اليمنية المتقدمة المنتصرة لقضايا أمتنا العربية والمدافعة عن مصالحها والتي حرصت من خلالها على بلورة رؤى وأفكار أكثر واقعية معاصرة وحداثة وإلمام بحقائق التطور للاجابة عن كافة الاسئلة المتعلقة بحاضر ومستقبل ابناء أمتنا جميعاً.ومن الاهمية بمكان التأكيد على أن ذلك المعطي يراد من خلاله إحراج اليمن والتأثير على علاقات الشراكة والتعاون سلباً مع المجمع الدولي والانتقاص والتقليل من الدور والجهد الذي تضطلع به في محيطها وإطارها الاقليمي في محاربة الارهاب وتثبيت دعائم الاستقرار وحماية مصالح الاطراف الدولية ومن الاحترام والتقدير الذي تخطى به لدى عواصم القرار العالمي .ومن هذا المنطلق نجزم القول أن ذلك الجرم المقترف بحق الوطن لن يزيد أبناء وطننا اليمني إلاّ إصراراً على مواصلة السير في ركب التقدم المعاصر والنهج الديمقراطي وتعميق علاقات الشراكة والتعاون مع مختلف دول العالم والذهاب قدماً الى الامام تحت مظلة الشراكة مع المجتمع الدولي لمحاربة الارهاب بكافة أشكاله ومظاهره وإقتلاع الظاهرة من جذورها ومعالجة أسبابها ودوافعها المختلفة .وتدرك اليمن أكثر من أي وقت مضى أن الفاتورة والثمن الذي ينبغي عليها أن تدفعه جراء سياستها ونهجها ومواقفها المتميزة والمتقدمة سوف تكون باهضة ولكنها على قناعة من صواب ذلك التوجة وسلامة وصحة ومبدئية تلك التحركات والمواقف الخارجية التي تجسد المصداقية والوضوح لذلك النهج والموقف ومدى الاحترام والتقدير الذي أكتسبته لدى المجتمع الدولي اليوم.
|
آراء حرة
استهداف السياح في اليمن وتضافر الجهد الدولي لاستئصال ظاهرة الإرهاب
أخبار متعلقة