[c1]القاعدة تنشط بالسجون البريطانية[/c]ذكرت صحيفة “صنداي تايمز” الصادرة أمس في العاصمة البريطانية لندن أن أخطر قادة تنظيم القاعدة في بريطانيا يروجون للجهاد من داخل سجون تتمتع بحماية أمنية عالية، وذلك بتهريب بيانات دعوية لنشرها على شبكة الإنترنت وللبحث عن عناصر لتجنيدها.وأورد تقرير صادر عن كويليام, وهي مؤسسة بحثية لمكافحة التطرف تمولها وزارة الداخلية البريطانية, أن “سوء الإدارة” السائد في هيئة خدمات السجون يساعد القاعدة على تجنيد أعضاء جدد ويساعد على “تقوية الحركات الجهادية.”ونقلت الصحيفة عن التقرير أن أبا قتادة, الذي يصفه جهاز الأمن الداخلي (إم آي 5) بذراع أسامة بن لادن اليمنى في أوروبا, نشر عددا من الفتاوى على الإنترنت من سجن لونغ لارتين في ويرسيسترشاير يدعو فيها للجهاد وقتل “المسلمين المعتدلين.”وهناك قيادي آخر هو أبو ضحى - مشرف القاعدة المسؤول عن التجنيد كما يقال- تلقى دورات دعوية في سجن بلمارش جنوبي لندن, ما أهله ليكون معلما لبقية النزلاء.أما أبو حمزة الذي زُج به في السجن عام 2006 بتهمة التحريض على القتل, فقد ظل يلقي خطبا وصفتها الصحيفة بالمتطرفة على النزلاء بتمريرها عبر أنابيب المياه في زنزانته بينما ظل رشيد رامدا - القيادي الجزائري المتهم بالضلوع في “مؤامرة” تفجير مترو باريس- يؤم المصلين في صلاة الجمعة بالسجن نفسه.وقالت ديم باولين جونز, وزيرة الأمن بحكومة الظل, إن السجون معرضة لأن تصبح “حاضنات للتطرف”.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]مفاجآت في أوروبا بعد جدار برلين[/c] أفرز انهيار جدار برلين جملة من التداعيات والتأثيرات التي كانت بمنزلة مفاجأة على أوروبا، وقد فشل المهتمون بقضايا الاتحاد السوفيتي والجواسيس، والضباط العسكريون والدبلوماسيون والصحفيون ومختلف الخبراء الأوروبيين الذين يدرسون الوضع بالاتحاد السوفيتي في التكهن بها.وقد رصد رئيس تحرير مجلة فورين بوليسي موسيس نعيم في مقاله بالذكرى العشرين لانهيار الجدار أربع عواقب وتداعيات غير متوقعة شهدتها أوروبا جراء انهيار الاتحاد السوفيتي، وهي:أولا: حلول الصين محل الاتحاد السوفيتي في تشكيل الخطر الرئيسي على الأوروبيين.لم يكن يدور بخلد أي كان لدى انهيار جدار برلين أن تشكل الصين خطرا مباشرا على أوروبا الغربية كما كان الحال في عهد الاتحاد السوفيتي وهذا ناجم ليس عن قوتها العسكرية بل نتيجة قدراتها الاقتصادية.فأوروبا الغربية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كانت تحت تهديد المواجهة المدمرة مع الاتحاد السوفيتي, لكن من حسن الحظ أن ذلك التهديد لم يتجسد على أرض الواقع ولم يحصل فعليا.ومن الناحية العملية فإن حياة الأوروبيين الغربيين لم تتأثر, وعلى النقيض من ذلك فإن صعود الصين الاقتصادي أثر على الحياة اليومية لكافة الأوروبيين من كافة النواحي, وقد أثرت الرأسمالية الصينية على إعادة تشكيل أوروبا أكثر مما فعله الاتحاد السوفيتي على الإطلاق.ثانيا: اليورو .لم يتنبأ أحد أن سقوط جدار برلين سيعجل بقيام العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) أو قيام الدول الأربع عشرة الأخرى بالتخلي عن عملتها الوطنية لصالح اليورو.وبالمقدار نفسه كان من المستحيل تصور سيناريو أن يصبح اليورو - بعد الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها المدمرة على اقتصاديات أوروبا- هو العملة الاحتياطية لمن خشوا من انهيار قيمة الدولار الأميركي, وأضحى اليورو في وضع مميز اليوم كحقيقة عادية، وهذه مفاجأة في حد ذاتها.ثالثا: الضعف الأوروبي الجيوسياسي.يرى الكاتب أنه رغم ارتفاع عدد أعضاء التحالف الأوروبي من ست دول عام 1960 إلى 27 دولة اليوم، ورغم أن الاقتصاد الأوروبي يعتبر واحدا من أكبر اقتصاديات العالم, والديمقراطية الأوروبية نموذج يحتذي بها ناهيك عن مساعداتها السخية للتنمية شملت كافة الدول النامية وسياساتها الاجتماعية التي يحسدها بقية العالم عليه, فإن النفوذ السياسي الأوروبي على المسرح السياسي العالمي آخذ في التدهور.ففي قضية حقوق الإنسان التي هي من صلب القيم الأوروبية والهدف الذي تسعى الدول الأوروبية لتحقيقه, كشفت دراسة للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن نفوذ القارة في الأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان في تراجع وتدهور.وفي أواخر تسعينيات القرن الماضي كان 70 % من دول الأمم المتحدة تدعم المبادرات الأوروبية في هذا المضمار, أما اليوم فإن 117 دولة من أصل 192 هي عدد أعضاء الأمم المتحدة الذين يصوتون بانتظام ضد أوروبا بالأمم المتحدة.وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دليل آخر على تراجع نفوذ أوروبا حيث ترسل كثيراً من الأموال، لكن من دون أن تتمتع بتأثير قوي، ويعود السبب في تلاشي واضمحلال النفوذ الجيوسياسي الأوروبي بالعالم إلى كون دول الاتحاد الأوروبي لا تعمل بطريقة واحدة وعزيمة موحدة.رابعا : الإسلام في أوروبا القديمة وأميركا في أوروبا الجديدة .لم يكن أحد يتخيل في قمة الحرب الباردة أن يشعر السكان الأوروبيون أن تدفق المهاجرين من العالم العربي سيشكل خطرا عليهم أكثر من التوسع الشيوعي بالقارة أو حتى من قبيل صراع مسلح مع روسيا.وكان من المفارقات التي تدعو إلى الدهشة والمفاجأة في ذلك الوقت أن تعرف أن بولندا والتشيك وهنغاريا ستصبح حصونا وقلاعا مؤيدة للأميركيين، لكن هذه كانت من بعض الحقائق المفاجئة لتداعيات حقبة ما بعد انهيار جدار برلين في أوروبا.فقد أصبح القلق حول الهجرة خاصة من الدول الإسلامية يحتل صدارة الجدل اليومي بدءا من البرلمانات وانتهاء بموائد العشاء, وبات احتمال تحول أوروبي إلى أوروبا بطابع عربي أو ما يعرف بـ “إيروعربيا” يحتل قمة تلك الهواجس المقلقة.فالمهاجرون يشكلون اليوم حوالي 10 % من سكان معظم دول أوروبا الغربية وتصل نسبتهم في بعض المدن الكبيرة 30 %, وهذا أدى إلى شعور 57 % من السكان الأوروبيين بأن لديهم عددا كبيرا جدا من المهاجرين وفقا لما تكشف عنه الدراسات.وفي الوقت نفسه فإن هناك توجهات ثقافية وسياسية وحتى عسكرية مؤيدة لأميركا تتنامى في بعض دول الاتحاد السوفيتي السابق, وهو ما يجب أن ينسحب على القارة التي تكثر فيها المشاعر المعادية للأميركيين, وهذه تركة أخرى من التركات الناجمة عن سقوط جدار برلين التي تشكل مفاجأة مثيرة للدهشة والاستغراب.
أخبار متعلقة